رياضة

أضواء على دورة الولاء والوفاء الـ19 … لوحات جميلة وصدمة اتحادية وملاحظات لا بد منها

| ناصر النجار

حققت دورة الولاء والوفاء لكرة القدم التي نظمها نادي تشرين النجاح على كل الصعد الإدارية والفنية والتنظيمية، وقدمت لنا صورة أولى واضحة عن مستوى الدوري الذي سيكون لاهباً من أسبوعه الأول، ويمكننا في البداية الحديث عن أصحاب مهنة المتاعب الذين ألقوا أضواء جميلة على الدورة ومنحوها النجمة الخامسة من خلال التغطية المباشرة والمتابعة الدؤوبة ونخص هنا زملاءنا في الإذاعة والتلفزيون، فالنقل المباشر والاستديو التحليلي رفع من شأن الدورة بلا أدنى شك.
ولا يمكننا إغفال الزخم الجماهيري الذي ملأ ملعب الباسل ومثله كان حال ملعب جبلة وقد أضاف هذا الحضور الجماهيري الكبير البهجة والفرحة على الدورة وزاد من جماليتها وصورتها الرائعة، وهذا يبشر بحضور جماهيري كبير سيشهده الدوري الممتاز بكل الملاعب الخضراء.
ندرك تماماً أن صورة المباريات وأداء اللاعبين والمستوى العام للمباريات ينظر إليه المدربون بخلاف نظر المتابعين ووسائل الإعلام، فالمدربون يرون هذه المباريات فرصة جيدة لامتحان قدرات اللاعبين وإمكانياتهم ومكامن القوة والضعف في الفريق والأخطاء التي يرتكبها اللاعبون وغيرها من الأمور الفنية التي يدرك ماهيتها المدربون والقائمون على الفرق المشاركة.
وأمام ما نتج من مباريات فإن «الوطن» سجلت بعض الملاحظات التي خلفتها هذه الدورة ورغم قناعتنا أن الدورة تجريبية إلا أنها منحتنا صورة شبه كاملة عن مستوى الفرق وجاهزيتها للدوري.

محترفون

البطولة شهدت مشاركة 15 لاعباً محترفاً قدموا من الدوريات العربية وأوروبا بعد رحلة اغترابية طويلة وهم: مرديك مردكيان من الجزيرة الأردني وأحمد ديب من السالمية الكويتي وعبد الرزاق الحسين من الأنصار السعودي ورأفت مهتدي من الظفرة الإماراتي وفهد اليوسف من الوحدات الأردني وتامر حاج محمد من أحد السعودي وحسين جويد من الشباب العماني وكلهم شاركوا مع حطين، وعلاء الدالي من قطر القطري (تشرين) وجهاد الباعور من الرفاع الغربي البحريني وعبد الناصر حسن من صحم العماني وحازم محيميد من البحري العراقي (الاتحاد) أنس العاجي من تشافيس البرتغالي ومؤيد العجان من القوة الجوية العراقي وعمرو جنيات من الشباب العماني (الوحدة) ورامي العمر من ألمانيا (الكرامة).
الشرطة وجبلة وحدهما شاركا بلاعبيهما المحليين، وهناك مثلهم في أندية الجيش والوثبة والنواعير والساحل، سيضيفون إلى فرقهم مستوى جيداً وقد يكون بينهم اللاعب الذي يصنع الفارق أو الورقة الرابحة وكمحصلة طبيعية فإن هذا الوجود الاحترافي الكبير سيسهم في ارتفاع مستوى الدوري بشكل عام وسيسهم بارتفاع درجة المنافسة إلى حد الغليان.
بعض اللاعبين أثبتوا وجودهم ومقدرتهم، والبعض الآخر لم يظهر بالشكل المطلوب وربما كانوا بحاجة إلى المزيد من الوقت للتأقلم مع أجواء الفريق.

الصدمة

فريق الاتحاد الذي خرج من البطولة صفر اليدين بتعادل وخسارتين ولم يسجل في المباريات الثلاث أي هدف، خلّف صدمة كبيرة لعشاقه بسبب الأداء العقيم والمستوى الهزيل الذي ظهر به، رغم وفرة النجوم في صفوفه.
المشكلة التي يتحدث عنها أصحاب الزي الأحمر أن فريقهم يفتقد المهاجم والهداف، وهذه يتحملها القائمون على الفريق الذين تعاقدوا مع اللاعبين واختاروهم، وبالمحصلة العامة ليس من الضروري أن يكون المسجل مهاجماً أو هدافاً، وعلى سبيل المثال سجل أهداف حطين الأربعة مدافع ولاعب وسط وأهداف الشرطة ثلاثة مدافعين وهدفي جبلة لاعب وسط وهكذا، فليست العلة دائماً يجب أن نلصقها بالمهاجم أو الهداف، فقد تكون العلة بأسلوب اللعب أو (بغطرسة) اللاعبين وأنانيتهم.
مع العلم أن الفريق يضم في صفوفه لاعبين امتازوا بالتسجيل مع الفرق التي أتوا منها كعبد الله نجار وأحمد الأشقر ومروان الصلال وطه دياب ومحمد الحسن وغيرهم من لاعبي الفريق كمحمد الأحمد وحسام الدين عمر وعمر مشهداني، فأين تكمن العلة بعدم الظهور الجيد وبعدم التسجيل.
الإيجابية الوحيدة التي يمكن أن نتحدث عنها أن الفريق كان موضع نظر مدربه التونسي الذي سيتولى أمره بعد نهاية المشاركة هذه، وهنا سنرى إن كان المدرب سينجر إلى اللاعبين أم سيكون قادراً على جرّهم إليه؟
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإنه لا عذر لحطين بالخسارة أمام جبلة ولا لتشرين بالخسارة أمام الوحدة، وخصوصاً أن الفريقين يلعبان على أرضهما وما بين جمهورهما ولديهما ميزة اختيار توقيت اللعب في الليل بعيداً عن الأجواء الحارة، والخسارتان يجب أن تكونا درساً بليغاً يستفيد منه المدربون واللاعبون على حد سواء.

إشادة

بكلمات قليلة نصف أداء الشرطة بالرجولي وما قدمه اللاعبون كان فوق إمكانياتهم وهو يدل على الإخلاص لكرة القدم وللنادي، والفريق ضم لاعبين موهوبين من الشباب ومخضرمين أثبتوا وجودهم، وأشاد بهم جميع المراقبين واعتبروا الشرطة محضراً بشكل جيد وبأن لاعبيه مشبعون باللياقة البدنية العالية، وهذا كله يعود إلى المدرب الشاب باسم ملاح الذي سجل نقطة إيجابية في مسيرته التدريبية الأولى في الدوري الممتاز.
تجربة فريق الوحدة مع اللاعبين الشباب آتت ثمارها فحصد حضوراً متميزاً وأداء جيداً ونتائج لافتة، وهذا التوجه الذي قام به مدربه الشاب رأفت محمد أثبت جدواه بعيداً من اللاعبين المترهلين الذين كانوا عالة على الفريق.
فريقا الكرامة وجبلة ندع الكلام عنهما لفرصة أخرى، وهما بحاجة إلى بعض الوقت ليصلا إلى الجاهزية المفترضة.
أما منتخب الشباب فهو غير مطمئن، ويلزمه الكثير من الجهد والعمل والتعب رغم أنه يضم خيرة اللاعبين الموهوبين وبعضهم يلعب بفرق الرجال.

لوحة سوداء

من الصور السوداء التي خلفتها البطولة في دورها الأول شغب بعض اللاعبين والاعتراض المستمر على التحكيم ولنا في مباراة حطين والاتحاد خير مثال، ولا نريد الدخول في التفاصيل لكنها إشارة إلى ضرورة التحلي بالانضباط داخل وخارج الملعب، فالاعتراض المستمر على التحكيم قد لا يجدي نفعاً إن كان غايته التأثير في الحكام، لكنه سيؤثر بلا شك في الجمهور الذي سيتفاعل مع الاعتراض ما سيؤدي إلى إلحاق الضرر بالفرق واللاعبين معاً.
البطاقات المجانية في البطولة كانت كثيرة ولم نر إلا ما ندر خطأ تكتيكياً استفاد منه الفريق، فأغلب البطاقات دلّت على سذاجة لاعبينا أو استهتارهم، وعلى سبيل المثال فإن الإنذار الذي حصل عليه لاعب جبلة مصطفى الشيخ يوسف في الدقيقة 15 بعد تسجيله الهدف الثاني وخلع قميصه كان (بلا طعمة) وتصوروا لو أن اللاعب تلقى إنذاراً آخر وخرج بالحمراء، فسينطبق عليه مقولة (كأنك يا أبو زيد ما غزيت) لأن الهدفين سيضيعان والتقدم سيكون هباء منثوراً.
وللأسف فإن البطاقات الحمراء التي رفعت في الدورة كانت من نصيب لاعبين دوليين خبراء وهم: مؤيد الخولي (الوحدة) عبد الناصر حسن (الاتحاد) وتامر حاج محمد (حطين) فكيف بنا ببقية اللاعبين الذين يفتقدون لهذه الخبرة؟ وهذه النقطة تفرض على كوادر الفرق الانتباه إليها ومعالجتها.
أخيراً لا نود التطرق إلى التحكيم ونعتبره يستعد للدوري كالفرق واللاعبين لكننا نخشى أن يكون دوري الموسم الجديد أعلى من مستوى الحكام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن