سورية

الكشف عن فساد وعمليات تهريب لـ«الشامية» في معبر «باب السلامة» … 17 شهيداً بقذائف إرهابيين في حلب والحكومة تدين

حلب- الوطن- وكالات :

ارتقى 17 شهيداً وأصيب 25 شخصاً جراء قذائف صاروخية أطلقها إرهابيون على حي الميدان بمدينة حلب، فيما ساوت السفارة الأميركية بدمشق بين الإرهابيين والجيش العربي السوري، وسط تأكيدات عن عمليات تهريب في معبر باب السلامة الحدودي تتم تحت أنظار ميليشيا «الجبهة الشامية».
وأفادت مصادر أهلية في حي الميدان لـ«الوطن»، أن اسطوانات الغاز الملغومة انهمرت بكثافة على الحي وخصوصاً على سوق الخضرة من جهة حي بستان الباشا المتاخم، والذي تسيطر عليه فصائل مسلحة تركمانية محسوبة على الحكومة التركية وتسببت باستشهاد 15 مدنياً منهم 9 أطفال وجرح أكثر من 50 آخرين جراح بعضهم خطيرة تم إسعافهم إلى مشفيي الرازي والجامعة الحكوميين، فيما نقلت وكالة «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة حلب أن إرهابيين من «جيش المجاهدين» «ولواء شهداء بدر» في حي بني زيد هم الذين قصفوا حي الميدان بالقذائف. وأكد مراسل «الوطن» في حلب، أن القذائف أدت إلى تدمير منازل سكنية بالكامل وإلحاق أضرار مادية في أخرى وفي السيارات المركونة في الشارع وخلق حال من الخوف والفوضى أرغمت بعض السكان على النزوح في الوقت الذي سارعت فيه سيارات الإسعاف لنقل المصابين وفرق الدفاع المدني لرفع الأنقاض لإنقاذ عالقين تحتها بينهم طفل في السابعة من عمره.
تزامن ذلك مع سقوط قذائف متفجرة على حي السيد علي من جهة حي أغيور الذي تسيطر عليه ميليشيا «الجبهة الشامية»، ما أدى إلى استشهاد 3 مدنيين بينهم طفل وجرح 10 آخرين، وهو الحي الذي يشهد إطلاق قذائف بشكل متواصل وتفجير أنفاق بلغ عددها إلى الآن ثمانية أنفاق فجر الجيش العربي السوري ثلاثة منها بمن فيها من المسلحين الذين لقي أكثر من 50 منهم حتفهم في عمليات التفجير.
تأتي تلك الأحداث استمراراً لإصرار الجماعات المسلحة في حلب على استهداف المدنيين فيها بقذائف مختلفة إذ تعرض حيا الحمدانية وصلاح الدين الأسبوع الماضي لسقوط أكثر من 300 قذيفة أودت بحياة 38 شخصاً من المدنيين وإصابة أكثر من 150 جريحاً إثر عملية تسلل فاشلة قام بها المسلحون الذين خسروا دبابتين وثلاث مفخخات وأكثر من 20 قتيلاً.
على خط مواز أكد رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي في بيان نقلته «سانا» أن هذه الأعمال الإرهابية التكفيرية المجرمة تستهدف إرادة المواطن السوري وتصديه لهذه الحرب الإرهابية حيث استطاع بفضل تلاحمه مع قيادته وجيشه تحقيق النصر تلو الآخر، مديناً العصابات الإرهابية التكفيرية التي تقوم بالتفجيرات وتتلقى الدعم من أنظمة عربية ودول إقليمية.
وقال الحلقي: إن «هذه الأعمال الإرهابية لن تحقق غايتها المنشودة بقتل الفرح في قلوب السوريين وإيقاف عجلة الحياة والبناء والعيش الكريم»، لافتاً إلى أن كل محاولات الجماعات المسلحة «ستبوء بالفشل بفضل صمود الشعب السوري وبطولات جيشه الذي سيقضي على الإرهاب ويعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن».
وفي حين أدانت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في دمشق في بيان على صفحتها في موقع «فيسبوك» ما سمته «الضربات الجوية التي شنها النظام الخميس الماضي قرب حلب»، لم تأت السفارة على ذكر الشهداء الذين سقطوا في قذائف المجموعات المسلحة.
وفي بيانها ساوت السفارة بين الأعمال العسكرية للجيش السوري ضد المجموعات المسلحة والهجمات الإرهابية التي يقوم بها المسلحون بدعوتها «جميع القوى للتوقف عن الهجمات غير القانونية على المدنيين وضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه وغيرها من الأعمال الوحشية التي تستهدف السكان المدنيين».
يأتي ذلك فيما نقل موقع «زمان الوصل» المعارض نبأً مفاده إصابة مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، زكريا عبد الكافي، لإصابته أثناء تغطيته الأحداث في مدينة حلب.
ونقل الموقع عن عبد الكافي شكواه من سوء المعاملة التي يتلقاها المصابون من قبل إدارة معبر «باب السلامة» الذي يتبع إدارياً لـ«الجبهة الشامية»، مشيراً إلى أنه تلقى معاملة سيئة للغاية حسب تعبيره من قبل مدير المعبر «ناظم الحافظ» والموظفين التابعين له أثناء محاولته دخول الأراضي التركية أول من أمس.
وفيما يمكن اعتباره اعترافاً بدور أنقرة بدعم المجموعات الإرهابية في سورية أكد عبد الكافي «تواصل زملائه في وكالة الأنباء الفرنسية، مع السلطات التركية من أجل تسهيل عبوره إلى تركيا».
ورغم ادعاء الأتراك منع السوريين من الدخول إلى تركيا منذ إغلاق المعابر الحدودية، إلا أن عبد الكافي أكد أنه شاهد ضمن القوائم الموجودة داخل المعبر أسماء عشرات الشخصيات المحسوبة على «الجبهة الشامية» و«الإخوان» الذين حصلوا على استثناءات لدخول تركيا عبر المعبر، متسائلاً عن مصير المصابين من الصحفيين والعسكريين الذين يضطرون لدخول تركيا لمتابعة علاجهم في ظل تعنت إدارة المعبر وحصرها للأسماء الذين يسمح لهم بالدخول بأشخاص معينين.
ولفت مراسل الـ«أ ف ب» إلى تعاون محتمل بين سلطات المعبر والمهربين و«الجبهة الشامية» حيث أشار عبد الكافي إلى أن أحد المهربين خلال وجوده في المعبر عرض عليه أن يؤمّن له عبوره من داخل المعبر بعد دفع مبلغ 400 دولار أميركي، إلا أنه رفض وأقفل عائداً إلى حلب، مؤكداً أن عمليات التهريب داخل المعبر تتم بالتنسيق مع إدارة المعبر السوري وبعلم «الجبهة الشامية».
ونقل الموقع المعارض عن عبد الكافي تأكيده وجود عشرات الحالات الإنسانية التي تشبه حالته في المعبر من الجانب السوري، وسط إهمال وتجاهل من قبل القائمين على المعبر السوري، علماً أن سياراتهم قامت خلال تواجده بنقل العديد من الأشخاص المحسوبين عليهم إلى داخل الأراضي التركية وتركتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن