رياضة

استقالة كروية في زحمة عمل ونشاط كبيرين … الانتخابات يجب أن تقرز الأفضل والاستقرار دواء وعلاج

| ناصر النجار

استقالة اتحاد كرة القدم، سواء كانت الاستقالة بمحلها أم بغير محلها، هي تعبر عن حالة سلبية تعيشها الرياضة السورية، ليس على صعيد اتحاد كرة القدم فحسب، بل على صعيد المفاصل الرياضية.
الاستقالة أو الإقالة التي حدثت ربما لم تأت بوقتها الصحيح، لأنها جاءت وسط زحمة من الاستحقاقات المحلية والخارجية، وهنا تكمن المشكلة.
وعوضاً عن الاستقالة كان يمكن أن نتدارك بعض الأخطاء حتى يتم تقويمها بشكل صحيح.
وهذا الكلام لا نقوله من قبيل الوقوف على أطلال اتحاد رحل، ولا رثاء لشخص غادر، إنما يصب في جوهر الحقيقة التي تعاني منها رياضتنا بشكل ما وتشكل داء يهدم كل بناء وينسف كل الخطط والإستراتيجيات، وخصوصاً أن القادمين الجدد ينسفون كل ما سبق، ويروجون لأفكارهم الجديدة، وكأنهم الأفهم والأعلم و.. و.. إلخ..
والحقيقة المرة هذه نجدها في كل المفاصل الرياضية، وإذا كان اتحاد كرة القدم يحتاج (ضجة) و(كركبة) الفيفا عند استقالته فإن بقية المفاصل لا تحتاج عند التبديل والتغيير إلا جرة قلم، وهنا المعضلة، وهذا هو الداء الذي تعاني منه رياضتنا.

الاستقرار أولاً
حجة التغيير والتبديل وما يرافقها من استقالات وإقالات أن الانتخابات لا تفرز الأفضل، وأعتقد أن هذا المزمار بات لا يطرب، وهنا لابد من الإشارة إلى شيئين مهمين، أولهما: وضع شروط انتخابية معقولة ومقبولة للأشخاص المرشحين للانتخابات، وبذلك فإن الناجحين سيحققون صفة الأفضل.
ووصولاً إلى وعي انتخابي كامل، لابد من إلزام المرشحين بتقديم خطة عمل لكامل الدورة الانتخابية، على أن تتم محاسبة كل ناجح بالانتخابات على ضوء برنامجه الانتخابي.
وصولاً إلى حالة الانسجام المطلوبة لا بأس أن يتقدم المرشحون للانتخابات عبر قوائم انتخابية علنية وليست سرية.
الشروط الإجرائية لا تعنينا بشيء ومنها شروط دفع الاشتراكات والعضوية لمدة عام أو عامين، ونحن مع شروط الشهادة العلمية إضافة للخبرة المكتسبة مع إفساح المجال أمام الجميع للترشح لأي منصب رياضي من دون وضع (فيتو) على أحد، ويستثنى حتماً الخارجون عن القانون بكل مفاصله.
ثانيهما: إفساح المجال للعمل براحة تامة مع المحاسبة الحقيقة، وهذه المحاسبة يجب أن يكون لها معايير عدة، أهمها: النزاهة، أما موضوع الفشل في العمل الرياضي فيجري تقييم هذا عبر خبراء، ولا يتم إلا بعد إعطاء الفرصة الكاملة للعاملين في المجال الرياضي.
وهنا نذكر بأن المؤتمرات السنوية للأندية والاتحادات الرياضية يجب أن يكون من مهامها محاسبة الأندية والاتحادات على حد سواء، فالجمعية العمومية يمكن أن تحجب الثقة عن كامل الإدارة أو أي عضو إن توافرت الأسباب الموجبة.
هذا الذي نتحدث عنه من باب التذكير ونحن مقبلون على دورة انتخابية جديدة، لذلك نأمل أن نشهد انتخابات جيدة، وأن يتم منح مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضية الفرصة الكاملة لكي تقدم ما عندها، وهو أفضل من التبديل والتغيير المستمرين بداع أو بلا داع منطقي.

زحمة عمل
اتحاد كرة القدم استقال وفي جعبته العديد من الأعمال المهمة التي لا تحتمل التأجيل أو التأخير.
أول هذه الأعمال موضوع المنتخب الوطني، فالتصفيات القادمة يفصلنا عنها شهر واحد، ومن الضروري البت بأمر المنتخب من كل الجوانب بسرعة متناهية، وهذا الموضوع لا يحتمل التأخير.
بقية المنتخبات الوطنية لديها استحقاقات قادمة بعضها موعده قريب ولابد من حسم أي أمر يخصها على الصعيد الفني بشكل مبكر.
روزنامة النشاط الرياضي المحلي مزدحمة جداً، وأعتقد أن التصرف بهذه الروزنامة يجب أن يكون حكيماً وبعيداً عن العشوائية والارتجال ويجب أن تتم متابعة ما أنجزه الاتحاد المستقيل بكل حرص وشفافية، وهنا لابد من شكر الاتحاد الراحل على ما قدمه من عمل إداري منظم، ورؤية جيدة لمستقبل النشاطات والحرص على رفع المستوى الإداري والتنظيمي لكل الأندية المشاركة بكل درجات وفئات الدوري، والقادمون الجدد يجب أن يتابعوا ما أنجزه اتحاد كرة القدم لأن مسيرة كرة القدم لا تتوقف عند زمن معين أو أشخاص رحلوا أو غابوا، فالمسيرة مستمرة والعمل يجب أن يبدأ من النقطة التي وصل إليها الاتحاد المستقيل، ومن الخطأ أن نلغي السنوات السابقة لنبدأ من الصفر، لا أتوقع أن نشهد تغييراً سيطرأ على المواعيد الرسمية التي تنتظر الأندية من ناحية الأمور الإجرائية والقرعة ومواعيد استلام الكشوف وبدء الدوري بكل الفئات.

أخيراً
للإنصاف نقول: اتحاد كرة القدم الراحل قدّم ما لديه، وكما استقال بسبب نتائج المنتخب الأول، علينا أن نتذكر أنه رفع التصنيف الدولي لمنتخبنا من 152 إلى 73 كأفضل تصنيف وصلته كرتنا، كما أن منتخبنا وصل إلى أعتاب المونديال في أفضل صورة لكرتنا على الصعيد الخارجي، وعلينا أن نتذكر مجمل الإجراءات الإدارية والتنظيمية التي قام بها الاتحاد، لذلك شكراً لما قدموه من عمل خدمة للكرة السورية، ونتمنى من القادمين أن يكونوا أفضل ممن سبقهم.
وعلينا التذكر أن كرة القدم هي واجهة الرياضة في بلدنا وهي السبيل للقائمين على الرياضة لنيل رضا الشارع الرياضي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن