سورية

اعتبرها «جرائم حرب» وحمل المسؤولية الكاملة لحكومة النظام التركي … «يكيتي» الكردي يطالب بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في عفرين

| الوطن

حمل حزب «الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية – يكيتي» النظام التركي المسؤولية الكاملة عن الانتهاكات التي تمارسها أذرعه في عفرين المحتلة، لافتاً إلى أن هذا النظام يعمق سياسات «التتريك» والتغيير الديمغرافي ونشر التطرف الديني وأفكار «العثمانية الجديدة» في المدينة، مطالباً بمحاسبة مرتكبيها.
وفي تعليق على خطاب أدلى به رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً حول سياسات الدولة التركية ضد الكُـرد، قال الحزب: «إما أن يُدفنوا تحت التراب أو يَقبلوا بالذل»، هكذا لخص أردوغان البارحة في خطابه سياسات الدولة التركية العدائية ضد الكُـرد والمتواصلة منذ ما يقارب المئة عام، بعقلية العسكر والأمن، الغرور والاستعلاء، الإنكار والإمحاء، القتل والتدمير… والتي تتمثل في منطقة عفرين المحتلة بكل تجلياتها الإجرامية والمنتهكة لحقوق الإنسان والشعوب، في وقتٍ تتناسى فيه تركيا إرهاب داعش والنصرة وباقي الجماعات الراديكالية المتطرفة، بل وتُعلق جُلَّ خيباتها ومطامعها على شماعة (الإرهاب الكردي) المزعوم.
ومؤخراً تصاعدت حدة التهديدات التي يطلقها أردوغان والمسؤولون الأتراك بشن عملية عسكرية عدوانية على الأراضي السورية تستهدف الميليشيات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية بحجة إقامة ما تسمى «المنطقة الآمنة».
وأشار الحزب في تعليقه، إلى أن وزارة الشؤون الدينية، إحدى أذرع أردوغان في تنفيذ سياساته تلك، وهي التي تُخصَص بميزانيات مالية ضخمة، وتُشكل عبر مدارس «إمام خطيب» مجاميع شبابية موالية لحزب العدالة والتنمية، وتُوسع من نشاطاتها في مناطق الاحتلال التركي، ومنها عفرين، زارها وفدٌ مشترك من «وقف الديانة التركية وممثلاً عن رئاسة الجمهورية ورئيس جامعة الزهراء مصطفى مسلم»، الشهر الفائت، وذلك من أجل فتح مشاريع تعليمية دينية، وكذلك فتح دورات والقيام بأنشطة عبر جمعيات ومدارس خاصة، منها جمعية «شباب الهدى»، والتي تُروج لأفكار «العثمانية الجديدة»، تحت مسمى «حملة التنوير والإرشاد لتصحيح معتقدات الأهالي وأفكارهم»، في إشارة إلى أن النظام التركي يتهم الأهالي بـ«الجهل والإرهاب، الإلحاد، عبادة الشمس والنار، مخالفة دينهم وشريعة نبيهم».
وكشف «الحزب» عن تحويل العديد من صالات ورشات الخياطة السابقة في عفرين إلى جوامع أو مقرّات دينية، منها «معمل قرب مدينة رنكين للألعاب الكهربائية، صالة قرب دوار ماراته، صالة قرب دوار نوروز، صالة قرب مطعم فين – طريق راجو، صالة في حي المحمودية، معمل قديم قرب قرية مشعلة»، وقد أُدرج اختبار «مواد إمام خطيب واللغة التركية» ضمن برامج امتحانات السنة الدراسية الفائتة، على حين لم تنفذ وعود «تدريس اللغة الكردية».
ولفت الحزب في تعليقه إلى أنه وردته أنباء عن جملة انتهاكات وجرائم في مدينة عفرين المحتلة من قبل النظام التركي وميليشيات مسلحة موالية له، منها حالات اختطاف المواطنين واعتقالهم من قبل تلك الميليشيات والإفراج عنهم بعد دفع فدى مالية، فضلاً عن قيامها بسرقة مجموعة التوليد الكهربائية العائدة لمحطة مياه الشرب.
وأشار الحزب إلى نهب محصول السماق في قرية رووتا- ناحية معبطلي بالكامل، من قبل المسلحين وممن تم توطينهم في القرية.
ومن تلك الممارسات أيضاً، أوضح «الحزب»، أن أغلب أصحاب محال الصرافة والحوالات والذهب وتجار الألبسة والزيت والعقارات والسيارات الأكراد، يضطرون إلى إدخال أحد المسلحين من أصحاب النفوذ، في شراكة معهم من أجل حماية مالهم وأعمالهم قدر الإمكان، لقاء دفع مبالغ طائلة، على حين تقوم ميليشيات مسلحة بالاستيلاء على منازل المواطنين بعد نهب الأثاث وتحويلها إلى مقرات للدفاع المدني.
واعتبر الحزب، أن تلك الممارسات تأتي في سياق تعميق التغيير الديمغرافي وسياسات «التتريك» في المنطقة، وتندرج في إطار جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مطالباً بمحاسبة مرتكبيها، وتحميل كامل المسؤولية لحكومة النظام التركي التي تبسط سلطتها الفعلية عبر جيشها المنتشر وأجهزتها الأمنية والإدارية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن