ثقافة وفن

حسين جمعة شاعراً

«أوراق روح تحترق»، و«سنابل القلق» مجموعتان شعريتان للأستاذ الدكتور «حسين جمعة»، تقع كلّ منهما على مجموعة من القصائد الشعريّة والنثريّة تقارب الثلاثمئة صفحة، احتوت على مواضيع غاية في الغنى والتنوع، وأوراق روح تحترق من سلسلة الشعر الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق، حمل 41 قصيدة شعريّة تنقلت في مواضيعها بين واقع الحال، وما مرت به دمشق من ضغوطات، وفي صبرها، ومقاومتها، وحبّ أهلها، ووطنيتهم، ومنها اخترنا قصيدة بعنوان «أنا ودمشق» ومما جاء فيها:
شمس الشام تناديني أن انعتقِِ
طال العذاب ولُزّ القوم في نفقِ
ما بين مرتجفٍ في ذاته هلعاً
أو بين مُندفعٍ للقتل والزّهقِ
أنّى تلفَّتُ طارَ في رَهَجٍ
قد سامني الدهر بالأوصابِ والرّهقِ
سقت دمشقَ غماماتٌ ملبّدةٌ
بريح ودَقٍ؛ فغاصَت في دُجَى الغَرَقِ
ومن نفس الديوان كان هناك قسمٌ خاصّ في شعر التفعيلة، احتوى على 12 قصيدة نثريّة، بعناوين مختلفة، منها: «مدينتي تاج المدن»، و«أفتش عنك يا وطني»، و«لا تسالم يا بن أمي»، و«جيشنا جدع أنف الإرهاب»، و«قصيدة مقاومة»، و«يوسف وزليخة» والتي اقتطفنا منها الآتي:
وماتت الصهباء في أشواقها
حضورها كلُّ المُنى
عشق الصّبا
يقوده رأد الشباب
يسير في أقدارهِ
نحو مصيرٍ مُحتمل:
في قصر فرعون فتى
ضاع الجمال والبهاء
بصبوةٍ ونزوةٍ من غادةٍ
ضجّت بليلٍ عارمٍ
حاكت حكايا للهوى
عن فارسٍ من الفضا
يخلب ألباب النسا
بحسنهِ، ووهجهِ
وكل شيءٍ في قضاءٍ وقدر…
ديوان «سنابل القلق» الصادر عن دار عقل ودار رسلان، خرج أيضاً بـ35 قصيدة كانت بين الشعر التقليدي والحديث، وكذلك بموضوعات وطنيّة وعاطفية وأمثلة من التاريخ القريب والبعيد، وكانت عناوينها الجاذبة معبرة عن المضمون في معظمها كقصيدة «أرض العروبة» التي تغنى فيها الشاعر بالشام كمثالٍ للمجد وبعشقه لها ولتاريخها الأزلي ومنها هذه الأبيات:
دمشق قلبي وملءُ الروحِ حُلتها
طُوفي ضياءً بتوق النفس للقبل
يممت وجهي إلى مصر أذكرها
بنسبة القوم من آمادها الأوّل
أرض العروبة أبكيها على كمدٍ
في أرض لبنان ذاب السُّمُّ بالعسل
وقصيدة «رجال اللـه في الجنوب» ومباركتهم وتهنئتهم على بطولاتٍ اشتاق العرب لها، ومنها هذا المقطع:
زغرد المجد يباهي بالإرادة
كبّر الأبطال في أرض الجنوب
عطّرتهم قيم المجد بألوان الطيوب
بورك الجرح الذي أزكاهم
في صباحات المنى.
وأيضاً قصيدة «الخنساء السوريّة» التي جمع فيها بين صفات المرأة في الوطن وما تقدمه من تضحيات وسلسلة من العطاءات التي لم تنتهِ إلى يومنا هذا، ومنها اقتطفنا:
حدّثونا
عن نساء ماجدات
تصطلي الآهات حزناً
ترقب الآمال وَهنا
تطلب الثأر الجميل
لا تبالي بالمحال
همّها ليلاً نهاراً
أن ينال الحقُّ من ظلم البغاة العابثين
أن تَصُبَّ الأرض جاماً من غَضَب
تقتل التيه وتفني الحاقدين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن