عربي ودولي

التوتر الأميركي التركي إلى مزيد من التصاعد … واشنطن تعرب لأنقرة عن خيبة أملها بسبب شرائها «إس 400»

| الوطن - وكالات

بما يشير إلى أن الخلاف الأميركي التركي وصل إلى الذروة، أعربت واشنطن عن خيبة أملها فيما يتعلق بشراء أنقرة لمنظومة الدفاع الجوية الروسية «إس 400»، لكنها وفي محاولة لاحتواء النظام التركي أكدت التزامها بمعالجة المشاكل الأمنية التركية على حدودها مع سورية.
وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس في بيان مكتوب عقب اتصال هاتفي بين وزير الخارجية مايك بومبيو ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، بحسب موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني، بومبيو أعرب لنظيره التركي عن خيبة أمل واشنطن «فيما يتعلق بشراء أنقرة لأنظمة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات إس 400».
وأضافت أورتاغوس: «أكد بومبيو مجدداً التزام الولايات المتحدة بمعالجة المشاكل الأمنية التركية على حدودها مع سورية، وكذلك التزام الحكومة الأميركية بحماية الشركاء المحليين الذين يعملون مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش».
من جانبه ذكر المكتب الصحفي التابع لوزارة الخارجية التركية، أن الوزيرين ناقشا المشاكل المرتبطة بـ«إس 400» والمقاتلات الأميركية من الجيل الخامس «إف 35» والوضع في مدينتي منبج وإدلب السوريتين، وكذلك إنشاء ما يسمى «المنطقة الآمنة» في شمال سورية.
جاء ذلك في وقت، واصل فيه حزب «الاتحاد الديمقراطي – با يا دا» الكردي خلال اليومين الماضيين نشر المزيد من مسلحي الميليشيات التابعة له في مدينتي تل أبيض ورأس العين شمال الرقة والحسكة على خلفية التوتر على الحدود إثر وصول تعزيزات كبيرة لجيش النظام التركي قبالة المدينتين.
ونقلت مواقع إلكترونية معارضة، عن الناشط المعارض عبد الملك العلي: أن «با يا دا» نشر المئات من مسلحي ميليشيا «وحدات حماية الشعب» و«حماية المجتمع» و«آساييش» في مدينتي رأس العين وتل أبيض، مشيراً إلى تسيير هذه الميليشيات لدوريات عسكرية مع نصب الحواجز داخل المدن والقرى مع مراقبة الحدود من قرية علوك شرق رأس العين حتى مدينة تل أبيض.
وأكد الناشط استيلاء هذه الميليشيات على منازل لمهجرين في رأس العين والدويرة وسلوك وتل أبيض لاستخدامها كمقرات عسكرية للتعزيزات.
ولفت إلى أن الحزب عمل طوال العام الماضي على حفر الخنادق بالمدن والقرى القريبة من الحدود التركية وخاصة رأس العين والدرباسية وتل أبيض.
يأتي اتصال بومبيو بتشاويش أوغلو، والاستعدادات من قبل الميليشيات الكردية، بعد تحشيدات وتجهيزات من قبل جيش النظام التركي على الحدود السورية التركية، وسط توتر متصاعد في العلاقات بين انقرة وواشنطن، على خلفية تزويد روسيا تركيا بمنظومة صواريخ «إس 400» الروسية، الأمر الذي أغضب أميركا وإطلاقها التهديدات بفرض عقوبات ضد أنقرة، على حين اعتبرت وسائل إعلام أميركية أن صفقة «إس 400» بين روسيا وتركيا تشير إلى انقسام حلف شمال الأطلسي «ناتو» الذي تعتبر تركيا وأميركا من أعضائه.
ومن شأن شن النظام التركي عدواناً ضد الميليشيا الكردية في تل ابيض أن يزيد من توتر علاقاته مع أميركا التي تحتل المدينة، وتطالب على الدوام انقرة بعدم القيام بأي عملية عسكرية ضد الميليشيات الكردية في المناطق التي تتواجد فيها قوات احتلال أميركية.
وسبق أن قام النظام التركي باحتلال مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي التي كانت «حماية الشعب» تسيطر عليها ورفضت دخول الجيش العربي السوري إلى المنطقة، مع اتخاذ أميركا موقف المتفرج، رغم مزاعمها بدعمها للأكراد.
ومنذ تسلم تركيا لمنظومة «إس 400» تسعى الولايات المتحدة لاستيعاب النظام التركي وأعادت تحريك مفاوضات بين الطرفين بشأن إنشاء ما يسمى «المنطقة الآمنة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن