رياضة

جرس إنذار

ناصر النجار :

يبدو أن كرتنا تسير نحو المجهول، وأمامها مستقبل غامض، والمسوغ الرئيس لهذا التشاؤم، ما قدمه منتخب الناشئين الصغير من أداء دلّ في مجمله على أن كرتنا في خطر!
ولو أن منتخبنا الناشئ أخفق في التأهل لأسباب منطقية؟، لهان الأمر، ولصفقنا للصغار ومن رعاهم، ولكنّ المصيبة أن منتخبنا لم يكن يستحق شيئاً بأدائه الذي رسم العديد من إشارات الاستفهام، حتى بتنا نتساءل: هل هؤلاء خاماتنا بالفعل؟ وصرنا مضطرين للعودة إلى الوراء قليلاً لنقول: هل من تمّ انتقاؤهم كانوا الأفضل بين أقرانهم؟ ولأنّ الانتقاء لم يتم وفق بيانات صحيحة بغياب الدوري على مدى السنوات الماضية، فإننا نعتقد أن الانتقاء كان على مبدأ المعرفة الشخصية والمحسوبيات، ورغم أننا في أسوأ الأحوال والظروف، إلا أننا لم نكن نتوقع أن يظهر ناشئونا بهذا المستوى الهزيل, ولو أن الأمر اقتصر على هذا المنتخب وحده لخفّ ضيقنا وألمنا، فالقادمات لبقية المنتخبات لا تبشر بالخير، (والمكتوب مبيّن من العنوان)، فمنتخبنا المونديالي لم يثبت لنا حتى الآن أنه سيدخل معركة المونديال ليخرج منها سالماً غانماً، وأكثر ما ينطبق عليه ما قاله العرب سابقاً: (أسمع جعجعة ولا أرى طحناً)! ورغم كل محاولات الإنقاذ المبذولة لنفخ الروح في هذا المنتخب الفتيّ، إلا أن كثرة التبدلات التي طرأت على لاعبيه وعلى كوادره، والخلافات بين القائمين على كرتنا حوله ليفرضوا كلمتهم ورأيهم وأصحابهم، ستجعل كرتنا تدفع ثمناً غالياً في المونديال.
أمّا الطامة الكبرى، فسنجدها بمنتخب الشباب، وحتماً هذا المنتخب لا يسرّ صديقاً ولا عدوّاً، والأسباب واضحة ولا تحتاج إلى دليل، وإنّ غداً لناظره قريب, وإذا كان المدّاحون تجمعوا حول (سفرة) المنتخب الأول والمنتخب الاولمبي اللذين أمتعانا حتى الآن وقدما لنا ما يبشر بالخير، إلا أن هذا ليس مقياساً يدلّ على أن العمل بكرتنا سليم ويسير خطوات صحيحة نحو الأمام, والعالمون بكرة القدم يدركون أن مقياس التطور هو القاعدة، فكلما كانت القاعدة قوية ومتينة وخطواتها سليمة، كان العمل ناجحاً ويستحق الثناء والشكر.
لا يسعنا في النهاية إلا أن نقول: هذا ما قدمتموه لكرتنا، وهو نتيجة طبيعية لسوء العمل ولضعف الخبرة، وللخلافات المتنامية كل يوم، والمصالح الخاصة التي باتت واضحة للعيان، كانت العنوان العريض في عمل اتحاد كرة القدم وشعاره الدائم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن