عربي ودولي

موسكو ستطرح مقترحها «لضمان الأمن الجماعي بالخليج» أمام الأمم المتحدة … إيران: لن نسمح بعرقلة الملاحة في الخليج وبريطانيا توسلت للإفراج عن ناقلة النفط

| وكالات

عبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس عن استعداد بلاده للتفاوض مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن بلاده مستعدة لمفاوضات عادلة وقانونية تحفظ عزتها، مضيفاً إن طهران لن تستسلم في أي مفاوضات.
على حين أكد رئيس مكتب قائد الثورة الإسلامية في إيران محمد محمدي كلبايكاني أن البريطانيين أرسلوا وسطاء إلى إيران وتوسلو للإفراج عن ناقلتهم.
ولم يخف روحاني نبرته الحادة عند حديثه عن «اختراق الأجواء الإيرانية»، حيث هدد واشنطن بالقول: إن «تكرار اختراق الأجواء الإيرانية من قبل الأمريكيين بطائرة مسيرة أخرى سيلقى الجواب نفسه».
وتابع بالقول: «كنا ولا نزال نحافظ على أمن الخليج ومضيق هرمز والمحيط الهادي ومضيق باب المندب.. مضيق هرمز ليس مكاناً لانتهاك قوانين الملاحة البحرية والتهاون بها، ولن نسمح بالإخلال بقوانين مضيق هرمز.. واحتجاز الحرس الثوري ناقلة النفط البريطانية خطوة قوية ومهنية».
وشدد الرئيس الإيراني على أن بلاده لا تسعى إلى التوتر مع بريطانيا، وإذا أفرجت الأخيرة عن ناقلة النفط في جبل طارق ستلقى الرد المناسب من إيران.
ولفت روحاني إلى أن «تأمين مضيق هرمز مسؤولية الحرس الثوري، ولا يمكن لأي طرف أن يتغاضى تحذيراته فيه»، مشدداً على ضرورة أن تحترم جميع الأطراف تعليمات الحرس الثوري في هذا الشأن.
كما دعا روحاني الدول التي لا تنتمي لمنطقة الخليج لعدم التدخل في عملية تأمين المياه بالمنطقة، مؤكداً أن إيران «سترد بالطريقة نفسها في حال تعرضت للانتهاك من جديد».
في السياق قال كلبايكاني في كلمة أمس: «إن الحرس الثوري الإيراني مرغ رأس لندن في التراب من خلال توقيف ناقلة النفط البريطانية»، مضيفاً: «إن الدولة التي كانت تعين في إيران المحامي والوزير بلغ بها الأمر اليوم إلى أن ترسل وسطاء وتتوسل لإطلاق سراح ناقلتها».
ومن جانبه أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي أن إيران لن تسمح بعرقلة الملاحة البحرية في منطقة الخليج وستواصل تصدير النفط مهما كانت الظروف.
وأشار عراقجي خلال لقائه وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في باريس حيث سلمه رسالة خطية من الرئيس حسن روحاني لنظيره ايمانويل ماكرون إلى أهمية استقرار منطقة الخليج بالنسبة لإيران التي ستبذل قصارى جهدها لضمان أمن هذه المنطقة وخاصة مضيق هرمز.
ولفت عراقجي إلى أن بلاده وضعت على جدول أعمالها تقليص تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي استناداً إلى حقوقها ضمنه، مشدداً على أن القنوات الدبلوماسية ما زالت مفتوحة للتباحث بهذا الخصوص، ومضيفاً: «نتوقع من أوروبا أن تتخذ موقفا واضحاً في معارضة السياسة الأميركية بشأن تصفير مبيعات النفط الإيراني والتي تتم متابعتها في إطار إستراتيجية الضغط القصوى».
من جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي أن بلاده تسعى لخفض حدة التوترات الراهنة في منطقة الخليج والحفاظ على الاتفاق النووي وتنفيذه وستواصل مساعيها في هذا المجال.
على خط موازٍ أعلن المبعوث الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، أن موسكو ستطرح مفهوم الأمن الجماعي في منطقة الخليج أمام الأمم المتحدة.
ولم يستبعد بوغدانوف أمس أن يتم ذلك في اجتماع خاص لمجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أن شركاء روسيا أبدوا اهتماماً بمفهوم الأمن الجماعي في منطقة الخليج، قائلاً: إنه «اقتراح شامل لا يسيء إلى أي أحد، بل على العكس، يدعو إلى توافق الآراء».
واقترحت روسيا، في وقت سابق، مفهومها عن الأمن الجماعي في منطقة الخليج على دول المنطقة، والقاضي «بإنشاء منظمة للأمن تتضمن في عضويتها إلى جانب دول الخليج، روسيا والولايات المتحدة والهند والاتحاد الأوروبي، والأطراف المعنية الأخرى كأعضاء مراقبين أو منتسبين».
وكان بوغدانوف، عرض هذا المفهوم، أول من أمس على ممثلي الدول العربية وإيران وتركيا والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ودول «بريكس»، المعتمدين في موسكو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن