رياضة

النسور سقطوا بالضربة القاضية والنيران الصديقة … نهائي أخضر للعرس الإفريقي

| خالد عرنوس

ليلة مثيرة ودراماتيكية عاشتها القاهرة على وقع مواجهتي نصف نهائي بطولة كأس أمم إفريقيا بنسختها الثانية والثلاثين وقد انتهت بفرحة سنغالية ثم جزائرية بتأهل أسود التيرانغا ومحاربي الصحراء إلى النهائي ضاربين موعداً من أجل لقب أثير سعى إليه 24 منتخباً إلا أنه انحصر بين الأخضرين بعد مشوار حافل لكليهما، واحتاج رفاق ساديو ماني إلى التمديد والنيران الصديقة ليتخطى نسور قرطاج التوانسة راسمين النهائي الثاني في تاريخ السنغال بعد 17 عاماً على حين أنهى محرز معاناة زملائه بهدف غال بمرمى النسور الخضر مجنباً إياهم تعب ثلاثين دقيقة إضافية ومعيداً الجزائر إلى النهائي بعد 29 عاماً.

سوء طالع
لم يكن أشد المتشائمين بالفريق التونسي يتوقع أن تأتي الخسارة من نظيره السنغالي بالطريقة التي حدثت فبعد شوط أول كانت الفرصة سانحة للفريقين للتسجيل أكثر من هدف وخاصة مبايي نيانغ ورفاقه خرج الفريقان قانعين بالتعادل الأبيض، وعندما انقلبت الآية بأفضلية تونسية مطلع الشوط الثاني ندم الأشقاء على فرص مهدرة كانت كفيلة بوضع السنغاليين تحت الضغط، وجاءت الفرصة على طبق النهائي قبل ربع ساعة عبر ركلة جزاء نفذها فرجاني ساسي أحد البدلاء الذين أشركهم جيريس أساسياً بعد مطالبات كثيرة إلا أن الحارس أندريه غوميز نجح بالتصدي حارماً نجم الزمالك من التقدم وربما التوانسة من الفوز.
ولم تمض 6 دقائق أخرى حتى سنحت الفرصة للأسود بالطريقة ذاتها لكن المعز حسن أحسن برد ركلة الجزاء من قدم هنري سايفيه ليمتد الحسم إلى الأوقات الإضافية التي راهن عليها المدرب أليو سيسيه على اعتبار أن الفريق التونسي أصابه الإرهاق وبالفعل ظهر الأمر جلياً وخاصة بعدما سجل فريقه هدفاً عكسياً من كرة مباشرة ردها الحارس المعز إلى صدر زميله ديلان برون ومن ثم إلى الشباك التونسية مانحة التقدم والفوز للسنغاليين ذلك أن زملاء وهبي الخزري لم يشكلوا خطورة كبيرة أمام مرمى منافسيهم معتمدين على الضربات الثابتة التي لم تأت بجديد لينتهي الأمر بتأهل الأسود.

صاعق وحاسم
ما جرى للتوانسة خشيه الجزائريون فهم لعبوا أكثر من منافسيهم النيجيريين وارتاحوا يوماً أقل لكن على أرض ظهر المحاربون على عادتهم في هذه البطولة فريقاً متكاملاً ومنظماً لا يركن للدفاع، ومنذ البداية حاول لاعبو المدرب جمال بلماضي التسجيل من خلال سيطرة على وسط الملعب والوصول إلى مرمى دانيال أكيبي الذي لعب دوراً بطولياً بالتصدي لأكثر من فرصة جزائرية وتكفلت رعونة بونجاح ورفاقه بالبقية لينتظر الجميع الدقيقة 40 لتظهر النيران الصديقة من جديد وهذه المرة أنصفت المحاربين.
فمن هجمة قادها رياض محرز حول كرة نحو منطقة الجزاء لترتطم بقدم مدافع ثم تحولت من صدر زميله ويليام إيكونغ إلى الشباك النيجيرية معلنة التقدم للاعبي جمال بلماضي ولم تأت ردة فعل النسور بالشوط الثاني على قدر الآمال العريضة بنهائي ثامن ولم يتعذب الدفاع الجزائري ومن ورائه الحارس مبولحي كثيراً في رد الهجمات التي قادها إيغالو وشوكويزي وأحمد موسى، وفي الوقت الذي لم يحسن المحاربون قول كلمة الحسم جاءت تقنية الفيديو المساعد (الفار) لتحيي أحلام النسور بركلة جزاء (الدقيقة 73) ترجمها إيغالو إلى التعادل متصدراً لائحة الهدافين ومنعشاً حظوظ فريقه بالعودة كما فعلوا أمام الكاميرون بدور الـ16.
الجزائريون لم يعجبهم هذا الكلام ولاسيما أنهم وقعوا تحت ضغط التمديد وركلات الترجيح في ربع النهائي فحاولوا إنهاء الأمور في الدقائق الأخيرة فسدد بن ناصر بالعارضة ثم سدد فيغولي بالعلالي، وجهز المدربان غيرنوت رور وبلماضي أوراقهما للأوقات الإضافية خاصة أن الأخير لم يجر أي تبديل طوال الدقائق التسعين لكن ركلة حرة مباشرة أجلت مشاريعهما وبالفعل من باب المربع سدد رياض محرزة كرة (من قلب محروق) ذهبت إلى المقص الأيمن للمرمى النيجيري معلناً الفوز الجزائري ومريحاً رفاقه من عناء الانتظار ومفجراً الأفراح في كل بقاع بلاده ومعظم المدن العربية.

بانوراما نصف النهائي
• الفوز الجزائري هو الخامس في هذه النسخة وهو الشيء الذي لم يتحقق للمحاربين سوى عام 1990 يوم توجوا بلقبهم الوحيد، بينما الفوز السنغالي هو الرابع على التوالي منذ الخسارة أمام الجزائر بالدور الأول وهي أفضل سلسلة لأسود التيرانغا في تاريخهم بالبطولة.
• الفوز هو السادس للجزائر بأدوار الإقصاء مقابل تعادلات (من دون احتساب ركلات الترجيح) و8 هزائم بينما الفوز السنغالي هو الرابع بمباريات خروج المغلوب مقابل 10 هزائم وتعادلين والثاني بالتمديد بعد الفوز على نيجيريا 2/1 في نصف نهائي 2002.
• خسارة نسور قرطاج هي الرابعة من 6 مشاركات في نصف نهائي البطولة والرابعة في أدوار الإقصاء التي انهزموا فيها خلال الوقت الإضافي بعد نهائي 1965 أمام غانا وربع نهائي 2008 أمام الكاميرون وربع نهائي 2010 أمام غانا.
• النيجيريون خسروا للمرة السابعة في نصف النهائي وهم سيواجهون تونس على المركز الثالث للمرة الثانية بعد نسخة 1978.
• مباراة السنغال مع تونس هي الخامسة في البطولة التي لم تحسم خلال الدقائق التسعين والأولى التي تحسم خلال التمديد، وهي المرة 22 التي تحسم فيها مباراة بالأوقات الإضافية بتاريخ البطولة والثالثة فقط بعد التعادل السلبي والعاشرة في دور نصف النهائي.
• هدف النيجيري إيكونغ بمرمى فريقه رفع عدد الأهداف العكسية في البطولة إلى أربع بعد الناميبي كيميني أمام المغرب والتونسيين رامي البدوي وديلان برون أمام غانا والسنغال على التوالي.
• ارتفع عدد ركلات الجزاء المحتسبة في البطولة إلى 13 ركلة سجل منها 9 ركلات منها أربع ركلات للسنغاليين الذين أهدروا ثلاثاً منها واكتفوا بتسجيل الرابعة ويعد ساديو ماني نجمها الأول بإهداره ركلتين وشاطره زميله هنري سايفيه أما الركلة الرابعة المهدرة فكان بطلها التونسي فرجاني الساسي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن