ثقافة وفن

مؤتمر كفاءة وجودة الأرشيف والمكتبات الوطنية بدأ أعماله … تطوير المكتبات الوطنية وتشخيص واقعها والمكتبات الجامعية والمدرسية أهم الموضوعات

| هاني الخوري- تصوير: طارق السعدوني

أقيم في مكتبة الأسد اليوم افتتاح مؤتمر علمي قام على تنظيمه مؤسسة صناع الجودة العرب بمشاركة علمية من جمعية المكتبات والوثائق السورية ودعم وزارة الصناعة ورعاية وزير الثقافة السوري الأستاذ محمد الأحمد بعنوان مميز هو إدارة جودة وكفاءة وتنظيم الأرشيف والدواوين الحكومية والمكتبات الوطنية وفق المعايير الدولية 20119-21148 iso-mms وبالتعاون مع مؤسسة qualitus البريطانية.
كان الافتتاح بكلمة من ممثل راعي الندوة الأستاذ محمد الأحمد والتي قدمها الأستاذ إياد مرشد الذي أكد دور الثقافة في تطوير المشروع الوطني السوري وركز على أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات العلمية المميزة التي تطور أسس تطوير المكتبات والشبكة الوطنية للمعلومات والتي أكد فيها أهمية المكتبات والوثائق ودور المعايير والجودة في رفع أداء العمل المكتبي وتحريك صناعة المعرفة والمعلومات وأهمية ضبط الأرشيف والوثائق ووضع أسس علمية لذلك.

المؤسسات العلمية

كلمة الدكتور المهندس محمد غازي الجلالي رئيس أمناء صناع الجودة العرب والتي أكد فيها على دور المؤسسات العلمية في رفع الأداء وتطوير المؤسسات ورفد العمل الثقافي وتطوير بنى المكتبات الوطنية والمكتبات العامة بتقنيات وثقافة الجودة والتوثيق والأرشفة الالكترونية الحديثة القائمة على مفاهيم وأسس المعايير العلمية الجديدة، ومن ثم قام الدكتور عيسى العسافين بتقديم كلمة علمية عن المؤتمر شرح فيها عن نشاط جمعية المكتبات والوثائق وسعادته بمشاركة مؤسسة صناع الجودة العرب ورؤيته لشبكة المعلومات الوطنية ورؤيته لتطوير المكتبات الوطنية وأنهم سيقدمون بالمؤتمر التشخيص والتوصيات وليس الحلول وأن التكامل بالمؤتمر سيقدم قيمة مضافة علمية وسيكون له دور في تحليل واقع المكتبات الوطنية والعامة ومكتبات الجامعات والمدارس والتركيز على تطور مفاهيمها وتقنياتها ودورها العلمي في عصر المعلومات والمعرفة وأن المعايير الخاصة بالجودة لها دور كبير في تطوير مكتبات المستقبل.
ومن ثم قدمت الأستاذة نبال بكفلوني ممثل وزارة الصناعة ومؤسسة الإدارة والإنتاجية في وزارة الصناعة كلمتها حول مشاركة وزارة الصناعة في المؤتمر ورؤيتها للجودة وثقافة الجودة وتأكيدها أهمية هذا المؤتمر وأهمية الاستفادة من معطياته لدعم ثقافة الجودة ودعم المعامل بثقافة المعايير والجودة وأدلتها وأن المرحلة القادمة هي مرحلة تطوير المؤسسات للانطلاق الإنتاجي وأن المكتبات لها أهميتها وثقافة الجودة لها أهميتها وهي مؤمنة باسم المؤسسات التي تمثلها ووزارة الصناعة بهذا العلمي وأن الوزارة لها دورها في نشر ثقافة المعايير والاهتمام بثقافة التوثيق والجودة بشكل عام.

خريطة المكتبات العامة

ومن ثم انطلق المؤتمر بمحاضرة علمية قدمها السيد الدكتور عيسى العسافين (خريطة المكتبات العامة ومراكز المعلومات السورية دراسة في أسس الإدارة وتحدياتها).
وهو بحث عميق عرف بواقع المكتبات العامة والوطنية ومراكز المعلومات بدءا من مكتبة الأسد مرورا بالمكتبات العامة إلى المكتبات الجامعية وصولا لمكتبات المراكز الثقافية ومكتبات المدارس وواقعها وتحدياتها فكانت هذه الدراسة المميزة التي قدمها رئيس جمعية المكتبات والوثائق ورئيس اتحاد مكتبات بلاد الشام وعضو الهيئة التدريسية في قسم المكتبات في كلية الآداب بجامعة دمشق بحثا موثقا تعرض فيه لمرسوم إنشاء مكتبة الأسد الوطنية والمهام الملقاة على عاتقها فهي مكتبة وطنية ومكتبة عامة ومكتبة أكاديمية في الوقت نفسه ولديها قيمتها بين المكتبات الوطنية العربية وتعتمد أسس احترافية للأرشفة والتوثيق ولكنه تعرض لتحديات مثل الإدارة والقائمين على خدمات المكتبات وعلى حداثة طرق الأرشفة والتوثيق معلوماتياً وعملية نشر الفهارس البيبلوغرافية والفهارس الوطنية وهي من مهام مكتبة الأسد وكذلك عدم وجود قانون خاص بالإيداع وضعف الإمكانيات وضعف الموازنات المقدمة للمكتبات، فالمكتبات العامة والجامعية يرصد لها 7 إلى 12 بالمائة من الموازنات وفي الدول العربية من 2- 4 بالمئة وعندنا النزر اليسير في موازنات الجامعات الخاصة والعامة، وقد تعرض لوظائف الأخرى لمكتبة الأسد من حيث جمع النتاج العلمي والمعرفي الوطني وكذلك العربي والحصول على المراجع العالمية والمجلات المتخصصة وعلى تقديم الخدمات الأكاديمية المهنية وتقييم وظيفة التدريب والتأهيل للكتب وعملية التبادل بين مراكز المعلومات وعملية الإيداع الحاصلة وفعاليتها ودورها في حفظ النشر الوطني وعملية الإهداء التي تقوم بها مكتبة الأسد أحياناً للمكتبات العامة والمراكز الثقافية وبعض المدارس.

واقع الجامعات

ومن ثم تم التعرض لواقع الجامعات الحكومية واختلاف مستوياتها بين جامعة وأخرى وبأنها تراكميا قدمت مكتبات أكاديمية مهمة ولكنها غير حديثة الإصدارات ولا تسير على سياسات محددة واقتناءاتها متفاوتة وخصوصا باللغة الانكليزية وأنها ضعيفة الموازنات جدا لا بل مهملة وغير قادرة على تلبية الاحتياجات العلمية والمعرفية والأكاديمية للطلاب رغم الحاجة الماسة ومن ثم تعرض للجامعات الخاصة وإهمالهم للمكتبة التي تراوحت تبعيتها بين تبعية إدارة الكليات وتبعية نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية وأن الجامعات الخاصة التي وصل عددها إلى 23 جامعة خاصة وذروة إقلاعها كان عام 2007 قد تعثرت بالأزمة، فنقلت كل نشاطاتها للمدن الرئيسية ولاسيما دمشق، ولكن من دون المكتبة تركت المكتبة بمقراتها واستمر العمل العلمي من دون الإحساس بعدم وجود المكتبات التي لم تتلق دعماً مالياً لتصبح بالغنى المقبول أو المطلوب لمستوى جامعة خاصة جديدة ومن ثم تم التعرض لواقع المكتبات العامة والتي وصلت إلى 218 مكتبة عامة تقام في الوزارات والمؤسسات المختلفة أو لها صفة عملية أو تاريخية محددة والأدوار التي لعبتها وأهميتها الوطنية ومدى غناه بالمراجع وافتقارها إلى الأرشفة أو الخدمات المكتبية الحديثة لحمايتها وإتاحة محتواها بشكل علمي وكيف استفاد منها الباحثون ولكن لم نوظفها بشكل محدث بمفاهيم عصر المعرفة والمعلومات.

سياسات الاقتناء

أما المكتبات المتوزعة بين أكثر من 500 مركز ثقافي والتي تزيد على مئتي مكتبة مركز ثقافي والتي ليس لديها سياسات واضحة بالاقتناء ولا تستطيع إيجاد جذب واضح وتنشيط لثقافة القراءة وأهميتها وما الوظائف الرئيسية لهذه المكتبات وكيفية تطويرها بالأرشفة الحديثة وبمعايير التوثيق المناسبة، ولاسيما الاهتمام بمكتبات الأطفال وبالمكتبات السيارة ولاسيما أن 220 مكتبة مركز ثقافي ليس معها سوى ثلاث مكتبات سجون وست محطات مكتبية على حين المكتبات السيارة معدومة، فإذاً الاهتمام بالقراءة والأرفف المفتوحة واستبيان آراء القراء وتوجهاتهم بالعناوين وحالة تدوير العناوين بين المراكز الثقافية لرفع مستوى الخدمة وعاد وأكد الدكتور على أهمية الإدارة المكتبية وتطويرها لأنها العامل الأهم في تطوير خدمات المكتبات.
وتابع الدكتور العسافين بنفس أكاديمي ومعرفي وبغيرة كبيرة للتعريف بمكتبات المدارس وطرق تزويدها ونوعية كتبها وكيف كان يحول الأساتذة المعززون بعذر صحي لإدارة مكتبات المدارس وكيف تصبح مكتبات المدارس مكتبات توزيع كتب وإعادة خارجية بين بداية العام ونهايتها وكيف نسينا أن نعود أبنائنا على زيارة مكتبة المدرسة والتزود بالكتب المناسبة للأطفال، ما جعل مكتبات المدارس خارج الاهتمام والميزانيات رغم تحولها لشعبة في وزارة التربية فصارت شعبة المكتبات تعمل لمكتبة وزارة التربية.
إن أربعة وعشرين ألف مكتبة مدرسية هي محطات مهمة لتنمية خدمات المكتبات وتتطلب شخصيات غيورة وتهتم بثقافة الطفل وبوجود مكتبة مدرسية حديثة.

المكتبات المتخصصة

ومن ثم تحدث الدكتور العسافين عن المكتبات المتخصصة ومفاهيمها وآلياتها وانتقل لحديثة شامل عن المكتبات بكل أنواعها من نقص المتخصصين ونقص تعيين المختصين من قسم المكتبات أو عدم وجود إرادة لدى أصحاب القرار لدعم المكتبات وعدم تخصيص موازنات مناسبة وأن انطلاقة المكتبات العامة في الخمسينيات لم تتطور خلال العقود الأربعة السابقة من عمر ثورة المعلومات وأن هناك اعتقاداً أن المكتبة الالكترونية تقضي على المكتبة التقليدية مع المكتبات العامة والمتخصصة موجودة في كل دول الغرب إضافة للمكتبات المتنقلة وبأننا بحاجة لعناية أكبر بالإصدار المعرفي والفكري وطرق النشر ولتحسين شكل وخدمات المكتبات وأن تقدم المكتبات الخدمات الترفيهية والترويحية بأسلوب أفضل وتحدث المقاييس العالمية لمراكز المعلومات العالمية ولاسيما ناسا واعلم وايفلا ومكتبة الكونغرس وغيرها.
وانتهى إلى أننا لن نتطور كأمة أو مؤسسات ولن نكون منتجي معلومات عصريين وفعالين دون تطوير نظرتنا للمكتبات العامة والمتخصصة وتعزيز قدراتها وتعزيز ثقافة القراءة والنشر المعرفي وأكد بالنهاية أهمية المؤتمر وأهمية المعايير وطرق الأرشفة والتوثيق في تطوير خدمات المكتبات.
القسم الثاني لمحاضرات اليوم كان للباحث المستشار نبراس شاليش الخبير من صناع الجودة العرب الذي سعى ليقدم لنا معلومات موازية عن ثقافة الجودة والتوثيق وأن يربطنا بالمعايير الدولية للأرشفة فابتدأ بتعريف أهمية الوثيقة وتمتعها بمواصفة تحديد المكان والزمان والنوعية والقيمة وانطلق نحو خماسية الجودة وآلية التحسين المستمر ونحو الاهتمام بالأولويات ونحو تأكيد شخصية الوثيقة وأعطى أمثلة مكانية لتحديد الموقع وشبهه بالوثيقة، وعرف بمنظمة المواصفات المقاييس العالمية وأن كلمة iso، ليست فقط مواصفات قياسية دولية هي كلمة مساواة باليونانية وأن النماذج المختلفة لكلمة مواصفات ومقاييس توصلنا لثقافة الجودة وتوصلنا لمفهوم جودة الحياة.
وانتهى المحاضر إلى مناقشات مع الحضور حول المحاضرين والمفاهيم التي قدمت خلال المحاضرتين وأهمية هذا التكامل في المعلومات وتم نقاش مفاهيم المكتبات الوطنية الالكترونية والتطرق لنقص التمويل ولدور المكتبة الوطنية الذي مارسته خلال أربعين عاماً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن