ثقافة وفن

لم نعتذر من أحد….

إسماعيل مروة :

كتبت في «الوطن» في قضايا ثقافية، رأى فيها المعنيون الثقافيون إساءة لأنفسهم- أقصد بعضهم- وللحق فكل ما كتب كان حول قضايا موثقة وحقيقية، وليست شخصية، وعندما جمعتني المصادفة البحتة بالدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب أعرب عن امتعاضه مما كتبت في صفحات «الوطن»، وعدّ ذلك إساءة لشخصه، وقد شرحت له آليات الردّ إن أراد، وبينت له أنه ما من قضية شخصية، وأن الآخرين المعنيين بالشأن الثقافي لم يروا في النقد إساءة لأشخاصهم… طبعاً السيد رئيس الاتحاد لم يقتنع، وأظهر أنه اقتنع، وبينت له أن كل كلمة في مكانها، ولا تراجع عنها كما كان الأمر في المرات السابقة عندما تم تناول قضايا ثقافية، لا شخصيات ثقافية… في تلك الجلسة قدم رئيس الاتحاد ديوانين شعريين لي أحدهما من طباعة الاتحاد، وهما من شعره، وأنا كما كل القراء نعرف د. جمعة أستاذاً للأدب الجاهلي في الجامعة، ولم نعرف عنه نزوعه الشعري، ولم نحضر أمسية شعرية له، وليعلم رئيس الاتحاد والمعنيون بالثقافة في بلدنا أن النقد ينصبّ على الأداء لا على الأشخاص، عومل الديوانان معاملة لائقة كما كل الكتب التي تصل إلى الصحيفة، فهما منتوجان، وأي منتوج يحتاج أن يذكر، وأن يعلن عنه من دون مقابل، ولأن الثقافة والأدب بضاعة غير رائجة فهي أحوج ما تكون للإعلان، فلا يأتينا كتاب لشخص نعرفه أو لا نعرفه إلا ونضع له خبراً في صفحاتنا الثقافية، وثمة فرق أيها السادة بين الخبر والقراءة النقدية.. لأفاجأ عبر صفحات الفيسبوك بالسيد باسم عبدو يكتب تحت خبر الديوانين غمزاً من الذي تمّ نشره في القضايا الثقافية، وأفضت به رؤيته النقدية إلى عدّ نشر الخبر عن الديوانين نوعاً من الاعتذار، وتعجب من الاعتذار! ومن حقنا أن نعجب من هذا الفهم، فهل يريد السيد عبدو أن نقاطع بعضنا حتى في منشوراتنا وجهودنا لنكون غير معتذرين؟!
هل يمكن لناقد وعضو اتحاد أن يفهم نشر خبر عن ديوان بأنه اعتذار؟!
وهل يمكن لأحد أن ينكر وجود كتب لأحد ننتقده؟
أقول للسيد باسم عبدو بأن كاتب النقد لم يعتذر من أحد، وإن قامت أي جهة ثقافية بأمر حسن فسيقوم الناقد نفسه بامتداح ما تقوم به، لأنه معني بالثقافة وحدها.
ليس هذا اعتذاراً صديقي، إنه خبر، وثمة فرق بين الخبر والدراسة النقدية، وأنت أدرى بذلك بسبب تاريخك الطويل، وأنت شاهد بأن الناقد لم يعتذر سابقاً من رئيس الاتحاد ولا من سواه مع إصراركم على ذلك، و«الوطن» لا يمثلها شخص على الإطلاق، وحري بك ألا تزج الأسماء في تعليقك الفيسبوكي الذي يبقى فيسبوكياً، والعبارة كانت «رئيس الاتحاد الحالي والسابق» ولم أذكر أسماء أحد في الزاوية ولأؤكد لك أن الزاوية علمية أنت تعلم قدمي في عضوية الاتحاد، ولم أرشح نفسي لشيء يوماً، وإن كنت ترى هذا دعاية انتخابية، فأنت واهم، لا مشكلة بيني وبين أي رئيس اتحاد، ولو رأى الكتاب، ومن له الخيار أن يبقى د. جمعة فلا مانع لدي وسأهنئه لأنني لا أريد أن أكون..!
لا يليق بك هذا الفهم، وأنت الناقد الساخر الذي يعرف معنى السخرية، وإن كان لك من رأي يخالف، فلتكتبه على الصفحات المقروءة.
كاتب الزاويتين النقديتين عند رأيه، ولم يعتذر من أحد، وأزيدك أنه حتى يكون حيادياً أوكل مهمة كتابة الخبر لأحد المحررين في القسم.. مبارك عليكم الاتحاد، ومباركة عليكم هذه القراءة الثاقبة في الضمائر.
لم نعتذر من أحد، لأننا لم نخطئ مع أحد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن