عربي ودولي

الحظوظ الانتخابية لـ«العدالة والتنمية» تتراجع و«الشعب الجمهوري» يتقدم ببطء

انتقد كمال كيليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي قيام الذين ساهموا في نمو ظاهرة الإرهاب في تركيا بتنظيم تجمعات جماهيرية غنائية للتنديد به في إشارة إلى التجمع الذي نظمه منتدى التضامن المدني الأحد في اسطنبول بعنوان «الملايين في صوت واحد ضد الإرهاب» بمشاركة رئيس النظام التركي رجب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو. يأتي ذلك في حين كشف استطلاع جديد للرأي نشرت نتائجه أمس تراجع التأييد لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أيلول الجاري في الوقت الذي ارتفع فيه التأييد لحزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في البلاد. ونقلت صحيفة «حرييت» التركية أمس الاثنين عن كيليتشدار أوغلو قوله في تغريدة نشرها على حسابه في موقع «تويتر» تعليقاً على ذلك التجمع «الذين ساهموا في نمو ظاهرة الإرهاب ورفضوا إجراء تحقيق برلماني ضد الإرهاب يعتقدون أنه يكافح عن طريق تنظيم تجمعات جماهيرية غنائية».
بدورها بينت الصحيفة أن أردوغان حول التجمع المذكور إلى تجمع انتخابي وألقى كلمة أمام المشاركين فيه روج فيها لحزب العدالة والتنمية وتهجم على حزب الشعوب الديمقراطي، ودعا المواطنين الأتراك إلى انتخاب 550 نائباً برلمانياً وصفهم بالمحليين والوطنيين في الانتخابات المقبلة. كما انتقد كيليتشدار أوغلو خلال لقائه مجموعة من الصحفيين الأتراك حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي يستخدم خطاباً قومياً قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في الأول من تشرين الثاني المقبل. وقال كيليتشدار أوغلو هناك قلق كبير إزاء أمن الانتخابات القادمة وتحقيق الأمن في البيئة التي ستجري فيها الانتخابات هو مهمة الحكومة وإذا لم يتحقق ذلك فهذا يبرهن على أن الحكومة تواجه مشكلة في إدارة البلاد.
وعن كيفية إجراء الانتخابات في المحافظات التركية الشرقية التي تشهد أحداث عنف بين كيليتشدار أوغلو أن عدم تمكن محافظي المدن وموظفي الأمن والدولة من تحقيق الأمن يبرهن على عدم وجود الحكومة في تلك المناطق.
يذكر أن العديد من الوثائق والأدلة تثبت الضلوع المباشر لنظام أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية في دعم الإرهابيين بالمال والسلاح وإسنادهم في العديد من المعارك بعناصر وأسلحة وتحويل الأراضي التركية إلى محطة لاستقطاب آلاف الإرهابيين من جميع أنحاء العالم وإرسالهم إلى سورية والعراق ودول أخرى في المنطقة.
وكان مسؤول بالخارجية التركية أعلن قبل ثلاثة أيام أن هناك 900 إرهابي تركي مازالوا يقاتلون في صفوف تنظيم «داعش» وغيره، وأكد مقتل 400 تركي ممن انضموا لهذه التنظيمات الإرهابية دون أن يخوض في الأسباب الحقيقية التي دفعت هؤلاء إلى الالتحاق بتلك التنظيمات ومسؤولية حكومة بلاده عن تصدير الإرهاب. وفي سياق متصل ذكرت وكالة «رويترز» أن الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة جازيجي التركية لاستطلاعات الرأي كشف أن التأييد لحزب العدالة والتنمية تراجع 1.6 نقطة عما كان عليه في الانتخابات التي جرت في حزيران إلى 39.3%.
في حين تقدم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي مع ارتفاع نسبة التأييد له إلى 28.1% بعد أن كان 25% في حزيران الماضي، فيما ارتفع معدل التأييد لحزب الحركة القومي اليميني إلى 16.8 % مقابل 16.3 % قبل ثلاثة أشهر. كما ارتفع التأييد لحزب الشعوب الديمقراطي إلى 13.5 % من 13.1% في حزيران وما زال يتجاوز بشكل مريح حد العشرة في المئة اللازم لدخول البرلمان.
وكان حزب العدالة والتنمية الذي أسسه الرئيس التركي رجب أردوغان فقد أغلبيته كحزب ينفرد بالحكم في تركيا في حزيران الماضي لأول مرة منذ وصوله إلى السلطة في 2002 وحصل على 40.9 % من الأصوات.
ويرجع مراقبون العجز الذي يعتري هذا الحزب في الاحتفاظ بالدعم الشعبي إلى فضائح الفساد التي تورطت فيها الحكومة التركية وشخصيات مقربة من أردوغان وبينهم ابنه بلال إضافة إلى تورط رأس النظام التركي في دعم الإرهاب وإرسال شاحنات محملة بالأسلحة إلى سورية والهيمنة على القضاء وتقييد الإعلام والاعتقالات التي طالت صحفيين ومدعين عامين ورجال شرطة شاركوا في كشف فضائح أردوغان.
(سانا- رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن