رياضة

الدوري الفرنسي لموسم 2019/2020 ينطلق الجمعة … مازال الجميع يحلم بإيقاف الباريسي

| خالد عرنوس

تعتبر بطولة الدوري الفرنسي المعروفة بـالليغ آن من المسابقات الخمس الكبرى في القارة الأوروبية رغم أنها لم تفرز كثيراً أبطالاً على مستوى بطولات الأندية في القارة العجوز بل إن هولندا والبرتغال وبلجيكا تتقدم على بلاد العطور في هذا المجال إلا أن المنافسة الفرنسية على زعامة الكرة الأوروبية وفي المونديال فرضت وضع الأندية الفرنسية في المقدمة، ولعل الإعلام ودور الفرنسيين في ابتداع المسابقات الكروية لعبا دوراً في وضع الليغ آن بين أكبر خمس دوريات في القارة العجوز.
ولا ننسى أن الأندية الفرنسية جذبت الكثير من نجوم اللعبة خاصة في العقود الثلاثة الأخيرة وباتت محطة لهؤلاء نحو الأندية الأكثر ثراءً سواء في إيطاليا أم إسبانيا أو إنكلترا، وفي السنوات القليلة الأخيرة دخل رجال الأعمال على خط الاستثمار في الأندية الفرنسية وهو ما جعل بعضها ينافس عتاة الأندية على شراء عقود بعض نجوم الصف الأول، كما حدث مع باريس سان جيرمان الذي سيطر على مقادير البطولات المحلية هناك خلال المواسم الأخيرة ما جعله بعيداً عن المنافسة.

للتاريخ حصة
هي بطولة أندية النخبة الفرنسية وقد انطلقت مع نهاية القرن التاسع عشر إلا أنها لم تنتظم وتوقفت أكثر من مرة حتى إن نسخة واحدة أقيمت بين 1914 و1926 وفي عام 1932 أحدثت المسابقة بشكلها الحالي المجمع بمشاركة 20 نادياً ولم تتوقف سوى خلال سنوات الحرب العالمية الثانية وتعرف حالياً بـالليغ آن وانطلقت منذ 2002 بهذه التسمية لتصبح إحدى الدوريات المتميزة على مستوى القارة العجوز وتضم حالياً 20 فريقاً بحيث تلعب على مرحلتي ذهاب وإياب بما مجموعه 380 مباراة ويتوج فيها صاحب الرصيد الأعلى والفارق لعدد الأهداف عند التساوي بالنقاط وأقر هبوط الأندية الثلاثة الأخيرة إلى الدرجة الثانية على أن يصعد بالمقابل مثلها ثلاثة أندية تحتل صدارة (الليغ دو) قبل أن يطرأ تعديل بسيط في المواسم الثلاثة الأخيرة بحيث يخوض صاحب المركز 18 مباراتي ملحق مع ثالث الدرجة الثانية يعرف الفريق رقم 20 بالدرجة الأولى في الموسم التالي.

أبطال
أكثر من 20 بطلاً توج باللقب للدوري الفرنسي بكل تسمياته لكن الخريطة تبدلت تماماً مع انطلاق البطولة بشكلها الحالي وغابت تماماً أندية سادت قبل ذلك ولم يبق من الأسماء المعروفة إلا مرسيليا ولوهافر، وعرفت البطولة سيطرة فريق ما لفترة محددة ففي أول عقدين عرفت أندية سوشو ومرسيليا ونيس مرتين قبل أن تنتقل الزعامة لإستاد ريمس الذي توج ثلاث مرات خلال العقد الثالث ثم جاء الدور على سانت إيتيان الذي حقق 10 ألقاب كاملة تصدر بها لائحة المتوجين منها 9 ألقاب بين 1964 و1981، وفي الثمانينيات برز بوردو الذي توج باللقب 3 مرات بالتناوب مع لقبين لنانت وموناكو قبل سطوة مرسيليا الذي توج باللقب 4 مرات متتالية بين 1989 و1992 وخمس الألقاب في الموسم التالي قبل أن يسحب منه اللقب بسبب فضيحة تلاعب، فحجب اللقب يومها 1993.
في المواسم التالية تقلبت الوجوه بين عدة أبطال قبل أن يأتي عهد ليون الذي سيطر لسبعة مواسم متتالية على اللقب بين 2002 و2008 ثم تأرجح اللقب بين بوردو ومرسيليا ومونبيلييه وليل، وشهد العقد الحالي هيمنة سان جيرمان الذي توج بستة ألقاب في سبعة مواسم أخيرة ليصل إلى لقبه الثامن كثالث الترتيب برفقة موناكو الذي حرمه من معادلة سباعية ليون المتتالية ووراء مرسيليا 9 ألقاب وتبقى الريادة لسانت إيتيان بـ10 ألقاب.

جديد الموسم
19 نادياً توج بلقب الليغ آن سيكون منها 13 حاضراً في الموسم الذي ينطلق ووحدهما سوشو وأوكسير اللذان من الممكن أن يعرفهما الجيل الحالي مازالا حاضرين على الساحة ويلعبان بالدرجة الثانية على حين بقية المتوجين لم يعد لها وجود مثل إستاد مرسيليا أو روبيكس أو ستاندرد أتلتيك (وهي صاحبة الألقاب الأكثر) أو انطوت تحت اسم أندية أخرى ومنها على سبيل المثال (إف سي سيت) ويلعب في الدرجة الرابعة أما نادي أولمبيك ليل فيلعب بين أندية الهواة.
ومن الأندية المتوجة سابقاً هناك: سان جيرمان وسانت إيتيان وليل ومرسيليا وليون ونانت وبوردو ومونبيلييه وستراسبورغ وريمس ونيس وموناكو ومونبيلييه، على حين لم يسبق لأندية ديجون وأنجيه ونيم ورين وتولوز وميتز وبريست التتويج والأخيران هما الصاعدان من الدرجة الثانية، فاحتل ميتز بطولتها برصيد 81 نقطة مقابل 74 نقطة لبريست، وفشل لنس باللحاق بركبهما في الليغ آن بخسارته الملحق أمام ديجون.
وتأسس ميتز مع انطلاق الدوري الفرنسي 1932 وفشل بالتتويج وأفضل إنجازاته وصافة موسم 1997/1998 إلا أنه توج بكأس فرنسا مرتين ومثلهما بكأس الرابطة المحترفة ورغم ذلك فهو من الأندية العريقة بظهوره خلال 60 موسماً على مستوى الدرجة الأولى على عكس شريكه بالصعود بريست الذي لم يسبق له التتويج بأي لقب على مستوى الكبار ولم يظهر سوى 13 مرة بالليغ آن آخرها موسم 2013/2014 علماً أنه تأسس عام 1950.

الباريسي مرشح أول
لا يمكن إنكار أن معظم الترشيحات تصب في مصلحة باريس سان جيرمان بطل الموسمين الأخيرين وبطل كأس السوبر مساء السبت الماضي للمرة السابعة على التوالي فكل المعطيات تشي بتتويج جديد لممثل العاصمة نظراً لكوكبة النجوم التي يضمها في صفوفه أمثال كليان مبابي ودي ماريا وماركو فيراتي ودراكسلر وتياغو سيلفا وماركينيوس وآخرين، وما زال الحديث دائراً عن رحيل محتمل لنيمار وكافاني إلا أن إدارة الفريق جلبت كلاً من: إدريسا غاي وعبدو ديالو وبابلو سارابيا وأندير هيريرا واستعاد المعار خيسي، وهذه التشكيلة قادرة تحت قيادة المدرب الألماني توماس توخيل على الاحتفاظ باللقب ولاسيما أن معظمها يمتلك خبرة كبيرة على مستوى البطولات المحلية.

منافسون هائمون
في الموسم الماضي وعلى غرار المواسم التي توج بها سان جيرمان باللقب كانت الهوة تتسع بينه وبين كل المنافسين وبدا وحده في القمة والآخرون في واد سحيق وقد اكتفى بفارق 16 نقطة رغم خسارته 4 مباريات من 8 أخيرة، وعليه فإن مجرد التطلع لمنافسته على البطولة يعتبر حلماً للجميع، ومنذ سبعة مواسم نجح موناكو باختراق سلسلة الباريسي في موسم 2016/2017 ويعتبر مثلاً أعلى للبقية في محاولتهم إنزال سان جيرمان عن عرشه وهو العنوان الذي يرفعه الجميع.
ويمكن القول إن ترتيب الموسم الماضي سيفرض نفسه على أسماء المرشحين لمنافسة الباريسي وفي مقدمتهم ليل الوصيف الذي سجل سلسلة رائعة من النتائج ثبتته بالمركز الثاني منذ الجولة 16 ويقوده المدرب كريستوف غاتييه منذ نهاية عام 2017 ويضم الفريق في صفوفه عدداً كبيراً من الأجانب حيث يقوده الفرنسيان لويك ريمي وجوناثان بامبا الذي سيفتقد كثيراً هداف الفريق بالموسم الماضي نيكولاس بيبي برحيله إلى إنكلترا.
وسيكون ليون أحد الطامحين للمنافسة واستعادة ذاكرة الألقاب وأهم لاعبيه الهولندي ممفيس ديباي والعاجي كورني وموسى ديمبلي والمالي كونيه والبوركيني تراوري، وقد استبدل مدربه غينسيلو بالبرازيلي سيلفينيو.
ولاشك أن سانت إيتيان سيكون له دور إن لم يكن على صعيد المنافسة فعلى صعيد تحديد البطل وقد أنهى الموسم الماضي بالمركز الرابع، ويعد مرسيليا أحد أعمدة الليغ تاريخاً وحاضراً رغم تراجعه في المواسم الأخيرة وانتدب المدرب فيلاش بواش ليحل مكان رودي غارسيا، أما موناكو فهو الحكاية الحزينة لبطل 2017 الذي كاد يهبط إلى الدرجة الثانية في الموسم المنصرم لولا صحوته مع عودة مدربه جارديم وبعض نتائج المنافسين التي خدمته في النهاية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن