سورية

كيليتشدار أوغلو دعا إلى إعادة التنسيق مع سورية وبدء حوار مباشر معها … تحضيرات لنظام أردوغان لشن عدوان على تل أبيض المحتلة من أميركا!

| الوطن - وكالات

دعا رئيس «حزب الشعب الجمهوري» التركي المعارض كمال كيليتشدار أوغلو إلى إعادة التنسيق مع سورية وبدء حوار مباشر معها، على حين أزال نظام رجب طيب أردوغان الجدار الفاصل بين الحدود السورية التركية في مدينة تل أبيض التي تسيطر عليها ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية وتتواجد فيها قوات احتلال أميركية، في مؤشر على نيته شن عدوان جديد في المنطقة، الأمر الذي سيزيد التوتر بين البلدين أكثر.
وذكرت شبكة «فرات بوست» الإخبارية في صفحتها على «فيسبوك» بأن قوات جيش النظام التركي قامت، بإزالة الجدار الفاصل بين الحدود السورية التركية في مدينة تل أبيض الواقعة تحت سيطرة ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية شمال مدينة الرقة، والمدعومة من قوات الاحتلال الأميركية التي تتواجد في المدينة.
وتأتي عملية إزالة الجدار، بعد إعلان أردوغان أول من أمس، عن خطوات مرتقبة لبلاده في منطقتي تل أبيض وتل رفعت شمال البلاد، بهدف إقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة.
وشدد أردوغان على ضرورة أن تصل «المنطقة الآمنة» إلى «عمق 30 إلى 40 كم» داخل الأراضي السورية انطلاقاً من الحدود التركية.
وكانت تركيا أرسلت تعزيزات عسكرية غير مسبوقة خلال الأيام القليلة الماضية، إلى المناطق الحدودية مع سورية المقابلة لمدينة رأس العين شمال الحسكة وتل أبيض شمال الرقة، على حين ذكر موقع «الخابور» الإلكتروني، أن ميليشيا «حماية الشعب» عززت نقاطها العسكرية في ريف رأس العين الغربي، خوفاً من عملية عسكرية تركية مرتقبة.
تأتي إزالة قوات جيش النظام التركي للجدار الفاصل بين الحدود السورية التركية في مدينة تل أبيض، وسط توتر في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، على خلفية تزويد موسكو تركيا بمنظومة صواريخ «إس 400» الروسية، الأمر الذي أغضب أميركا وإطلاقها التهديدات بفرض عقوبات ضد أنقرة، على حين اعتبرت وسائل إعلام أميركية أن صفقة «إس 400» بين روسيا وتركيا تشير إلى انقسام حلف شمال الأطلسي «ناتو» الذي تعتبر تركيا وأميركا من أعضائه.
ومن شأن شن النظام التركي عدواناً ضد «حماية الشعب» في تل أبيض أن يزيد من توتر علاقاته مع أميركا التي تتواجد قوات محتلة لها في المدينة، وتطالب أنقرة بعدم القيام بأي عملية عسكرية ضد الميليشيات الكردية في المناطق التي تتواجد فيها قوات الاحتلال الأميركي.
وسبق أن قام النظام التركي باحتلال مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي التي كانت «حماية الشعب» تسيطر عليها والتي رفضت دخول الجيش العربي السوري إلى المنطقة، مع اتخاذ أميركا موقف المتفرج، رغم مزاعمها بدعمها للأكراد.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تدعم بلاده الميليشيات الكردية في شمال سورية، أعلن بداية العام الجاري عن نيته إنشاء ما سماه «المنطقة الآمنة» في شمال سورية، الأمر الذي رحب به النظام التركي وأعلن رغبته بأن يدير بمفرده هذه المنطقة.
لكن روسيا رفضت الاقتراح الأميركي، ودعت إلى تفعيل «بروتوكول أضنه» الأمني الموقع بين سورية وتركيا عام 1998.
ومنذ الإعلان عن النوايا الأميركية تحصل مفاوضات بين أميركا والنظام التركي بشأن إنشاء ما يسمى «المنطقة الآمنة»، إلا أن تلك المفاوضات لم تسفر عن أي نتائج.
من جهة ثانية، ذكرت وكالة «سانا» للأنباء أن زعيم «حزب الشعب الجمهوري» دعا خلال الاجتماع الأسبوعي للكتلة البرلمانية لحزبه، إلى إعادة التنسيق مع سورية وبدء حوار مباشر معها «لأن في ذلك ضماناً لمصالح تركيا وأمنها القومي».
وقال كيليتشدار أوغلو: إن على أردوغان «التخلي عن سياساته ومغامراته الإخوانية الخطيرة لأنها سبب مشكلات تركيا»، مشيراً إلى أن هذه السياسات تسببت بتخريب العلاقات مع مصر التي تربطها مع تركيا علاقات تاريخية وثقافية مهمة.
يذكر أن «حزب الشعب الجمهوري» تمكن مؤخراً مرشحه أكرم أمام أوغلو من هزيمة مرشح الحزب الحاكم حالياً «العدالة والتنمية» والذي يتزعمه أردوغان، في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية اسطنبول مؤخراً، الأمر الذي يعد سقوطاً مدوياً لأردوغان وحزبه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن