رياضة

عراقة الألمان

| محمود قرقورا

تمتاز المدرسة الألمانية بالحفاظ على الرموز ومن النادر الاستغناء عن الأسماء الكبيرة مدربين أم لاعبين، ويعد المانشافت الأكثر استقراراً بين منتخبات الكرة الأرضية على صعيد المدربين، لدرجة أن أحد عشر مدرباً أشرف على منتخب ألمانيا الأول عبر التاريخ، ومن النادر الاستغناء عن أصحاب العقول الكبيرة.
بطل العالم سيب هيربرغر أشرف على المانشافت في كأس العالم 1938 و1954 و1958 و1962 وحسبنا تخيل عدم توقف كأس العالم بسبب الحرب العالمية الثانية، وعدم استبعاد ألمانيا من كأس العالم 1950.
بطل العالم هيلمت شون أشرف على الألمان في كأس العالم 1966 و1970 و1974 و1978 وهذا عنوان إضافي للعراقة الألمانية.
المدرب يواخيم لوف الحالي صاحب الكلمة الفصل في مونديالات 2010 و2014 و2018 وليس غريباً بقاؤه في منصبه حتى كأس العالم المقبلة، وهو الذي قاد منتخب بلاده إلى نهائي أمم أوروبا 2008 ونصف نهائي يورو 2012 وربع نهائي يورو 2016 وإذا سارت الأمور طبيعية فسيكون أول مدرب يشرف على منتخب بلاده في أربع نسخ لكأس أمم أوروبا.
عراقة الألمان تظهر في عدم استسلامهم وإمكانية تغييرهم نتيجة المباراة بلمح البصر وهذا تؤكده كتب التاريخ لما حدث في معجزة بيرن 1954 أمام إمبراطورية المجر الكروية، وما حدث في نصف نهائي مونديال 1982 أمام منتخب الخيال واللذة الفرنسي، وربع نهائي مونديال 1970 أمام أبطال العالم الإنكليز.
ميروسلاف كلوزه وأوفي زيلر سجلا في أربعة مونديالات لتكون المدرسة الألمانية الوحيدة التي أفرزت لاعبين في هذه الخانة الضيقة التي تضم أيضاً بيليه وكريستيانو رونالدو.
العراقة ليست مقتصرة على تكريم الرموز لاعبين ومدربين، فالمقولة الشهيرة: الألمان مرشحون لبلوغ المربع الذهبي في أي بطولة وإذا كانوا في يومهم فاللقب مطواع لهم عنوان آخر للعراقة.
خلال الأيام القليلة الماضية سقط الألمان بغرابة أمام الطواحين ولكنهم نهضوا بسرعة ليفوزوا على منتخب إيرلندا الشمالية بعقر داره، وتلك هي ميزة المنتخبات الكبيرة القادرة على التعافي بالسرعة القصوى والعامل الأهم في ذلك العراقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن