سورية

اللاجئون يهربون من إجرام التنظيمات الإرهابية … ووزراء خارجية أوروبيون يناقشون أزمتهم

ما زالت روايات وقصص اللاجئين الذين يتكبدون عناء السفير بكافة الطرق إلى الدول الأوروبية، تصدم الرأي العام العالمي، بعد أن كشف اللاجئون معاناتهم وأسباب هربهم من بلادهم، ولعل قصة المرأة العراقية التي هربت من إجرام تنظيم داعش خير دليل على حال أولئك اللاجئين، وفي حين يلتقي وزراء خارجية مجموعة «فيسغراد» نظيرهم وزير خارجية لوكسمبورغ اليوم في براغ لمناقشة أزمة المهاجرين، تتشدد بعض الدول الأوروبية في السماح للاجئين بدخول أراضيها.
وعبرت مجموعة من اللاجئين في الوقت المناسب الحدود المجرية قبل أن تغلق تلك الحدود مع صربيا، لوقف الطوفان الذي جلب معه عشرات الآلاف إلى الاتحاد الأوروبي. وكان بين ركاب القطار ومعظمهم من الشبان المسافرين بمفردهم امرأة تدعى فايزة في الخامسة والأربعين من عمرها وقد اقترض زوجها المال لسداد تكاليف هربها مع أولادهما الثلاثة.
وقالت فايزة: «غادرت العراق لأني تلقيت تهديداً بالقتل. فإما أن أعتنق الإسلام أو يقتلوني. تعبت. لا أحد يغادر بلده إلا إذا كان مضطراً». كما دخل آلاف اللاجئين النمسا بعد نقلهم بين كرواتيا والمجر وسلوفينيا، فيما سرعت دول أوروبا المنقسمة الرأي، جهودها لدفع موجة البؤس هذه إلى دول مجاورة.
وهذه أكبر موجة هجرة في القارة الأوروبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وقد تسببت بخلافات عميقة بين الدول الغربية والشرقية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول كيفية توزيع اللاجئين بصورة عادلة، وأثارت تساؤلات حول مصير اتفاقية شينغن التي تسمح بالسفر الحر داخل دول الكتلة المؤلفة من 28 دولة. وفي النمسا دخل 13 ألف شخص أول أمس فقط، بحسب ما قاله رئيس منظمة الصليب الأحمر النمساوي لوكالة فرانس برس. ولم تؤكد الشرطة المحلية على الفور هذا الرقم. وكانت الشرطة ذكرت في وقت سابق أنها تستعد لوصول نحو 10 آلاف من المهاجرين واللاجئين.
وفي عقبة جديدة تهدف إلى وقف تدفق المهاجرين، قالت المجر إنها انتهت من إقامة سياج حدودي شائك بطول 41 كلم على امتداد جزء من حدودها مع كرواتيا. والجزء المتبقي من الحدود والبالغ طوله 330 كلم يعبر نهر درافا الصعب اجتيازه.
هذا ويلتقي وزراء خارجية مجموعة «فيسغراد» التي تضم بولندا وجمهورية تشيكيا وسلوفاكيا والمجر نظيرهم وزير خارجية لوكسمبورغ اليوم في براغ لمناقشة أزمة المهاجرين، وفق ما أعلن وزير الخارجية البولندي غريغور سكيتينا أمس.
وصرح الوزير للصحفيين «سنعقد صباح الاثنين في براغ اجتماعاً لوزراء خارجية مجموعة فيسغراد مع وزير خارجية لوكسمبورغ. والثلاثاء، سيلتقي وزراء الداخلية. أنها اجتماعات مهمة وأيام مصيرية للمعالجة الفورية لقضايا مهمة وخصوصاً من أجل مستقبل أوروبا».
ولا تزال دول مجموعة «فيسغراد» ترفض نظام الحصص لتقاسم المهاجرين الذي اقترحته بروكسل.
وتتولى لوكسمبورغ الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
إلى ذلك أعلن برلماني بريطاني أن الإحصاءات الأخيرة التي تشير إلى وجود سوري واحد فقط من بين كل 5 طالبي اللجوء في أوروبا تبرر رفض لندن الالتحاق بمشروع الاتحاد الأوروبي حول توزيع اللاجئين.
ونقل موقع «دايلي ميل» عن نائب الحزب المحافظ في البرلمان البريطاني ديفيد دافيس قوله إن هذه المعطيات «تكشف كذب المعلومات المتداولة في بعض الأوساط عن كون عدد ضخم ممن وصلوا إلى أوروبا مواطنين سوريين».
وجاءت تصريحات دافيس بعدما نشرت وكالة الإحصاءات الأوروبية (يوروستات) أرقاما تظهر أن 44 ألفا من 213 ألف لاجئ وصلوا إلى دول الاتحاد الأوروبي في أشهر نيسان وأيار وحزيران من العام الجاري في الواقع هربوا من سورية.
وبحسب يوروستات، فإن عدد الأفغانيين من هؤلاء يتراوح بين 6.3 و27 ألف شخص، في حين توجه 13.9 ألف عراقي و17.7 ألف ألباني بطلب اللجوء.
وكانت الحكومة البريطانية تعرضت لانتقادات من قبل نشطاء وبعض النواب اليساريين في البرلمان البريطاني اتهموها بعدم بذل الجهود في قضية اللاجئين.
(روسيا اليوم – رويترز – أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن