رياضة

آمال وآلام

مالك حمود :

وصول الرياضيين إلى قبة مجلس الشعب لعمري هو خطوة يجب أن تدفع رياضتنا قدماً إلى الأمام، فما بالنا إذا كان هؤلاء الواصلون من النجوم الذين تغنى بهم جمهورنا الرياضي يوماً ما، والكابتن طريف قوطرش واحد من هؤلاء الذين نالوا محبة الجمهور ماضياً والثقة قبل أيام.
ولأنها مسؤولية أكثر منها امتيازاً والكابتن طريف يدرك ذلك جيدا، فإننا نرجو أن يكون وجوده تحت قبة المجلس فاعلا وصوتا قوياً وعاليا ونقيا في طرح هموم وآلام رياضتنا ورياضييها.. نقول هذا الكلام وكلنا ثقة بفكر وعقلية ورؤى القوطرش لمصلحة رياضتنا وهو القادم من ملاعب الرياضة التي ملأها جهدا وعرقا وعطاء ونجومية وتألقا، وهو الذي ساهم بفعالية كبيرة ومباشرة في رفع علم الوطن خفّاقا في ميادين الرياضة العربية والقارية، وقاد نادي الوحدة إلى بطولة آسيا، وهو الإنجاز القاري الوحيد الذي حققته سلتنا على صعيد الأندية، ولأننا عرفناه أكثر المتقنين والمبدعين لمهمة (الليدر) وهو المصطلح المتعارف عليه في كرة السلة أي قائد الفريق بالملعب، فإننا نتمنى أن نراه قائدا للرأي الرياضي في المجلس، ومحركا أساسيا للبحث في القضايا والمسائل الرياضية وخصوصاً تلك التي تحتاج للتشبيك مع جهات عدة لمعالجتها والخروج بالقرار المسؤول القادر على تحسين واقع رياضتنا الذي تأثر كغيره بالأزمة، لكن ثمة خطوات ومبادرات يمكن اتخاذها للحفاظ على الرياضة ورياضييها.. رياضتنا لا تزال صامدة وباقية على قيد الحياة، ولا ننكر أنها تشهد إشراقات بين الفينة والأخرى، ولكن هل بالإمكان أفضل مما كان؟! وهل كل القوانين والأنظمة الرياضية قادرة عملياً على تطوير رياضتنا، أو بالأحرى هل التعامل معها وآليات تنفيذها يكفلون إتمامها بالطريقة الملائمة والمطلوبة وبما يضمن المصلحة الحقيقية للرياضة السورية، وهل كل المعنيين بالتنفيذ في مفاصل رياضتنا على المستوى المطلوب من الكفاءة والمقدرة قيادة وفكرا وحكمة وحنكة..؟!
نعرف أن بلدنا الحبيب يمر بظروف صعبة، وندرك أن الرياضة تعاني كغيرها صعوبة الظروف الراهنة، لكن المطلوب في هذه الظروف بالذات العمل بطريقة وعقلية مختلفتين، فالرياضة هي المشروع الوحيد القادر على جمع كل أبناء الوطن من مختلف شرائحهم وأطيافهم ضمن ميدان واحد سواء كانوا لاعبين أو مشجعين، والمطلوب الحفاظ على مكانة الرياضة كمشروع وطني يستقطب ويفعل ويستثمر مختلف الطاقات والكفاءات الوطنية لتعزيز قدرات سفراء الوطن لإعلاء كلمة سورية في المحافل الدولية.. وبالتوفيق في المهام.. ورحلة الآمال والآلام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن