رياضة

نحو لقب جدير

| محمود قرقورا

منذ المباراة الأولى للجزائر في الكرنفال الإفريقي الثاني والثلاثين الذي يضع أوزاره غداً في القاهرة، أثبت منتخب الجزائر أنه قادم بقوة هذه المرة لتثنية ألقابه في البطولة بعد تسعة وعشرين عاماً من لقبه السابق.
كل المفردات السارة أتحفنا بها محاربو الصحراء ثقة بالنفس، جرأة هجومية، سرعة الارتداد من الحالة الهجومية إلى الدفاعية، وبالعكس، حلولاً فردية، حارساً واثقاً، دفاعاً صلباً، وسطاً ممولاً يربط الخطوط بامتياز، هجوماً قادراً على خلخلة دفاع الخصوم وهذه المعادلة لابد أن تترجم بلقب طال انتظاره تزامناً مع جيل كتب العالمية في مونديال 2014 ويريد كتابة السطر الأهم في القارة السمراء.
هجوم الجزاء هو الأقوى باهتدائه إلى شباك الخصوم في المباريات الست، واستقبال هدفين، لعمري هو رقم ممتاز وخاصة أن المنتخب الشقيق لا ينهج اللعب الدفاعي، والأهم أن خصمه غداً (أسود التيرانغا) تلقى هدفاً يتيماً في المباريات الست وكان أمام الجزائر.
الهجوم الأقوى في الكان 2019 بمواجهة الدفاع الأصلب، ويالها من مباراة مرتقبة! فمحاربو الصحراء يحملون على عاتقهم لواء سمعة الكرة العربية في القارة السمراء، وأسود التيرانغا يحلمون بمغازلة اللقب الذي اقترب منهم عام 2002 وعاندتهم ركلات الترجيح الظالمة.
أتفق مع كثيرين على أن جزائر 2019 أكثر نضجاً من جزائر معظم النسخ التي كانت فيها رقماً صعباً، والمقارنة مع نسخة 1990 ظالمة لأن البطولة حينها جرت في الجزائر.
ما أشبه اليوم بالأمس! ففي نسخة اللقب الخالد مع ماجر وزملائه حقق فرسان الجزائر خمسة انتصارات وفي هذه النسخة أعادوا الكرّة بخمسة انتصارات وتعادل وهما البطولتان الوحيدتان اللتان سجل فيهما الخضر هذا الرقم السحري.
في بطولة 1990 كانت منتخبات نيجيريا وساحل العاج والسنغال مطية لمعانقة لقب طال انتظاره، وها هي الحكاية تعود بظروف مشابهة، وكل أملنا أن تتحطم الصخور السنغالية على الشواطئ الجزائرية أمام ملاحة ماهرين في ركوب الموج وتسطير صفحة بيضاء ناصعة عنوانها ليس جيل ماجر وبللومي وعصاد ودحلب ومناد والعربي ودريد ومغاريا وبن صولة وقريشي وقندوز وماروك الأفضل في بلد المليون كروي.
ومن حق بلماضي مخاطبة كاتب التاريخ: من فضلك لا تغلق الصفحات فليس خالف وسعدان وكرمالي الأفضل بتاريخ العقول التدريبية الجزائرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن