ثقافة وفن

سورية تخلى عنها الجميع لكنها لم تتخل عن أحد … عبير نعمة لـ«الوطن»: لم أجد أرقى من الشعب السوري ولم ألقَ مثل محبته

| وائل العدس- تصوير طارق السعدوني

اختتمت الفنانة اللبنانية عبير نعمة الفعاليات الثقافية المرافقة لمعرض دمشق الدولي بدورته الـ61 على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون برفقة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان في ثالث تعاون بينهما بعد أن تعاونا للمرة الأولى عام 2007 والثانية في 2008.
نعمة عبّرت عن حبها لسورية قبل وخلال وبعد الحفل، قائلة: إن سورية انتصرت على الإرهاب العالمي رغم المحاولات الكثيرة لإيقاعها، ولكن سورية لا تقع.
وخلال كلمة لها على المسرح: «هذه الليلة بالنسبة لي ليلة من ليالي العمر، غمرني الشعب السوري بمحبته الكبيرة، سورية بقدر ما حاول أعداؤها تشويهها ازدادت جمالاً، قلبها كبير أكبر من الحياة وأوسع من السياسة ومن دونها نحن ناقصون، شكراً سورية».
وقدمت نعمة عدداً من أغنياتها إضافة إلى أغاني العمالقة على مدار ساعتين من الزمن، وتفاعل معها الجمهور وطالبها بتمديد الحفلة لساعة أخرى.

أرقى شعب
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكدت أنها لم تر أرقى من الشعب السوري، ولم تلق محبة مثل ما تلقتها في دمشق من شعب مضياف ومحب.
وقالت: إن الأيام التي قضتها في دمشق لن تنساها أبداً، وإن الحفل الذي قدمته سيبقى راسخاً في ذهنها لأنه أجمل حفل تقدمه عبر مسيرتها الفنية.
وأضافت: أحب سورية كثيراً، الحرب لم تغيرها، بقيت كبيرة وكريمة، إنها بلد عظيم، وفخر كبير لي أن أغني على أحد أهم مسارحها.
كيف تفسر سر شهرتها وانتشار اسمها عربياً؟ قالت: «هذا الأمر يؤكد أن لا شيء يذهب سدى، وأن كل التراكمات وكل ما بنيته، كان لا بد أن يبرز، الإنسان الذي يعمل بهدوء وضمير ويقدم أعمالاً يؤمن بها، تشبهه، ومن قلبه، لا بد أن تصل إلى الناس… إنها «الكارزما»! وأنا محظوظة لأني محاطة بمحبة لا أجد لها تبريراً، وأشكر اللـه عليها. الناس أحبوني وترقبوني قبل أن أقدم أغاني خاصة، لأنهم يشبهونني ويفهمونني، وينتظرون مني عملاً يفشّ خلقهم، وهذا لا يعني أن ما قدمته عظيم ولا يوجد أجمل منه، ولكنه يشبهني.
المؤتمر الصحفي

وكانت نعمة قد عقدت مؤتمراً صحفياً قبل الحفل قالت فيه: «سورية تعرضت لظروف صعبة جداً لو تعرض لها أي بلد آخر لكان قد دمر، وخصوصاً أن الحرب تدمر البشر قبل الحجر، وسورية تخلى عنها الجميع لكنها لم تتخل عن أحد، لأنها أقوى من جميع المخططات السياسية والعدوانية، بالإضافة لأنها صمدت بقوة شعبها الراقي والمحب والمثقف والكريم، وستقدم للجميع في الأيام القادمة جمالاً لن يوجد له مثيل، لذلك أنحني أمام هذا الشعب والبلد العظيمين في قلبي».
وبينت تأثرها بالمحبة المتبادلة بينها وبين الجمهور السوري وقالت: «هذا أول لقاء إنساني موسيقي في دمشق وفي أهم صروحها الثقافية الذي بقي طوال سنوات الحرب يقدم الموسيقا ما يؤكد محبة الشعب السوري للحياة فهو مثقف ويتطلع دائماً للأفضل».
ولفتت نعمة إلى أنها ستذكر وهي على خشبة مسرح الأوبرا كل الكبار الذين وقفوا على هذا المسرح العظيم من فنانين من كل أنحاء العالم.
وتابعت: «سورية بلدي الثاني الذي أفتخر به، وأتشرف بالوقوف على مسرح الأوبرا السوري، هذا الصرح العظيم الذي ما زال صامداً رغم جميع ما تعرضت لهُ سورية».
وعن ميلها إلى الغناء بلغات عديدة والتماهي والتفاعل مع ثقافات وأساليب غناء دول زارتها ما جعل منها «رحالة موسيقية» تتميز عن السائد حالياً في عالم الأغنية والموسيقا قالت: «أحب أن أغني العديد من الأنماط الموسيقية وذلك نتيجة بحث موسيقي معمق لأكثر من 5 سنوات من خلال إعداد وتقديم أفلام وثائقية عن موسيقا الشعوب إضافة إلى الجهد الشخصي المستمر».
نعمة التي تجيد العزف على آلة القانون قالت عن واقع الأغنية الحالي: «نعيش اليوم زمناً صعباً على كل الصعد، والهبوط الفني دليل وجود مشكلة إنسانية نعانيها في مجتمعاتنا ولست الوحيدة التي أعمل على نشر الموسيقا الجميلة وإنما هناك الكثير من الفنانين المصرّين على نشر الموسيقا في كل مكان».
وختمت نعمة حديثها بالقول: «أنحني أمام شجاعة الشعب السوري وصموده بوجه الصعاب التي عاشها خلال الحرب التي تعرضت لها بلاده عندما تخلى عنها الكثير على حين لم تتخل هي عن أحد في وقت محنته وهي أقوى وأبعد من كل المخططات والحروب وهناك الكثير من الجمال سيقدمه شعبها الثابت والقوي والكريم».

عبير نعمة
هي فنانة وباحثة موسيقية حائزة جائزة الموركس دور ثلاث مرات، وقد تميزت بأنها تستطيع غناء جميع الأنماط الموسيقية وتعد أيضاً الفنانة العربية الوحيدة التي تستطيع الغناء بأكثر من 25 لغة.
قدمت موسمين من وثائقي «موسيقا الشعوب» على قناة الميادين وعرضت فيه أصول ونشأة الموسيقا من جميع البلدان التي زارتها والتقاليد والفنون الموجودة وارتباطها الوثيق مع موسيقا الشعوب.
قامت ببطولة عرض «أبيض وأسود» وهو أضخم عمل مسرحي غنائي تم تقديمه بأحدث التقنيات في العالم في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في الكويت، وقامت بإعداد وغناء موسيقا عمل المتنبي «مسافراً أبداً» وفيه قدمت مجموعة قصائد مغناة ورافقتها الأوركسترا الفيلهارمونية البلغارية.
هي أول فنانة عربية في الشرق الأوسط توقع عقد إنتاج مع الشركة العالمية universal music Mena، وشاركت كعضو في لجنة تحكيم مهرجان بابل للأفلام في سردينيا.
مؤخراً، تمكنت نعمة بفضل أغنية «وينك» من تحقيق شهرة عربية واسعة ونجومية كبيرة، مع أن البعض وصفها بالهابطة لأنها نجحت شعبياً، إلا أن نعمة تعتبر أن أصداءها كانت إيجابية، ربما لأنها أحبتها وشعرت أنها تشبهها وتوقعت نجاحها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن