ثقافة وفن

في اليوم العالمي لمهارات الشباب … الشباب يعاني مشكلة عدم وضوح الهدف والرؤية وعدم وجود التوجيه المجتمعي المناسب

| وائل العدس

الشباب عماد المستقبل، هو قول فصل كلما آمنا به أدركنا وسيلة التنمية وغايتها، فالشباب أساس الحاضر واستشراف للمستقبل، فلا تطور ولا نهوض اقتصادياً واجتماعياً إلا بسواعد أبناء الوطن الشبان.
ويحتفل العالم يوم الخامس عشر من تموز من كل عام في اليوم العالمي لمهارات الشباب، وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» إنه يوجد اليوم 1.2 مليار شاب بين سني 15 و24 عاماً ويمثلون 16 بالمئة من سكان العالم، وتعد مشاركة الشباب النشطة في جهود التنمية المستدامة ضرورة لا بد منها لتحقيق مجتمعات مستدامة وشاملة ومستقرة بحلول عام 2030. ومع أن مشاركة الشباب وسيلة لتفادي أسوأ التهديدات والتحديات التي تواجه التنمية المستدامة، بما في ذلك آثار تغير المناخ والبطالة والفقر وغياب المساواة بين الجنسين، والصراعات، والهجرة، إلا أنهم يواجهون بنسبة تزيد بثلاث مرات عن الأكبر منهم سناً احتمال البطالة والتفاوت في الفرص في سوق العمل، فضلاً عما يواجهونه من معروض وظائف لا ترقى إلى طموحاتهم، كما أنهم يواجهون عملية انتقال صعبة بين مرحلتي الدراسة والدخول في سوق العمل، بينما تواجه الشابات مشاكل أكثر، حيث المعروض الوظيفي عليهن أقل جودة وإبهاراً وأجور أقل أو عقود عمل مؤقتة.

وأكدت أنه لهذه الأسباب، يعد التعليم صوالتدريب من المفاتيح الأساسية للنجاح في سوق العمل، ولكن للأسف، أخفقت النظم التعليمية القائمة في مختلف دول العالم في تلبية احتياجات الشباب التعليمية، وتشير الدلائل إلى أن الشباب يفتقرون إلى المهارات الكافية في القراءة والكتابة والرياضيات، وهي المهارات التي تؤهلهم للتنافس في سوق العمل الرسمي، ولذلك عينت الجمعية العامة، بموجب قرارها 145/69، أن يحتفل بيوم 15 تموز من كل عام بوصفه اليوم العالمي لمهارات الشباب لإذكاء الوعي العام بأهمية الاستثمار في المهارات الإنمائية للشباب.
وتسلط احتفالية الأمم المتحدة بهذه المناسبة الضوء على الآلية اللازمة لإعمال مفهوم التعلم مدى الحياة.

كيف تبدأ بمشروع خاص؟
إن الشباب بحاجة إلى 6 مهارات أساسية ليتمكنوا من التأثير مستقبلاً، ويتمكنوا من المشاركة في صنع مستقبلهم بأنفسهم، هي مهارات الاتصال والتواصل، والعمل حتى قبل تخرجهم، والتعلم المستمر، والتعلم الذاتي، واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
بدايةً، من الضروري على كل شخص يفكر في البدء في مشروع خاص، أو حتى العمل في شركة أو مؤسسة كبيرة، تحديد الهدف الأساسي الذي يرغب في الوصول إليه.
ويجب على كل شخص معرفة قدراته الشخصية بشكل واضح لمعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف الشخصية، لتطويرها وتنميتها مع الوقت، فعلى سبيل المثال، إذا كانت اللغة الإنكليزية من نقاط الضعف فيجب البدء في تعليم اللغة بشكل أفضل سواء من خلال «كورسات»، أو التعليم الذاتي.
ولا يوجد نجاح دون بذل الكثير من الجهد، والتخطيط وتحديد خطوات المشروع، والإدارة الجيدة للمشروع، للوصول إلى النجاح المرجو.
وإذا كنت تفكر في البدء بمشروعك الخاص، يجب البدء في فرص تمويلية لمشروعك، من خلال التواصل مع الجهات التي تمنح تلك الفرص وعرض مشروعك عليهم، فإذا كانت الفكرة جيدة ومختلفة فستحصل على أكثر من فرصة تمويلية لمشروعك.
ومن الضروري عدم التوقف على فكرة أو مهارة معينة، ويجب التطوير بشكل مستمر من مهارات من خلال الحصول على ورش تدريبية وتعليم برامج جديدة تفيدك في مجال عملك، كما يجب تطوير فكرتك بشكل مستمر.

تأهيل الشباب
إذا كما ذكرنا فإن الشباب عمود المجتمع وطاقاته المتفجرة التي تشكل الركيزة الأساسية في بناء المجتمع ونهضة الأمم، وقد أولت الحضارات المختلفة الشباب اهتماماً خاصاً.
ويعاني الشباب في هذه الأيام مشكلة عدم وضوح الهدف والرؤية لديه عندما يقبل على سوق العمل عند إنهاء دراسته الجامعية، كما يعاني من عدم وجود التوجيه المجتمعي المناسب له إلى جانب غياب التأهيل الصحيح له حتى يكون قادراً على اقتحام سوق العمل بقطاعاته المختلفة والمتنوعة من دون عقبات، وقد يواجه الشباب أثناء دخوله إلى سوق العمل بعض لتحديات التي تعيقه من تأهيله في سوق العمل مثل قلة فرص العمل المطروحة، قلة المهارات المطلوبة التي تكون بالفعل متوافرة لدى الشباب، والخطأ الذي يحدث في التعليم ويجد الشاب نفسه بعد التخرج غير قادر على تطبيق ما تعلمه لأن سوق العمل يختلف تماماً عما درسه في تخصصه، إضافة إلى قلة الأجور والمرتبات ما يجعل الشاب لا يقبل بحماس في العمل في هذه الوظيفة.
وبما أن التأهيل هو أول مراحل بناء شخصية الشاب العاملة المنتجة بحيث يكون مؤهلاً لشغل الوظائف التي تتطلب جهوداً ومهارات معينة، فإن هذا التأهيل يتم من خلال عدة أمور، أولها تحمل المسؤولية، فالشباب الواعي بحجم المسؤولية الواقعة عليه المستعد لتحملها والقيام بمتطلباتها على أكمل وجه هو الشباب الأكثر تأهيلاً لدخول سوق العمل نظراً لأن هناك أعمالاً كثيرة في سوق العمل تتطلب شباباً على قدرٍ كبيرٍ من تحمل المسؤولية بسبب صعوبة تلك الأعمال أحياناً أو بسبب أهميتها بالنسبة لأصحاب العمل وأرباب الشركات الذين يهمهم نجاح مؤسساتهم وأعمالهم.
ثاني الأمور القضاء على الثقافات التي تزرع في نفوس الشباب وتكون عائقاً لهم عن دخول سوق العمل واقتحامه، ومن هذه الثقافات الخاطئة ثقافة العيب التي تقوم على فكرة رفض القيام ببعض الأعمال بحجة عدم تناسبها مع وضع الشاب الاجتماعي أو التعليمي، فإذا ما نجح المجتمع من خلال برامج إرشادية معينة من القضاء على هذه الثقافة أصبح الشباب مؤهلاً تماماً للقيام بها، وهذا ينعكس إيجاباً على الفرد والمجتمع حيث تقل نسب البطالة وربما يقضى عليها، وكذلك يتحسن مستوى الفرد ولا يصبح عالةً على غيره وما يسببه ذلك من مشاكل اجتماعية مختلفة.
ثالث الأمور رفد الشباب بالمهارات التي تحسّن من أدائهم وتجعلهم قادرين أكثر على القيام بالأعمال وتأديتها على أحسن وجه، ومن هذه المهارات مهارات الاتصال ومهارة بناء الفريق والعمل ضمن المجموعة، ومهارات استخدام التكنولوجيا بأشكالها المختلفة، وإن من شأن تزويد الشباب بالمهارات تلك أن يصبح على قدرٍ عالٍ من التأهيل.
رابع الأمور وأهمها وضع الشباب في تجارب عملية قبل التخرج تهيئه للمرحلة بعدها، فالطالب عندما يكون على مقاعد الدراسة وقبل تخرجه بقليل يحتاج إلى خبرات عملية ويحتاج إلى خوض تجارب حقيقية في الحياة تمكّنه من كسر الحاجز النفسي وتسهل عليه عملية الانتقال إلى المرحلة الأخرى في حياته وهي مرحلة العمل وتحمّل المسؤولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن