عربي ودولي

«اجتماع طارئ» في فيينا الأحد لبحث الملف النووي الإيراني … ظريف يهنئ جونسون بلهجة تصالحية تحذيرية ولندن تعمل على تأليف قوة أوروبية لكنها (لا تريد الحرب)!

| روسيا اليوم - أ ف ب – رويترز - الميادين

وجه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تهنئة مفتوحة لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بمنصبه الجديد خلفاً لتيريزا ماي، حملت لهجة تصالحية وتحذيرية في الآن نفسه.
على حين أكد النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة للتعامل مع إيران وكل من يسلك طريق الضغوط والمواجهة معها سيخسر.
وأكد ظريف في تهنئته التي وجهها عبر حسابه في «تويتر» أن «طهران لا تسعى للمواجهة»، لكنه حذر بأن «إيران تعتزم حماية الخليج».
وقال ظريف في التغريدة: ««لدينا سواحل بطول 1500 ميل على الخليج الفارسي. هذه مياهنا وسوف نحميها»، وذلك في ظل الأزمة القائمة بين البلدين حول الاحتجاز المتبادل لناقلتي نفط.
وتابع ظريف أن «إيران لا تريد المواجهة»، لكن قرار حكومة ماي احتجاز ناقلة «غريس 1» الإيرانية في مياه جبل طارق «بأمر من الولايات المتحدة هو فعل قرصنة واضح بكل بساطة».
وأرفق ظريف تغريدته بفيديو يقول فيه «نحن مسؤولون عن أمن وحرية الملاحة في الخليج الفارسي»، ورأى أنه «من الأفضل فعلاً ألا تقحم المملكة المتحدة نفسها في تنفيذ مؤامرات» واشنطن والسعودية والإمارات وإسرائيل ضد إيران.
وفي السياق قال جهانغيري في كلمة أمس: «إيران وعلى مر التاريخ عملت على صون أمن المنطقة والخليج واستقرارهما وفي حال اختار الآخرون مساراً آخر غير الحوار مع إيران سيخسرون بالتأكيد وسيلحقون الضرر بمنطقتنا»، مشدداً على أن إيران قادرة على حفظ الأمن في المنطقة بمساعدة بلدانها وعلى الآخرين التخلي عن ضغوطهم وخوض حوار منطقي معنا.
ولفت جهانغيري إلى أن «الشعب الإيراني يفتخر بالتزامه بالقوانين الدولية ولكنه سيقف بالتأكيد بحزم أمام الغطرسة دفاعاً عن عزته وكيانه».
بدوره أَعلن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أن بلاده ستسعى إلى تأليف قوة حماية بحرية أوروبية في الخليج، مشدداً على أن بريطانيا لا تسعى إلى المواجهة مع إيران.
وقال هانت أمام مجلس العموم البريطاني إن القوة البحرية لن تكون جزءاً من سياسة الولايات المتحدة للضغط على طهران.
وفي غضون ذلك أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مقابلة تلفزيونية أن بلاده بصدد بناء تحالف دولي لحراسة مضيق هرمز، وفق تعبيره.
وأشار بومبيو إلى أن التحالف سيشمل دولاً من جميع أنحاء العالم، مهمته القيام بدوريات في مضيق هرمز من أجل الحفاظ على الممرات البحرية المفتوحة.
بدوره وصف المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي احتجاز بلاده ناقلة النفط البريطانية بالإجراء القانوني.
وفي مؤتمر صحافي في طهران أشار ربيعي إلى أنّ الاحتجاز كان ضرورياً «لضمان الأمن الإقليمي وليس رداً انتقامياً».
أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أعلن أنّ كبير مساعدي ظريف عباس عراقتشي سيتوجه إلى باريس لتسليم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة خطية من نظيره الإيراني حسن روحاني.
وكان روحاني قد أكّد في اتصال هاتفي مع ماكرون أن طهران مصممة على الحفاظ على الاتفاق النووي من خلال فتح الأبواب أمام جميع السبل.
على خط مواز أفادت وزارة الخارجية الإيرانية أمس بأن «اجتماعاً طارئاً» سيعقد الأحد المقبل بمشاركة القوى الكبرى في محاولة لإنقاذ اتفاق إيران النووي.
ولفتت الخارجية الإيرانية في بيان إلى أن الدول الموقعة على هذا الاتفاق باستثناء الولايات المتحدة التي انسحبت منه في أيار 2018، ستتمثل في هذا الاجتماع على مستوى وزراء أو على مستوى المدراء السياسيين.
ويأتي هذا الاجتماع الطارئ للجنة المشتركة الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، بعد شهر من آخر لقاء مماثل عقد في العاصمة النمساوية فيينا.
وكانت طهران أعلنت أن اجتماع فيينا الأول الذي عقد في 28 من حزيران الماضي، «حقق بعض التقدم»، لكنه «غير كاف».
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ممثل إيران في محادثات فيينا، إن المحادثات لا تكفي لإقناع طهران بتغيير قرارها بتجاوز القيود الأساسية للاتفاق واحدا تلو الآخر.
ويجتمع مسؤولون كبار من إيران وبقية الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي بهدف محاولة إنقاذه، لكن في ظل محدودية قدرة القوى الغربية على حماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأميركية فمن غير الواضح ما الذي يمكنهم فعله لتوفير الدعم الاقتصادي الذي تريده طهران.
وأنشأت القوى الأوروبية آلية «انستكس» للتبادل التجاري في محاولة لحماية جزء من الاقتصاد الإيراني على الأقل من العقوبات الأميركية، لكن تلك الآلية لم تُفعل حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن