سورية

أكد وجود جهود للمصالحة في معرة النعمان.. ووصف الرتل التركي بـ«التائه» … قربي: نحن أمام رسم خطوط تموضع واشتباك جديدة بمنطق القوة

| سيلفا رزوق

رأى عضو مجلس الشعب عن محافظة إدلب صفوان قربي، أن مسار العمليات العسكرية يشير إلى أن الخطوة التالية للجيش العربي السوري بعد مدينة خان شيخون ستكون باتجاه مدينة معرة النعمان.
وكشف عن أن المزاج الشعبي في إدلب وريفها عموماً، والبيئة هناك مهيئة ومستوعبة ومحضرة لاستقبال الجيش، لافتاً إلى وجود حوارات لإخلاء نقطة المراقبة التركية.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، اعتبر قربي، أن التنبؤ بالخطوة التالية للجيش لا يزال مبكراً، ولكن مسار العمليات العسكرية والقراءة الهادئة تقول: إن مسار العمليات العسكرية سيكون باتجاه معرة النعمان، وكل القراءات الهادئة تقول ذلك، خاصة في ظل وجود وفود شعبية كبيرة جداً، زارت مواقع القيادة العسكرية الروسية والسورية بالمنطقة، كاشفاً عن مصالحات يتم الاشتغال عليها في معرة النعمان وأيضاً في مدينة سراقب.
قربي أشار إلى أن خان شيخون أصبحت بالكامل تحت سيطرة الجيش وأن وحداته تقوم الآن بعمليات تمشيط وتطهير للمنطقة من العناصر الإرهابية المتبقية، لكنه لا يعلن عن اكتمال التحرير، قبل إنهاء عمليات التمشيط كاملة.
ووصف قربي الرتل التركي الذي حاول نجدة إرهابيي خان شيخون أول من أمس بـ«التائه سياسياً وعسكرياً»، وكشف عن ترتيبات وحوارات تجري لسحب النقطة التركية الموجودة في مورك والتي ستخرج بالتأكيد من هذه المنطقة وبشكل مذل، رغم المكابرة التي عبر عنها وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش اوغلو عند إعلانه عدم نية بلاده سحب هذه النقطة إلى مكان آخر، مبيناً أن الحوارات تدور حول سحب هذه النقطة إلى منطقة أخرى داخلية.
واعتبر قربي، أن هذه المرحلة هي مرحلة إعادة تموضع للجميع في هذه الجغرافية لكن العمليات العسكرية لن تنتهي، وهناك انهيارات كبيرة جداً في صفوف الإرهابيين، ولفت إلى أن العملية العسكرية تعتبر من انجح العمليات العسكرية على مدى العامين الماضيين، وخروج هذه المدن وهي خان شيخون واللطامنة وكفر زيتا، والتي كانت تسمى مثلث الموت، من المعادلة العسكرية وبهذه المدة القصيرة، كان على غاية الأهمية، كما أن الجديد في هذه العملية هو العامل العسكري الليلي، والذي شكل إجراء عسكريا مهما جدا، وأربك حسابات الإرهابيين، وألغى «التاو» و«الكورنيت»، وأخرجها خارج المعادلة.
وأشار قربي إلى أنه وأمام حجم هذه المعركة كانت حجم الخسائر البشرية قليلة جداً بالمعنى العسكري، حيث كان عدد الشهداء والاصابات قليلاً جداً، وهذا دليل دقة التخطيط والحزم، والغطاء العسكري والسياسي القوي الذي تمتعت به هذه العملية، معتبرا أن هذا النجاح يشكل فرصة تاريخية للجيش للذهاب إلى ما بعد بعد خان شيخون، كاشفا أن معرة النعمان باتت في أتم الجاهزية ليتقدم إليها الجيش، بسبب قصر المسافة والاستعداد الشعبي والنقمة الشعبية الكبيرة جداً في هذه الجغرافية حالياً على المجموعات الإرهابية وعلى الاحتلال التركي.
وكشف أن المزاج الشعبي في إدلب وريفها عموماً، وكذلك البيئة مهيئة ومستوعبة ومحضرة لاستقبال الجيش.
وأشار قربي إلى أن ما يجري في الميدان شمالاً يمكن وصفه بأنه إعادة قراءة بالنار وبمنطق القوة الذي يفهمه الطرف الآخر، والوقت الذي استهلكه التركي بالمماطلة يتم حرقه الآن، لافتاً إلى أن النقطة العسكرية التركية في مورك ستكون آخر الخارجين لأن قوافل الإرهابيين حالياً تلوذ بالفرار ومعظم المجموعات الإرهابية خرجت خروجاً مذلا رغم وجود النقطة العسكرية التركية التي شكلت نقطة حماية لهم، وحاليا الحوار قائم لاخلاء هذه النقطة، والاتراك يحاولون إخفاء الكثير من المعلومات التي تحملها هذه النقطة، معتبراً أننا اليوم أمام رسم خطوط تموضع واشتباك جديدة في هذه الجغرافية الحساسة من المنطقة.
قربي الذي وصف النظام التركي بأنه «راقص بامتياز»، أكد أن تركيا لا يمكنها الخروج من الحضن الأميركي ولا من الحضن الغربي، أما عمليات الاستيعاب المرحلية واللحظية للدور التركي رغم ضرورتها لن تنتج حلا دائماً ولابد من التعامل مع هذا الدور بالسياسة وبالنار وبالتلويح لانتزاع الانتصارات، معتبرا أن الدور الروسي العسكري المباشر وخصوصاً في قصف الأرتال التركية شكلت رسالة أكثر من جريئة وأكثر من واضحة وأكثر من صريحة تحت عنوان «كفى» لأن دخول الرتل التركي لنجدة الإرهابيين كان خطيرا بالمعنى العسكري وخطيراً بالمعنى السياسي.
وشدد على أن الرسالة الروسية وصلت بشكل جيد للأتراك، لأن الاستهداف لم يكن سوري فقط وإنما روسي أيضاً، والفشل التركي أنتج إحباطاً أثر على كل الجغرافية وعلى المجموعات الإرهابية المسلحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن