رياضة

في «الميركاتو» الصيفي للموسم الكروي الجديد.. نار اشتعلت وأموال بعثرت … الزعيم خسائره كبيرة والبرتقالي في سكون والشرطة عقوده منطقية

| ناصر النجار

التنقلات الصيفية شهدت تنافساً ساخناً بين كبار الدوري، والسباق كان مدهشاً من بعض الأندية التي تدفع بسخاء للاعبين وللكوادر على حد غير معقول ويفوق الإمكانيات المالية للأندية، لكن الداعمين والرعاة كسروا الروتين وفتحوا البورصة بأسعار جنونية.
ويبدو للوهلة الأولى أن حطين أكثر الأندية شراء وسخاء، وقد رصدت الشركة الراعية مبلغاً محترماً لكسب ود الكثير من اللاعبين لدرجة أنه اشترى نصف لاعبي البطل (الجيش) فضلاً عن لاعبين آخرين يلعبون في الدوريات العربية.
والاتحاد يطارد حطين في هذا السباق الناري، وتشرين مطارد جيد إنما بشكل عقلاني، وقد تصل الصفقات والنفقات في الحد الأعلى وحسب ما يصلنا من قيمة العقود إلى مليار ليرة، وهذا أمر جعل العديد من الأندية (تضرب فرامل) إزاء حالة جديدة وغريبة أغلب أنديتنا غير قادرة عليها.
والسؤال المفترض: هل بعض مدربينا يستحقون عشرات الملايين كعقود تدريب وبعضهم قد لا يستمر أكثر من خمسة أسابيع؟ وهل اللاعبون الذين تعاقدوا بمبالغ من ثلاثين إلى خمسين مليوناً يستحقون هذه المبالغ؟
وهل مليار ليرة أو أقل تضمن لهذا النادي أو ذاك بطولتي الدوري والكأس أو إحداهما؟
هذه الأسئلة أجابت عنها السنوات السابقة، وكم فريقاً دفع عشرات الملايين خسر أمام فريق لا يملك الملاليم، وكم من مدرب يعتبر من مدربي النخبة طار بعد مباريات قليلة لأنه لم يلب الطموح أو أن الإدارة لم تهضمه، أو أنه اختلف مع لاعبيه؟
ونحن نتمنى قولاً وصدقاً ألا تضيع هذه الأموال في شوارع الدوري بلا فائدة وبلا مردود إيجابي ينعكس على النادي أولاً وعلى الكرة السورية كحصيلة طبيعية.
في دمشق كيف صورة التنقلات بين فرقها الثلاثة، من الرابح ومن الخاسر، وكيف تسير العقود؟
إلى التفاصيل؟

خسائر بالجملة
لم يتعرض فريق في العالم كله مثلما تعرض له فريق الجيش من خسارة لاعبين بالجملة شكلوا في الموسم الماضي الفريق الأساسي وبعض الاحتياط، فغادر الفريق من 15 لاعباً أساسياً حتى ساعة إعداد هذا التقرير، وهناك من يفكر بالمغادرة وذلك حسب العروض المقدمة ومهما فعلت إدارة الجيش فلن تستطيع تعويض رحيل نجومها، لأن بعض الراحلين لا يمكن تعويضهم.
وألمح البعض من داخل إدارة الزعيم أن هناك عقوداً تطبخ على نار هادئة، ولن يتم التعاقد مع أي لاعب لن يشكل إضافة للفريق، لكن بعض العقود الأولية غير ملبية، لأن الجدد لا يشكلون الثقل المطلوب ولا يقاسون بالراحلين.
ونحن نعذر إدارة النادي لأن أسعار اللاعبين انقلبت رأساً على عقب، فوقفت عاجزة أمام هذا التضخم ولم تقف بطريق لاعبيها حرصاً على مستقبلهم المالي على أقل تقدير.
الجيش يملك ذخيرة من لاعبين بقوا في الفريق، بعضهم في المنتخب الأولمبي، وعدد من اللاعبين معارون للأندية الأخرى، وسبق أن رفّع من فريق الشباب سبعة لاعبين، وفي ضوء ذلك يمكن بناء فريق جديد، قد ينافس وهو حقه الطبيعي ليدافع عن زعامته للكرة السورية، فليس شرطاً أن يكون بطل هذا الموسم من دفع أكثر.
اللاعبون المغادرون: شاهر الشاكر ورضوان قلعجي وحسين شعيب وعز الدين عوض وحسام بوادقجي ومنهل طيارة إلى حطين، أحمد مدنية وباسل مصطفى إلى تشرين، أحمد الأشقر وإبراهيم الزين إلى الاتحاد ومحمد العنز إلى الصليبخات الكويتي وعبد الملك عنيزان إلى المسيمير القطري ومحمد شريفة إلى الوحدة ومحمد العبادي إلى الطليعة، واللاعبون الجدد الذين وقعوا فعلياً هم، يزن عرابي حارس المحافظة السابق ومدافع المجد حسن بوظان ومحمد كروما وطه العايق من الكرامة، وعبد الرزاق البستاني من الوثبة وثائر كروما من السويق العماني, والحارس محمود اليوسف من الدوري السعودي وقصي حبيب من نادي الوحدة وربما عاد ورد السلامة من تشرين مع تجديد للهداف محمد الواكد.
وبقي عدد من اللاعبين الذين شاركوا مع الفريق في الموسم الماضي وهم: فارس أرناؤوط ويوسف الحموي ومؤمن ناجي ومحمد دمراني وأحمد الخصي وبشار أبو خشريف.
نذكر أخيراً أن قيادة الفريق الفنية ما زالت للمدرب طارق الجبان.

أرقام فلكية
أحمد قوطرش رئيس نادي الوحدة يقول: لا يمكننا أن ننافس على شراء اللاعبين في ضوء الأرقام الفلكية التي بات البعض يدفعها ليسحب اللاعبين أو بعض اللاعبين الذين يطلبون مبالغ تفوق حد المنطق والواقع ونحن لسنا مضطرين لدفع ميزانية النادي على أربعة أو خمسة لاعبين فقط، وأضاف: عقودنا تجري بصمت وهدوء، واللاعبون الذين نتحاور معهم كثر، وقد نصل إلى اتفاق مع البعض.
ارتفاع أسعار اللاعبين بشكل غير مسبوق وغير منطقي ظلم كل الأندية، حتى الأندية القادرة على الدفع والتي دفعت فعلاً، فكيف بالأندية التي لا تملك مصروف ونفقات كرة القدم.
لابد من وجود ضوابط لهذا الوضع الذي لا يصب في مصلحة الأندية وكرة القدم، ولا خوف على الوحدة، فليس من الضرورة أن يكون فريقنــا متفرجاً أو على هامش البطولة، وقد يكــون هذا الموسم وما جرى فيه حافزاً لكثير من الأندية وكثيــر من اللاعبين ليكســروا قاعدة التفوق المالي بتفـــوق فني على أرض الملعب، فالمـــال (رغم ضرورته لكرة القـدم) تشـــتري بــه لاعباً ومدرباً، لكنــك قد لا تشتري به بطولة أو تفوقــاً، وكــم مــن فريــق لا يوازي الكبار بماله أوقفهم في المواسم الماضية والشواهد كثيرة.
فنياً تعاقد الفريق مع مدربه السابق رأفت محمد الذي سيختار كادره المساعد.
أبرز المغادرين: خالد مبيض إلى تشرين وشعيب العلي إلى الطليعة ومازن العيس إلى الوثبة وعبد الله نجار عاد إلى ناديه الاتحاد وكذلك محمد الحسن والحارس خالد حاج إبراهيم، كما غادر الحارس العالمة إلى جبلة، ومن الجدد: أنس العاجي وأحمد رجب من المجد ومحمد شريفة من الجيش.
والعاجي كان محترفاً في البرتغال مع نادي ديبورتيفو أفيس.
أما من شاركوا الموسم الماضي فهم: طه موسى ومؤيد العجان وعبد القادر دكة وبرهان صهيوني وصلاح شحرور وعلي رمال وعمار مستت ووسيم نداف وضياء عبد الحق ويوسف محمد وقصي حبيب ومحمود الصالح وأحمد الأسعد وأيمن عكيل ومحمود خدوج ومحمد ربيع سرور ولؤي الشريف ومحمد حرب وأحمد قدور وعبد الهادي شلحة ومحمد حلاق.
القائمة ليست نهائية، والرأي للمدرب الذي سيقرر من سيبقى ومن سيغادر، والأيام القادمة ستكشف لنا الكثير من التفاصيل وخصوصاً بعد أن يأخذ المدرب فكرة كاملة عن اللاعبين ومستوياتهم ومدى فائدتهم.
أكثر منطقية

إدارة الشرطة منحت أبناءها فرصة جيدة للعمل، فأسندت مهمة التدريب إلى لاعبها السابق باسم ملاح بمساعدة شقيقه طارق، وباسم الذي يتولى المهمة لأول مرة مدرباً رئيسياً سبق أن نجح بتدريب فريق الشباب في المواسم السابقة وقدم للنادي العديد من المواهب الشابة.
نجاح الملاح هذا دفع بالإدارة لتوليه ثقتها الكاملة، وهو اليوم يعد فريقاً متكاملاً بكل حظوظه حسب الإمكانيات المتاحة.
وفي هذا يقول الملاح: لم ننظر إلى الآخرين وإلى أسلوب التعاقد، نظرنا فقط إلى واقع الفريق وخطوطه، وتم ترميم المراكز التي يحتاجها، ونعمل على إعداد فريقين بآن معاً، وسنمنح الفرص الكاملة لشبابنا الموهوبين لأنهم نواة الفريق في السنوات القادمة ومستقبله.
أقمنا معسكراً في اللاذقية ولدينا ثلاثون لاعباً، وهو معسكر استعدادي تضمن تمرينين في اليوم، صباحياً خاصاً باللياقة، ومسائياً خاصاً بالتكنيك والتكتيك.
وغايتنا الاطلاع على إمكانيات اللاعبين البدنية والفنية وتوظيفها بالمكان الصحيح، وهي اختبار لبعض اللاعبين ليثبتوا أحقيتهم بالحضور مع الفريق.
وعن المغادرين قال: مازن علوان اعتزل وأحمد العلي معار من الاتحاد وعاد وكذلك ياسر إبراهيــم وجلال الدكر المعاران من نادي الجيش.
وعن الجدد قال: استقطبنا محمد العقاد من تشرين وأحمد محيا من الفتوة ومحمد غلاب من المحافظة وريفا عبد الرحمن من المجد ومحمد لولو من جبلة ومحمود اليونس من الكرامة ويوسف أصيل من حطين ومالك علي من الجزيرة وجمعة جلول من الحرفيين.
وحافظنا على القدامى: محمد كامل كواية والحارسان علي مريمة وشيفان أوسي والمخضرم خالد عكلة وكرم عمران وعقبة المرعي وقاسم بهاء الدين وأمجد العلي وهادي الملط وعلي خليل وطه بصيــص، ومن الشــباب: عبد الغفور مداد وعلاء صطوف وبشار النهار ومجد الغايب وصهيب الشرعبي وأحمد المرعي ومحمد موسى الخلف ومازن سردار.
ويضيف: نحن نسير بهمة عالية وتفاؤل وطموح وسنعيد الفريق إلى الواجهة، قد يستغرق هذا الأمر بعض الوقت، المهم أننا نسير بوتيرة عالية وضمن منهجية أساسها الاعتماد على أبناء النادي ورعاية المواهب الشابة.
أما عن توقعاته للفريق بالدوري فقال: من المبكر الحديث عن الدوري، معسكراتنا الداخلية ستستمر، والتمرين سيسير بشكل جيد.
ولدينا مشاركة بدورة تشرين ستكون بمنزلة الامتحان، المنافسة حق مشروع لكل الفرق ولكل مجتهد نصيب، فريقنا سيسعى للأفضل، وسنعمل على تجاوز المراكز المتأخرة التي لا تليق بالفريق، نحترم كل أنديتنا ولدينا آمال كبيرة للارتقاء بالفريق نحو الأفضل على مستوى الأداء والنتائج.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن