سورية

بوتين: الجيش السوري يسعى للحفاظ على الدولة السورية … تزايد فرص انعقاد قمة روسية أميركية.. وترجيحات ببلوغ التعاون بين موسكو وواشنطن «مرحلة متقدمة».. وأنباء عن تحليق «الدرون» الروسي في الأجواء السورية

وكالات :

اعتبرت روسيا أن الجيش العربي السوري يسعى للحفاظ على الدولة السورية ووحدتها الوطنية، وذلك في حين عبر الكرملين عن انفتاح الرئيس فلاديمير بوتين على إجراء اتصالات ثنائية مع الأميركيين في أحدث إشارة إلى تزايد فرص عقد قمة أميركية روسية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك. وفي غضون ذلك ذكرت مصادر أميركية أن طائرات روسية من دون طيار (المعروفة بطائرات «الدرون») بدأت التحليق في الأجواء السورية تمهيداً لبدء مكافحة الإرهاب.
وحط رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رحاله في موسكو أمس للقاء الرئيس بوتين. وعشية الزيارة حرص الإسرائيليون على تسريب ما يرقى إلى أن يكون مطالبهم إلى وسائل الإعلام العبرية، مثل التفاهم على تقاسم للأجواء السورية بين الطائرات الإسرائيلية والروسية أو إنشاء مركز للتنسيق فيما بينها، أو أن تحلق الطائرات الروسية فوق الأراضي السورية في الصباح على أن تحلق الإسرائيلية في الليل!! بالإضافة إلى المخاوف التقليدية من أن تصل الأسلحة الروسية المرسلة إلى سورية ليد حزب اللـه اللبناني.
وفي إيجاز سريع قبل بدء لقائه مع نتنياهو، قال بوتين: «فيما يتعلق بسورية، نحن نعلم وندرك أن الجيش السوري وسورية عموماً في حالة لا تسمح لها بفتح جبهة ثانية، إنها تسعى للحفاظ على دولتها».
وأكد أن سياسة روسيا في منطقة الشرق الأوسط ستكون دائماً مسؤولة، قائلا: «العديد من المنحدرين من الاتحاد السوفييتي السابق يقيمون في دولة إسرائيل، وذلك يضفي طابعاً خاصاً للعلاقات بين دولتينا».
وعشية الزيارة، ذكر مستشار إستراتيجي سابق لنتنياهو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيحاول تحديد «القواعد الأساسية» مع بوتين بشأن تفادي حصول اشتباكات بين الجانبين فوق الأراضي السورية.
وقال نتنياهو في مستهل اللقاء: إنه وصل إلى موسكو لبحث الأوضاع في المنطقة «بسبب تعقيدات الأوضاع الأمنية والتي تصبح أكثر تعقيدا مع مرور الوقت»، ولتوضيح مواقف إسرائيل من أجل الحيلولة دون حدوث أي فهم خاطئ بين البلدين.
وقال مستشار سابق بحسب وكالة الأنباء «رويترز» طالباً عدم نشر اسمه: «قد يصل الأمر إلى اتفاق بين إسرائيل وروسيا على أن يقتصر كل جانب على مناطق محددة لتنفيذ العمليات في سورية، أو حتى أن يحلقوا هم في الصباح ونحلق نحن في الليل».
ومن بين مخاوف إسرائيل أن تواجه مقاتلات إسرائيلية أنظمة مضادة للطائرات تشغلها روسيا أو حتى طائرات تسيرها روسيا. ونقل موقع «والا» العبري عن مسؤول أمني كبير في سلاح الجو الإسرائيلي قوله: إن «إسرائيل تعمل على إقامة جهاز لتنسيق العمليات كي يسهل التنسيق الإسرائيلي الروسي، وذلك لمنع الوقوع في خطأ تشخيص وتحديد هوية الطائرات».
وأكد نتنياهو أن إسرائيل وروسيا لديهما أهداف مشتركة في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، واعتبر أن المهمة الرئيسية الآن تتمثل في منع تدفق الأسلحة وفتح جبهة ثانية في منطقة الجولان. كما أعرب عن قلقه بشأن استخدام الصواريخ ضد سكان إسرائيل، وقال: «إيران وسورية تقومان بتزويد تنظيم «حزب الله» الإسلامي الإرهابي المتشدد بالأسلحة الحديثة التي توجه ضد بلادنا. والآلاف من الصواريخ استخدمت ضد سكان إسرائيل في السنوات الأخيرة».
وقالت مصادر مقربة من نتنياهو: إنه سيقدم معلومات مخابرات إسرائيلية عن عمليات نقل سابقة للأسلحة لحزب اللـه بعضها وردته روسيا وسيسعى للحصول على طمأنات من موسكو بأن التعزيزات الأخيرة ستظل تحت سيطرتها.
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي اصطحب كبار قادة الجيش الإسرائيلي إلى محادثاته مع بوتين، على أن الحوار بين إسرائيل وروسيا كان يقوم دائماً على الاحترام المتبادل، مؤكداً ثقته في استمرار هذا الحوار.
وقبل أيام أعلن جهاز الإعلام الرئاسي الروسي أن لقاء بوتين ونتنياهو سيتناول مناقشة ملف التعاون الثنائي وقضايا دولية، وعلى الأخص عملية السلام في الشرق الأوسط ومكافحة الخطر الإرهابي، وذلك على حين أوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو ينوي مناقشة الموضوعات المتعلقة بالمساعدة العسكرية الروسية لسورية التي تثير «قلقه»، مشيراً إلى أن «نتنياهو سيشرح رؤيته لما يهدد إسرائيل بسبب ازدياد إمدادات الأسلحة الحديثة لسورية واحتمال تسليمها إلى حزب اللـه وغيره من التنظيمات الإرهابية».
من جهة أخرى أبدى الكرملين انفتاحاً على إجراء أي اتصال بين روسيا أميركا. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: «الرئيس نفسه قال أكثر من مرة إنه منفتح لأي اتصالات ستساعد على إيجاد تفاهم في العلاقات الثنائية وإخراج العلاقات الروسية الأميركية من وضعها الحالي الذي لا يتطابق مع المستوى المطلوب».
من جهة أخرى ذكر بيسكوف للصحفيين، وفقاً لموقع «روسيا اليوم» أن الرئاسة الروسية لا تدرس حالياً عقد لقاء بين بوتين والمرشح الجمهوري الرئيسي لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد أن «جدول أعمال الرئيس أثناء حضوره دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة لم يتم إقراره نهائياً»، إلا أن جدول الأعمال هذا ديناميكي ومليء بلقاءات مختلفة، دون أن يحدد أسماء زعماء الدول والمسؤولين الذين يخطط بوتين للقائهم في نيويورك.
وكشفت «دير شبيغل» المجلة الألمانية الأسبوعية، عن مفاوضات سرية عقدتها وكالتا الاستخبارات الروسية والأميركية بشأن إجراءات مشتركة ضد تنظيم داعش الإرهابي. ونقلت المجلة عن مصادر في وكالة المخابرات الأميركية المركزية «سي. آي. إيه»، حسبما أفادت أمس وكالة الأنباء «سانا»، أن «وفدي الاستخبارات الروسية والأميركية عقدا اجتماعاً في العاصمة الروسية موسكو وأن المحادثات بينهما ركزت على تعاون عسكري محتمل بشأن الأزمة في سورية».
وتعليقاً على هذه المعلومات، أشار موقع «فوكس» الأميركي إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري رحب مؤخراً بالدعم الروسي في مواجهة الإرهاب، مرجحاً أن يكون التعاون بين موسكو وواشنطن قد وصل إلى «مرحلة متقدمة أكثر مما تم الإعلان رسمياً».
ويوم الجمعة الماضي أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره الأميركي اشتون كارتر ضرورة تنسيق الجهود الثنائية ومتعددة الأطراف في مواجهة الإرهاب الدولي، في حين أعلنت وزارة الخارجية الروسية بالتوازي مع ذلك أن موسكو مستعدة للحوار مع الولايات المتحدة بشأن جميع المسائل بما في ذلك الشأن السوري. واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن الاتصال الهاتفي بين كارتر وشويجو «مقدمة لتسوية الأزمة السورية».
في سياق متصل نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين أن روسيا بدأت مهام استطلاع بطائرات بلا طيار في سورية في أول عمليات جوية عسكرية تجريها هناك. ولم يتمكن المسؤولان اللذان تحدثا إلى الوكالة شريطة عدم ذكر اسميهما من تحديد عدد الطائرات بلا طيار المشاركة في مهام الاستطلاع، وذلك فيما أحجمت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» عن التعليق.
واعتبر مسؤول أميركي أن روسيا مستمرة بإرسال المعدات العسكرية من عتاد وعدة إلى الأراضي السورية وبالتحديد إلى قاعدة قرب مدينة اللاذقية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
ونقلت شبكة «سي. إن. إن الأميركية للأخبار عن المسؤول من دون أن تحدد هويته، أن المعدات التي أرسلتها روسيا إلى سورية تضم أكثر من 25 طائرة مقاتلة وهجومية، و15 طائرة مروحية وتسع دبابات وثلاثة أنظمة صواريخ أرض جو، ونحو 500 عنصر بين عسكريين وفنيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن