عربي ودولي

إيران تؤكد مواصلتها تصدير نفطها في كل الظروف … باريس تحذر من الانزلاق إلى حرب في المنطقة

| وكالات

وسط مخاوف بعض الدول من تصعيد المواقف في الشرق الأوسط نتيجة رعونة السياسة الأميركية تجاه إيران، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أن انتهاك إيران لقيود تخصيب اليورانيوم بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم بين القوى الدولية وطهران «رد فعل سيئ… على قرار سيئ»، ويثير مخاوف من الانزلاق إلى حرب.
وقال لو دريان للصحفيين رداً على سؤال حول خطر اندلاع حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط: «الوضع خطير. تصاعد التوترات قد يؤدي إلى وقوع حوادث».
وأضاف: «حقيقة أن تراجع إيران عن بعض التزاماتها المتعلقة بالانتشار النووي مبعث قلق إضافي. إنه قرار سيئ ورد فعل سيئ على قرار سيئ آخر، وهو الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي قبل عام».
وقال لو دريان: «لا أحد يريد الحرب. لاحظت أن الجميع يقولون إنهم لا يريدون بلوغ قمة التصعيد. لا الرئيس (الإيراني حسن) روحاني ولا الرئيس ترامب ولا زعماء الخليج الآخرون. لكن هناك بعض مقومات التصعيد التي تثير القلق».
وأضاف: «إيران لا تجني شيئاً من التخلي عن التزامها (بموجب الاتفاق النووي). الولايات المتحدة أيضاً لا تجني شيئاً إذا حصلت إيران على أسلحة نووية، لذا من المهم اتخاذ إجراءات لخفض التصعيد لتهدئة التوترات».
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، نفى تسلم طهران أي رسالة أميركية عبر روسيا للتفاوض على مستوى وزراء الخارجية.
في هذه الأثناء أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الولايات المتحدة فشلت في كل محاولاتها الرامية للمساس بإيران.
وقال روحاني في كلمة أمس في مدينة بجتورد في محافظة خراسان الشمالية إن «أميركا هزمت أمام الرأي العام العالمي والمنطقة وفي كل المسارات في الأمم المتحدة وفي محكمة العدل وأخيراً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وشدد روحاني على أن إجراءات الحظر الأميركية لن تؤثر على إرادة وعزيمة الإيرانيين مشيراً إلى أن طهران ستجتاز المشاكل الراهنة وسيكون الانتصار النهائي حليفها.
وأوضح روحاني أن «البطالة انخفضت في إيران رغم إجراءات الحظر وحققت طهران الاكتفاء الذاتي في إنتاج القمح».
من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده ستواصل تصدير نفطها في كل الظروف مطالبا بريطانيا بالإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية واحترام استقلالية السلطة القضائية.
ونقلت وكالة أنباء فارس عن ظريف قوله خلال اتصال هاتفي أجراه مع وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت أمس أن الحظر النفطي الأميركي على إيران غير قانوني وطهران ستواصل تصدير نفطها في كل الظروف.
ولفت ظريف إلى أن الاتحاد الأوروبي الذي عارض دوما فرض الحظر الأميركي خارج الحدود لا يمكنه أن يبادر إلى إجراء كهذا داعياً الحكومة البريطانية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة لإنهاء الاحتجاز غير القانوني لناقلة النفط الإيرانية.
بدوره ذكر السفير البريطاني السابق في واشنطن كيم داروش في مراسلة جديدة تم تسريبها أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحب من الاتفاق النووي مع إيران لأسباب شخصية مرتبطة «برغبته بإغاظة» سلفه باراك أوباما.
وكان داروش أعلن استقالته من منصبه الأربعاء الماضي على خلفية تفاعل تسريب مذكرات سرية وصف فيها إدارة ترامب بأنها تفتقر للكفاءة وأن نهايتها ستكون مخزية.
ونشرت صحيفة ميل اون صانداي البريطانية في صفحتها الأولى أمس مذكرة جديدة مسربة يعود تاريخها إلى أيار عام 2018 وصف فيها داروش قرار الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران بأنه «تخريب دبلوماسي».
وأوضحت الصحيفة أن داروش ناشد وزير الخارجية البريطاني آنذاك بوريس جونسون التمسك بالاتفاق النووي وكتب في مذكرة وجهها إليه أن «ترامب تخلى عن الصفقة لأسباب شخصية تتعلق بموافقة أوباما عليها» لافتاً إلى أن البيت الأبيض لم تكن لديه إستراتيجية لما يجب فعله بعد الانسحاب من الاتفاق وأن هذا سبب انقساما بين مستشاري ترامب.
وقال داروش في المذكرة المسربة: إن «الانسحاب أظهر التناقض الحاصل داخل البيت الأبيض ويبدو أن الكل يفتقد الوجود الفعلي للرئيس».
في سياق متصل أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن دول المنطقة مسؤولة عن حماية أمن الممرات المائية فيها وقال: إن «البريطانيين يرسلون سفينة حربية إلى المنطقة لكن نصيحتنا لهم هي أن يتركوا لدول المنطقة مهمة حماية الممرات المائية والملاحة البحرية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن