رياضة

في بلاغه الكروي الأخير.. غاب المؤتمر … إلغاء الهبوط وروزنامة الموسم تبدأ بعد شهر

ناصر النجار :

أخيراً بعد طول انتظار صدر البلاغ الذي يحمل الرقم (8) عن اتحاد كرة القدم الذي حمل في مضمونه بعض البنود التي أقرت نتائج الموسم الكروي بالدرجتين الأولى والثانية ومسابقة الكأس، كما استعرضت نتائج منتخباتنا في مشاركاتها الودية والرسمية، أما القرار الوحيد المهم فكان إلغاء الهبوط، وما عدا ذلك فلم يكن يسمن أو يغني من جوع! ورافق البلاغ روزنامة الموسم الجديد.
وقبل الخوض في تفاصيل البلاغ، فإننا نؤكد أن وصول البلاغ إلى الرقم (8) يدل على أن اتحاد كرة القدم قد عقد ثمانية اجتماعات فقط في عشرة أشهر، والمفترض أن يكون الرقم الرسمي للاجتماعات هو عشرون اجتماعاً كما أقره النظام الداخلي، وعلى ما يبدو أن الضغط الدائم والسفر والغياب المستمرين جعلا اتحاد كرة القدم مشغولاً عن عقد مثل هذه الاجتماعات، وخصوصاً أن أغلب أعضاء الاتحاد مسافرون أو غير متفرغين أو غير آبهين بحضور هذه الاجتماعات لعدم جدواها على ما يبدو، وربما الاجتماع الأخير دليل على عدم اكتمال النصاب القانوني، لوجود العديد من أعضاء الاتحاد خارج البلاد مسافرين مع المنتخبات أو مشغولين في أمورهم الخاصة بمحافظاتهم، وكنّا نتمنى لو أن البلاغات بيّنت كما كل المؤسسات الرياضية عدد الحضور بالاسم، والمتغيبين بعذر.
والمشكلة لم تعد في أعضاء الاتحاد فقط، بل صارت في موظفيه الذين توزعوا على المنتخبات الوطنية بمناصب على مقاسهم، فمنهم منسقون ومنهم علاقات عامة ومنهم علاقات خارجية ومنهم مدربون، حتى بات اتحاد الكرة حجراً أصمَّ بلا بشر!

دوري مثالي
من خلال متابعتنا لكل ما صدر عن اتحاد كرة القدم من بلاغات وتعاميم نتأكد أن دورينا هو الأنظف في العالم، فلم نشهد من العقوبات الانضباطية إلا القليل التي تدل على أن الدوري مثالي، أو أن اتحاد كرة القدم غير مبالٍ، وأكثر من مرة سألنا المعنيين عن حالات شاهدناها مباشرة أو عبر النقل التلفزيوني ولم يُتخذ بها أي إجراء، كان الجواب واحداً، المباراة نظيفة، والسبب أن المراقبين لم يكتبوا شيئاً في تقاريرهم، فإمّا كانوا نائمين، وإمًا طُلب منهم أن يتجاهلوا كل شيء بالحسنى، فاستجابوا، والأغرب من ذلك أن العديد من المباريات لا يوجد بها أي مستند قانوني في اتحاد كرة القدم (سكور)، ما يدل على حالة اللامبالاة، سواء من المراقبين والحكام أو من اتحاد كرة القدم.

باطل شرعاً
قانوناً، فإن المادة الثانية من البلاغ رقم (8) باطلة شرعاً، وهي التي ألغت الهبوط لهذا الموسم، وسبب بطلانها، أنها لم تقر في مؤتمر بإجماع أعضاء الجمعية العمومية، فالنظام الداخلي يعتبر قرارات المؤتمر العام مقدسة ولا يلغيها أو يُعدّل عليها إلا قرار مماثل، وكما نعلم فإن إلغاء الهبوط هذا الموسم جاء بقرار رئيس اتحاد كرة القدم قبل أكثر من شهرين لدواع انتخابية بالدرجة الأولى، أكثر من أي أمر آخر.
ومع ذلك فإن قرار إلغاء الهبوط أمر بات يدعو للسخرية لأن الإمكانات لم تعد تتحمل هذا الكم الوافر من الأندية دفعة واحدة، والحقيقة التي يجب أن يعرفها اتحاد كرة القدم أن الدوري خسر ما يعادل فريقاً كاملاً من الدوري بسبب تعاقد العديد من اللاعبين مع أندية عربية فاق عددهم حتى الآن الـ25 لاعباً، إضافة إلى هجرة العديد من اللاعبين الشبان فمن أين ستأتي أنديتنا بلاعبين؟
وأمام هذا الوضع رأينا الأندية تبحث عن لاعبين من دوري الأحياء الشعبية، وأغلب اللاعبين المتعاقد معهم هذا الموسم تجاوزوا الثلاثين من العمر بسنوات، والأمثلة بالعشرات.
زحمة أندية الدوري مع قلة اللاعبين يؤدي إلى ضعف المستوى وانعدامه، وذلك بسبب أن معظم اللاعبين الجيدين سيُحشرون في ثلاثة أو أربعة أندية، والأندية الباقية ستكون (كومبارس) وهذا كله لا يطور كرة القدم.
وعليه، اقترحنا بعد أن قبلنا إلغاء الهبوط على مضض أن يكون دوري هذا الموسم تصنيفياً لرسم معالم جديدة لكرتنا تتوافق مع الظروف، وتضع أنديتنا القادرة على العناية بكرة القدم ورعايتها ودعمها بطابق، وباقي الأندية بطابقين آخرين تبعاً للمستوى والإمكانات.

مؤتمر غائب
غاب أي حديث عن مؤتمر سنوي سيعقده اتحاد كرة القدم خلف انتهاء الموسم كما عهدنا في كل موسم، وعلى ما يبدو أن المؤتمر ألغي بسبب قرب المؤتمر الانتخابي، وهذا الأمر يعتبر هروباً وتهرباً من المسؤولية، فالمؤتمر الانتخابي يخص الانتخابات وحدها، وقربه أو بعده لا يعفي القائمين على الكرة من عقد مؤتمرهم السنوي.
والمؤتمر السنوي مخصص دائماً لمناقشة موسم كامل والاستماع إلى هموم الأندية وكوادر اللعبة، والتخطيط لموسم قادم، والتصويت على المقررات والمقترحات، لكن هذا الكلام لم يعد له وجود، وعلى الأندية أن تتحمل ما يصدره اتحاد كرة القدم، سواء رضيت به أم لم ترض، أو كان مناسباً أو غير مناسب، فهذه هي العقلية التي تدير الكرة.
ونحن هنا نتكلم في العموم، لأننا لو خضنا في التفاصيل لوجدنا الطامّة الكبرى، وربما أولها الشقاق والاختلاف الواضح في صفوف أعضاء الاتحاد ولجانه العليا، وثانيها تحكم البعض بمفاصل العمل، ما يؤدي إلى تسلط أصحاب المصالح والمنافع، وهذا ما أدى لظلم كبير طال كوادرنا الفنية والإدارية والتحكيمية، لأن الدعم اقتصر على أصحاب الولاء وظلم أهل الخبرة والكفاءة.

روزنامة
لم تكن روزنامة اتحادنا الكروي يوماً ما مقدسة، ولن تكون كذلك في الموسم الجديد، وعندما أقر اتحاد الكرة روزنامته فحتماً لم يقرأ روزنامة النشاط الخارجي، إلا إذا كان بنيّته منع لاعبينا المحليين من الالتحاق بالمنتخب الوطني والاقتصار على دعوة اللاعبين المحترفين فقط!
ومن الروزنامة نقتطف ما يلي:
يبدأ الدوري في 22 تشرين الأول القادم أي بعد نهاية مباراة منتخبنا مع أفغانستان بتسعة أيام، ولم يحدد اتحاد الكرة موعداً لنهاية الذهاب، لكن إذا علمنا أن منتخبنا سيستأنف مشاركته في 17 تشرين الثاني بلقاء سنغافورة فهل يكفي لذهاب الدوري عشرون يوماً لعشرين فريقاً سيتنافسون على مجموعتين، وهذا سيؤدي إلى أن الفرق ستلعب دورياً مضغوطاً بواقع كل 48 ساعة مباراة، وإذا علمنا أن الفرق ستلعب في الذهاب تسع مباريات، فأي جدوى من هذا الدوري؟ ومَنْ الفريق القادر على تحمل مصاريف الدوري ومشقته وضغطه في هذا الوقت الضيق، وما الفائدة المرتجاة من موسم كروي تلعب فيه فرقنا مبارياتها كلها في أربعين يوماً وتنام بقية الموسم!.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن