سورية

الشربجي: آلية التصويت في «الدستورية» لا تزال مختلفاً عليها.. والحسين: الزيارة تهدف للتباحث قبيل «أستانا 13» … الملف السوري بكافة تفاصيله يحضر في مباحثات المسؤولين السوريين مع عبد اللهيان … مصادر مطلعة لـ«الوطن»: حمل رسالة من الخامنئي لمواجهة «صفقة القرن».. وملف إدلب «يتجه لحل سياسي»

| مازن جبور

على حين كشفت مصادر مطلعة مضمون زيارة المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق، ولقاءاته مع المسؤولين السوريين، أنه حمل إلى الرئيس بشار الأسد مبادرة «غير معلنة» من قائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة السيد علي الخامنئي بخصوص مواجهة ما يسمى «صفقة القرن»، وأن ملف إدلب «يتجه لحله سياسياً» في وقت قريب، حضر الملف السوري بكافة تفاصيله في مباحثات المسؤول الإيراني مع المسؤولين السوريين.
والتقى كل من رئيس مجلس الشعب حموده صباغ ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ونائب الوزير فيصل المقداد، المسؤول الإيراني الذي وصل إلى دمشق أول من أمس في زيارة يلتقي فيها كبار المسؤولين السوريين.
وبحسب وكالة «سانا» للأنباء بحث صباغ مع عبد اللهيان والوفد المرافق سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين وتطويرها بما يخدم مصلحة الشعبين، وأعرب عن تقديره لمواقف القيادة والحكومة الإيرانية الثابتة والمستمرة تجاه الشعب السوري، مؤكداً تضامن سورية ووقوفها إلى جانب إيران في وجه التهديدات الأميركية.
وأشار صباغ إلى التنسيق الدائم بين برلماني البلدين بما يخص وحدة المواقف في المحافل الدولية تجاه قضايا المنطقة وما يحاك من مؤامرات ضد سورية وإيران، مجدداً تأكيده قوة وتجذر وعمق العلاقات بين البلدين.
وبين صباغ أن دور البرلمانيين والمجالس يتعاظم ويزداد ضمن إطار الدبلوماسية البرلمانية التي تفتح الآفاق أمام الدبلوماسية الرسمية للدول، موضحاً أن هناك الكثير من الدول لم تتخذ مواقف واضحة من الأحداث الجارية في المنطقة ولكن عدداً من برلمانييها أعلنوا مواقفهم الصريحة والمستقلة التي تدعم قضايا الشعوب.
من جهته، أكد عبد اللهيان دور البرلمانيين في الإسراع بتفعيل التبادلات التجارية والعلاقات الاقتصادية بين البلدين، منوها بالجهود التي يقدمها مجلس الشعب في إطار تصديقه القوانين والتشريعات الجديدة التي تسهم في تطوير مستقبل سورية.
وجدد تأكيده أن إيران ستبذل كل الجهود لدعم سورية على المستوى السياسي والاقتصادي بالقوة نفسها التي دعمتها بها أثناء تصديها للعدوان الإرهابي خلال السنوات الماضية.
وفي السياق بحث المعلم مع عبد اللهيان العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وأهمية العمل على تطويرها باستمرار والحفاظ على المستوى العالي من التنسيق والتشاور الدائمين بين كل الجهات في البلدين الشقيقين.
كما تطرق الجانبان إلى تطورات الأحداث في المنطقة وسبل مواجهة التحديات التي يتعرض لها البلدان وعلى رأسها الحصار والإجراءات الاقتصادية القسرية التي تم فرضها من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها على كلا الشعبين تحقيقاً لمصلحة «إسرائيل» والتي تعد شكلاً من أشكال الإرهاب الاقتصادي حيث كانت وجهات النظر متفقة في كل المواضيع.
وعبّر المعلم عن تقدير سورية للمواقف الإيرانية الداعمة لسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها وصمود شعبها، موجهاً الشكر للشعب الإيراني الشقيق وللقيادة الإيرانية على الدعم المستمر الذي تتلقاه سورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي تشن عليها والتي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم، ومشدداً على أن الانتصارات التي تحققت في سورية هي انتصارات لسورية وحلفائها.
بدوره أكد عبد اللهيان أن العلاقات السورية الإيرانية هي علاقات متجذرة منذ فترة طويلة وأن البلدين في خندق واحد وأن التحديات والمؤامرات التي تستهدف كلا البلدين لن تزيد الشعبين الشقيقين إلا إصراراً على الدفاع عن حقوقهما في مواجهة محاولات الهيمنة التي تستهدف المنطقة بأسرها مقدماً التهنئة للشعب السوري على الانتصارات السياسية والميدانية التي تحققت تحت قيادة الرئيس الأسد، ومشيراً إلى أن صمود سورية يعتبر مثالاً يحتذى به.
وفي الإطار ذاته أشاد المقداد خلال لقائه عبد اللهيان بالجهود التي تبذلها القيادة الإيرانية على مختلف المستويات لتقديم كل أنواع الدعم والمساندة لسورية خلال تصديها للحرب الإرهابية عليها، مؤكداً دعم سورية لإيران بوجه الغطرسة الغربية وآخرها القرصنة البريطانية المتمثلة باحتجاز ناقلة النفط الإيرانية في مضيق جبل طارق.
بدوره أكد عبد اللهيان أن القيادة الإيرانية والشعب الإيراني يقفون صفاً واحداً في دعم القيادة السورية والشعب السوري في مواجهة العصابات الإرهابية لاستعادة الأمن والاستقرار لكل أرجاء الدولة السورية.
وعلمت «الوطن» من مصادر مطلعة على مضمون زيارة عبد اللهيان إلى دمشق، ولقاءاته مع المسؤولين السوريين، أنه حمل إلى الرئيس الأسد مبادرة «غير معلنة» من قائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة السيد علي الخامنئي بخصوص مواجهة ما يسمى «صفقة القرن».
وكشفت المصادر، أن هناك شيئاً «سيحصل قريباً جداً» حول ملف إدلب.. أي حلحلة»، لافتة أن هذا «الملف يتجه لحله سياسياً بالتوافق مع تركيا»، ومشيرة إلى أن لإيران دور في ذلك، خصوصاً أن هناك علاقة قوية بين أنقرة وطهران.
وفي تصريح لـ«الوطن»، ذكر نائب رئيس جمعية الصداقة السورية الإيرانية في مجلس الشعب، حسين راغب الحسين، الذي حضر لقاء المعلم عبد اللهيان، أن الزيارة تأتي لتعزيز التشاور والتنسيق والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات وخاصة الجانب السياسي.
ورأى راغب، أن الزيارة جاءت للتباحث مع القيادة السورية قبيل انعقاد اجتماع أستانا القادم والذي سيركز على عدم التزام الضامن التركي بتعهداته في «اتفاق سوتشي» الخاص بإدلب، ودعمه الواضح للتنظيمات الإرهابية.
وأشار إلى أن مباحثات المسؤولين السوريين مع عبد اللهيان تناولت آخر التطورات في جهود المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون حول تشكيل لجنة مناقشة الدستور.
وأشار إلى أنه تمت مناقشة عميقة حول سبل مواجهة الاعتداءات «الإسرائيلية» على الأراضي السورية.
وذكر راغب، أن عبد اللهيان أطلع القيادة السورية على آخر التطورات الدبلوماسية في إطار احتواء التصعيد الأميركي تجاه إيران، والجهود الإيرانية لضمان أمن وحرية الملاحة في الخليج العربي، وكذلك جهود إيران لمواجهة العقوبات الاقتصادية من خلال بناء اقتصاد مقاوم وبناء فضاء اقتصادي إقليمي مع أصدقاء إيران روسيا والعراق وسورية.
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، قال عضو مجلس الشعب وعضو جمعية الصداقة السورية الإيرانية، محمد بشير الشربجي، الذي حضر لقاء المعلم عبد اللهيان أيضاً، أنه تم الحديث عن تطور إيجابي على صعيد تشكيل لجنة مناقشة الدستور.
ولفت إلى أنه تمت الإشارة إلى التوافق حول تسمية الأسماء التي كان يدور عليها خلاف، لكن ما زال الخلاف قائماً بخصوص آلية عمل اللجنة وآلية التصويت على القرارات فيها واجتماعاتها، موضحاً أن الجانب السوري يطلب أن يكون التصويت بالأغلبية المطلقة بنسبة 75 بالمئة من الأعضاء، «فلا يعقل أن مصير وطن يؤخذ بنسب بسيطة من توافق الآراء»، مبيناً أن الإعلان عن تشكيل اللجنة يتوقف على حل مسألة نسبة التصويت.
وأوضح أن آلية التصويت سيتم التوافق عليها في القمة الثلاثية المقبلة لضامني أستانا روسيا، إيران وتركيا، وهذا قد يتحقق نهاية هذا الشهر أو بداية الشهر القادم.
وبحسب الشربجي، ذكر نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد خلال اللقاء أن الاعتراض السوري على بعض الأسماء كان بسبب أن هؤلاء إرهابيين وأيديهم ملطخة بالدماء.
وأضاف: أن «السيد الرئيس بشار الأسد لم يكن معترضاً على تلك الأسماء من مبدأ الإتاحة للشعب السوري رؤية حقيقة هؤلاء الإرهابيين الذين يدفع بهم الغرب لتعديل الدستور الذي يحدد شكل الدولة السورية ومستقبلها، فيتأكد السوريون من حقيقة هؤلاء وسعيهم لتدمير سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن