شؤون محلية

بنك البذار حفظ في القطب الشمالي ونُقل مركز أبحاثه إلى لبنان والمغرب … إنقاذ الإرث الجيني الزراعي السوري من ويلات الحرب

| عن اللوموند الفرنسية - ترجمة بشار جريكوس

يقول الباحث السوري في قسم المصادر الجينيّة التابع لمركز إيكاردا علي شحادة الّذي يخزّن ويفحص بدقّة البذار ويُوزّع منها لبعض المزارعين: أحد أهدافنا هو التعرّف على الزراعات الأكثر مقاومة لمواجهة التغيّر المناخي.
ويعتني الباحث في المركز الدولي للأبحاث الزراعيّة الخاصّة بالمناطق القاحلة تحت الشمس في وادي البقاع اللبناني، بالقرب من الجبال المؤدّية إلى سورية، دون كللٍ أو مللٍ بالبذور المزروعة في حقل يقع في قرية تربل أصناف من الشعير والقمح والفول.
وبين شحادة أن الحفاظ على التنوّع الحيوي والسعي لتحقيق الأمن الغذائي هما أولويّات هذه المنظّمة الدّوليّة التي يقع مقرّها المؤقّت في بيروت. مشيراً إلى أنها لاقت شهرة عالميّة بفضل بنك البذار الخاص بها، منوهاً بأنها أرث هائل من بذار الحبوب والبقوليّات والبقوليّات العلفيّة التي كانت نشطة في سورية فيما مضى، واليوم أُعيد إحياؤها في قرية تربل في لبنان.
ويقول شحادة وهو يفتح باب غرف التبريد في مبنى تربل حيث خُزّنت عيّنات البذار: تعرّفنا في بنكنا الجيني على العديد من الأصناف المناسبة للمناطق القاحلة التي تتحمّل الجفاف ولا تتطلّب الماء كثيراً.
وأوضح الباحث أن هذا الحقل اللبناني منذ نهاية سنوات الثمانينيّات لم يكن سوى موقع ذي أهميّة ثانويّة لفترة طويلة، في وقتٍ كان مركز إيكاردا يقع في سورية، في منطقة حلب. إلّا أن المركز أُجبر على نقل نشاطاته بسبب الحرب.

نقل عيّنات
بدأت فرق المركز بالانتقال في عام 2012، وفي تلك السنة، وصلت المعارك إلى مدينة حلب، التي قُسمت إلى قسمين، منطقة تحت سيطرة الحكومة وأخرى تحت سيطرة المسلّحين. تحوّل المسير نحو تل حديا الواقع على بعد حوالى 30 كم جنوب غرب حلب، الموقع الزراعي لإيكاردا، إلى رحلة سفر مضنية. وكونه من غير المعقول بالنسبة للباحثين، سواء كانوا مغتربين أم سوريين، أن يُهملوا بنك البذار الغني في تل حديا الّذي يحوي قرابة 150 ألف عيّنة.
كانت عيّنات قد أُودعت في المستودع العالمي للبذار في سفالبارد بالنرويج منذ عام 2008، إضافة إلى عيّنات أرسلت إلى بنوك جينيّة أخرى. وعندما اندلعت الحرب في سورية في عام 2011، سرّعت فرق المركز من نقل العيّنات. واستمرت قوافل نقل البذار حتى عام 2014. وبعد عام، ساهمت أول عمليّة إفراغ، استثنائيّة من نوعها، من مستودع سفالبارد، في إعادة بناء هذا المركز بفضل باحثين من إيكاردا في لبنان والمغرب. ومنذ ذاك الحين جرت عمليّات إفراغ وشحن أخرى لمخزونات قديمة وحديثة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن