ثقافة وفن

الدراما السورية أصيلة ولها مكانتها المرموقة … ستيفاني صليبا لـ«الوطن»: دمشق مدينة عريقة وقلوب أهلها مفعمة بالحب والسلام والطمأنينة

| وائل العدس

حسنة الخلق والخليقة، ناضجة الفكر والأداء، واقعية وطموحة وصريحة وشفافة وإيجابية ومتأنية وحذرة.
تخلت عن صورتها البراقة، وخلعت الكعب العالي والأزياء العصرية، وتخلت عن صورة المرأة الأنيقة الجميلة، فولدت من جديد من رحم عمل قدّم لها النجومية على طبق من ذهب وأدخلها قلوب الناس من دون استئذان.
إنها صاحبة شخصية «سمارة» في «دقيقة صمت» الطبيعية والحقيقية والتي تنبع من صلب حياتنا اليومية.
الممثلة اللبنانية ستيفاني صليبا التي لا توفر فرصة في إبداء محبتها لسورية وللشعب السوري، حلت ضيفة على «الوطن» عبر الحوار التالي:

برزتِ خلال الموسم الدرامي بشخصية «سمارة» في «دقيقة صمت»، إلى أي مدى أرهقتك هذه الشخصية لما تحمله من جوانب نفسية معقدة؟
لا شك أن هذه الشخصية استنفذت مني الوقت الكثير في بناء الهوية الخاصة بها بالتعاون مع فريق العمل الذي أحاطني بالرعاية والدعم، فرسمتها في ذهني وصقلتها بطريقتي الخاصة، وخاصة أنها تجمع الصفات الحميدة من جهة، والرضوخ للحياة والخروج عن القانون من جهة أخرى، وهي امرأة جميلة تحاول إخفاء أنوثتها بسبب محيطها.
الشخصية صعبة وتحمل في طياتها الكثير من التفاصيل، وتاريخها مشبع بالأوجاع والجروح، وتركيبتها صعبة لكنها في الوقت نفسه تجربة غنية جعلتني أبرز قدراتي بشكل أكبر، وأعتبر العمل ككل والشخصية بشكل خاص ولادة جديدة لي كممثلة.
وأتصور أن شخصية «سمارة» مغرية لأي ممثلة، وتحلم بتأدية هذا النوع من الأدوار أي ممثلة محترفة ولو مرة واحدة في العمر، لأنها تحتاج إلى الكثير من العمل والجهد والتحدي الشخصي.

رغم ابتعاد الشخصية عن البهرجة والماكياج الفاقع، تغزل جمهور السوشيل ميديا بجمالها، فكيف ذلك وهل لجمالك دور في نجاح الشخصية؟
دائماً ما أؤكد أن الجمال أمر نسبي، ولم يكن له دور في إعجاب الناس بالشخصية، بل الدور الأكبر كان للصفات الجميلة وسط محيطها السيئ وظروفها الصعبة، فـ«سمارة» كانت تمتلك طيبة ظاهرة دعت الناس للتعلق بها، إضافة إلى التغييرات والانتقالات والمراحل في حياتها.
أما مسألة الجمال فأترك للناس حرية الرأي في العين التي تابعوا الشخصية من خلالها، وأؤكد أنني أحببت الشخصية وأعطيتها من قلبي بكل صدق وأمانة، ولذلك لامست عقول الناس وقلوبهم.

عادة ما توجه انتقادات عن ثنائية الممثل السوري والممثلة اللبنانية، برأيك هل نجحت في ثنائيتك مع عابد فهد؟ وكيف ترين هذه الثنائية في باقي الأعمال المشتركة؟
أعتقد أن أفضل من يتكلم عن هذه الثنائيات هي شركات الإنتاج ومحطات التلفزة، للإجابة عن كل التساؤلات المتعلقة بالموضوع، وطبعاً هذه الثنائيات مطلوبة جماهيرياً وفرضت نفسها على الشاشات.
بالنسبة لثنائيتي مع عابد فهد فأترك الحكم للجمهور، لأنني لستُ بمكان يسمح لي بتقييمها، لكنني أعتبر نفسي نجحت بالوقوف أمام فنان كبير بأداء يليق بخبرته وفنه.
هناك الكثير من الثنائيات الناجحة هذا العام من دون ذكر أسماء معينة، ولا شك أننا الآن أمام مرحلة درامية مشرقة، ولسنا بمكان يحتمل الفصل بين الجنسيات إن كانت سورية أو لبنانية، وموضوع الثنائيات ليس بجديد، بل كان قائماً منذ الستينيات والسبعينيات، واليوم عادت هذه الموضة لتدرج في الدراما العربية، وأعتقد أن علينا الخروج من هذا الحديث الضيق المتعلق بالجنسيات، فبالنهاية كلنا شركاء في صناعة الدراما.

سبقت أن صورت في سورية في وقت سابق بمسلسل «صرخة روح»، فهل اختلفت عليكِ الظروف والأجواء؟
خلال مشاركاتي في الدراما السورية، صادفت مراحل مختلفة في سورية، فاليوم سورية أصبحت آمنة بمعظم مدنها ومحافظاتها، والأمور كافة تحسنت، وبدا ذلك جلياً على الدراما التي انتعشت هذا العام وعادت إلى ألقها المعهود، على أمل أن تعيش سورية وكل الدول العربية في راحة وسلام، لأننا كشعوب نستحق أن نعيش بخير وسلام.

هل مشاركاتك في الدراما السورية والمصرية تعطيكِ الأفضلية عن زميلاتك رغم قصر مسيرتك الفنية؟
لا أحب استخدام أفعال التفضيل، ولا أعتبر أن لأحد أفضلية على أحد آخر، لأن الفن ساحة كبيرة تتسع للجميع، وكل إنسان ينال فرصه وتجاربه التي يستحقها إن كان إنسانياً أو مهنياً.
تجاربي في سورية ومصر ولبنان أغنتني، وسرّعت بثبات موهبتي وهويتي الفنية، وقد غيرتني وطورتني، لكنها لا تمنحي مكاناً أفضل من زميلاتي، لأن لكل واحدة منهن تجربتها الخاصة، وأعتبر أنني مازالت في بداياتي الفنية ومازال بحوزتي الكثير لأقدمه.

تمت إشاعة تصريح يخص سورية والدراما السورية، فلنوضح موقفك أكثر.
سبق وصرحت أن ما نشر على لساني حول الدراما السورية إشاعة، والموضوع برمته لم يكن يشبهني ولا يمثلني ولم يكن حقيقياً أصلاً.
هذه الإشاعة كانت مفبركة تهدف إلى خلق شرخ بيني وبين الجمهور والزملاء في سورية، ولكن من يعرف ستيفاني يدرك أن ما نسب لي غير صحيح، فمن المستحيل أن أصرح بهذا الأسلوب وهذه اللغة، ودائماً ما أردد أن الفن لا يحمل هوية، وأن أجمل ما يقدم على الشاشة ذلك التكاتف بين سورية ولبنان، والأجمل أن تبقى أيدينا متشابكة لنصنع دراما ترفع الرأس، وأؤكد أنني تشرفت بالدراما السورية وهي دراما أصيلة ولها مكانتها المرموقة.

كيف تحافظين على جمالك ورشاقتك؟ وما نصيحتك لكل الصبايا في مقتبل العمر في هذا الخصوص؟
بقدر ما يكون الإنسان صادقاً وراضياً عن نفسه، بقدر ما يكون مرتاحاً، وذلك يظهر جلياً على مظهره الخارجي وتواصله مع الناس.
أنا أمارس الرياضة واليوغا وأهتم بأكلي أحياناً، لكن الشيء الوحيد الثابت في حياتي والذي يمنحني الراحة والصفاء هو الصدق مع نفسي أولاً ومع الناس ثانياً، وأن أتصرف بما أقتنع وأحب من دون تكلف.

قبيل عيد الفطر، قمتِ بجولة في حارات دمشق القديمة، فما انطباعاتك؟
زيارتي للشام القديمة كانت من أجمل التجارب في حياتي، وكنت أسمع عن جمال الحركة في الشام كثيراً خاصة في العيد، وعندنا زرتها تأكدت من ذلك.
لكن الذي اختبرته أكثر كان محبة الناس وتفاعلهم المباشر معي، خاصة في سوق البزورية الذي أعجبني كثيراً، والناس في الشام انعكاس إيجابي وراق لروح هذا البلد وروح أصحاب هذا البلد، وبالفعل تركت هذه التجربة أثراً طيباً وفرحاً كبيراً لا يوصف بداخلي.
دمشق مدينة عريقة وقلوب أهلها مفعمة بالحب والسلام والطمأنينة، وسأقوم بزيارتها بشكل دائم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن