رياضة

تحضيرات الفرق الحلبية للموسم الكروي الجديد … الاتحاد يبحث عن مدرب والحرية والحرفيون يفتقدان السيولة

| حلب – فارس نجيب آغا

باشرت كرة الاتحاد تحضيراتها للموسم الكروي الجديد تحت قيادة المدرب أسامة حداد ومضى الوقت سدى بعد انتظار وترقب بما يخص قضية الكابتن ياسر السباعي التي انتهت فصولها برفض الجانب القطري طلب الإعارة المقدم من الاتحاد العربي السوري لكرة القدم بناء على طلب نادي الاتحاد، وما حدث شكل صدمة للجماهير التي كانت تنتظر الموافقة على أحر من الجمر وهي تأمل بأن يكون السباعي ربان سفينتها لكن الحسابات شيء والواقع شيء آخر مع ضياع ما يقارب الشهر بين جدل واسع حول كتاب الإعارة الذي تأخر، وهرج ومرج سادا منصات الشبكة العنكبوتية، لكن تم وضع حد لهذا الجدل الذي توقعته «الوطن» لأن الموافقة على ذلك يعني قدوم السباعي مع سريان مفعول مستحقاته المالية التي سيتكفل بها الجانب القطري وهذا أمر غير وارد حدوثه وخاصة أن مدة الإعارة طويلة ومعها طويت صفحة وفتحت صفة حول مصير المدرب القادم الذي مازال مجهول الهوية مع تخمينات ما بين أردني وعراقي الجنسية وتلميحات كانت تضع الكابتن هيثم جطل على سلم الأولويات لكن بردت الهمة فجأة واختلطت الأوراق في ظل عدم التصدي لقرار شجاع ينهي هذا المسلسل المكسيكي الذي استمرت حلقاته عدة أسابيع.
أما الحرية فهو يعاني مصيراً صعباً لغياب السيولة المالية التي يحتاجها أي فريق، وهنا مربط الفرس، والتسريبات تفيد بصرف ما يقارب مئة وأربعين مليون ليرة سورية على كرة القدم الموسم الماضي وضياع حلم الصعود الذي تبخر، ونادي الحرية يحتاج الآن للكثير حتى يجد فريق كرة قدم يستطيع النهوض به من جديد في ظل انتهاء عقود معظم اللاعبين وفراغ كبير وعدم وجود لاعبين من أبناء النادي يرفدون الفريق الأول مع اجتماع موسع للجنة تسيير الأمور ضمت كل الأطياف العرباوية وطروحات مختلفة الشكل والمضمون وكل يغني على ليلاه.
وبما يخص نادي الحرفيين فهو غائب عن التغطية كلياً ولا توجد أي بوادر للعمل ولم يجتمع مجلس الإدارة منذ نهاية الموسم الكروي مع تلميحات بعدم المشاركة لهذا الموسم وخاصة أنه يفتقد أدنى مقومات العمل الاحترافي ولا أحد يقف جانب هذا النادي الذي ترك وحيداً.

قضية السباعي
تأخرت موافقة ياسر السباعي فتم إسناد المهمة لأسامة حداد وكلف بكري طراب ليكون بجانبه لكونه مدرب الناشئين ريثما يتم التعاقد مع مدرب بعد تحركات مكوكية يقوم بها رئيس النادي المهندس مفيد مزيك وعضو مجلس الإدارة مشرف كرة القدم الكابتن جمعة الراشد الذي يحضر بشكل دائم ويتابع جميع الأمور على أرض الواقع، وكانت الرغبة في التعاقد مع السباعي موجودة لدى الجانبين دون وجود أي شروط مالية كما أشيع وقد تم إرسال كتاب رسمي إلى الجانب القطري حمل رقم 1202 تاريخ 25/7 /2019 وذلك بالموافقة على إعارة السباعي لصالح نادي الاتحاد بالفترة ما بين 1/8/2019 ولغاية 30/6/2020 حيث تم تحويله من الاتحاد القطري لكرة القدم إلى نادي الخريطيات الذي يعمل فيه السباعي برقم ملف 73 تاريخ 26/7/2019، الشيخ خليفة رئيس النادي انتظر قدوم السباعي من إجازته الصيفية وخلال الاجتماع معه أكد له أن الموضوع صعب ومحرج في ظل بداية الموسم الكروي وقال له: من غير الممكن الاستغناء عنك ولو أن الفترة كانت متقطعة لكان هناك كلام آخر أسوة بأبناء وطنك رضوان الشيخ حسن وماهر بيرقدار مع حفظ الألقاب ولا يمكن إيجاد بديل بعد الآن وبهذا طويت القضية وتم إرسال كتاب من نادي الخريطيات حمل رقم 953 تاريخ 29/7/2019 يعُرب فيه مدير النادي أحمد بن ثامر آل ثاني عن اعتذاره عن الموافقة على الإعارة نظراً لحاجة الخريطيات لخدمات السباعي لتفشل صفقة قدومه مع صدمة كبيرة لدى الاتحاديين الذين كانوا يمنون النفس بعودة أحد أبرز مدربيهم والذي جلب لهم ثنائية الدوري والكأس موسم 2005.
دراسة وفسخ
بناء على ما حدث بدأت دراسة سير ذاتية (cv) لعدة مدربين وهناك مشاورات مع أحدهم وهو يحمل الجنسية الأردنية وآخر عراقي مع ضبابية وعدم وضوح حول ما ستتمخض عنه الأمور مقابل استبعاد أبناء النادي حيث يسود اعتقاد لدى سدة القرار بضرورة التعاقد مع مدرب كبير له وزنه واسمه، وهذا الشيء قد يحتاج لمزيد من الوقت الذي يضيع دون فائدة وخاصة أن الفريق دخل مرحلة التحضير من دون وجود استقرار حول الجهاز الفني وهو خطأ جسيم كان من المفترض حسمه قبل شهر مع وجود بعض الشروخات التي بدأت بفسخ عقد اللاعب حميد ميدو نتيجة العرض الذي وصله من أحد الأندية القطرية ما خلف جدلاً واسعاً لعدم التزام الميدو وتغيبه عن الحصص التدريبية والضغط على مجلس الإدارة الذي رفض الاستغناء عنه والعقد هو شريعة المتعاقدين لكن في النهاية لم يتمسك النادي به ما دام قد رفض الالتزام مع حملة جماهيرية طالت اللاعب لعدم احترامه عقده وناديه الذي قدمه للنجومية.

تكلفة واستعانة
لجنة تسيير الأمور في نادي الحرية عينت كوادرها بصورة سريعة بعد اجتماع ومشاورات مع الخبرات ووضعت مصطفى حمصي مدرباً بمساعدة مهند الشيخ ديب وصافي الشعار إدارياً بينما اعتذر مضر الأحمد عن العمل مدرباً لحراس المرمى، ومن خلال حديث جانبي جمعنا مع مدير الفريق أحمد قدور أكد صعوبة المهمة نتيجة عدم وجود سيولة مالية وليس لدينا لاعبون يمكن الاعتماد عليهم والجميع يعلم الأرقام المالية التي باتت تدفع، وقد اجتمعت مع رئيس النادي الدكتور سمير بيبي وناقشنا الواقع الحالي وليس لدينا المال الوفير ووضعت رئيس النادي بكل التفاصيل والتعاقدات التي نحتاجها لتدعم الفريق وتكلف ما يقارب خمسين مليوناً بصورة أولية، وهذا الرقم غير متوافر في خزينة النادي حالياً ولا ندري كيف يمكن لنا العمل بهذا الوضع الحرج وخاصة أننا لم نخرج لاعبين منذ سنوات لرفد فريق الرجال ولا بد من الاعتماد على الجار الاتحاد للاستعانة ببعض لاعبيه على سبيل الإعارة.

واقع مؤلم
نادي الحرفيين يعيش واقعاً مظلماً فلا وجود لشيء اسمه ناد إلا على الورق فقط وخاصة أنه لا يملك أي لاعب وجميع من لعب معه الموسم الماضي ليس على قوائمه مع ضعف في الإمكانيات وعدم وجود فئات عمرية بالمعنى الحقيقي وغياب الدعم الفعلي من الاتحاد العام للحرفيين واتحاد الجمعيات في حلب، وخلال حديث مقتضب مع رئيس النادي جمال حبال فتح همومه وجراحه معتبراً أنه هناك الكثير من الكلام، وقال: لقد دفعت من جيبي عشرات الملايين ورغم جميع الوعود التي أطلقت لنا الموسم الماضي إلا أنها ذهبت أدراج الرياح ونحن الآن غير قادرين على المشاركة لعدم وجود سيولة مالية والانسحاب قد يكون أمراً وارداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن