رياضة

أكدا سطوتهما على أستراليا وفرنسا في نصف نهائي الصين 2019 … تاج كرة السلة العالمية بين إسبانيا والأرجنتين

| الوطن

يجمع نهائي مونديال السلة بنسخته الثامنة التي تختتم في الصين اليوم بين منتخبي إسبانيا والأرجنتين للمرة الأولى وذلك بعد 13 سنة على مواجهتهما الأهم بتاريخ البطولة و45 سنة على لقائهما الأول فيها، ويطمح أبناء بلاد الثيران وكذلك أبناء أرض الفضة إلى لقب ثان في العرس الثاني على مستوى اللعبة ويعتبر تالياً في الأهمية بعد ميدالية الألعاب الأولمبية خاصة منذ إقرار إشراك المحترفين في الدورات الأولمبية قبل أقل من ثلاثة عقود، وكان الأرجنتينيون تخطوا الفرنسيين إلى النهائي الذي ينطلق الساعة الثالثة عصراً بتوقيت دمشق على حين احتاج الإسبان إلى التمديد ليتجاوزوا الأستراليين.

نظرة تاريخية
لا بد بداية أن نذكر أن الفريقين المتأهلين لمباراة التتويج سبق لهما تذوق طعم البطولة العالمية التي انطلقت قبل 69 عاماً وأقيمت نسختها الأولى عام 1950 بمشاركة 10 منتخبات على الأراضي الأرجنتينية ويومها توج أصحاب الأرض بكأسها على حساب الأميركيين وقد أقيم دورها الثاني يومها بطريقة الدوري وشاءت الأقدار أن يكون الختام مسكاً يومها بلقاء الأرجنتين وأميركا وأنهاه الأول بفوز كبير بلغ 66/50، واليوم بعد 18 بطولة من المونديال انتهى الأمر عند بلاد الفضة بذلك اللقب على حين تقدم أبناء العم سام إلى السدة وتوجوا باللقب 5 مرات (1954 و1986 و1994 و2010 و2014) منها لقبان أخيران متتاليان وقبلهما وضع الإسبان اسم بلادهم بين المتوجين للمرة الوحيدة (2006)، ويعتبر اليوغسلاف أو الصرب (خلفاء) الإمبراطورية الزرقاء أول المنافسين للأميركيين فقد استطاعوا التتويج خمس مرات (1970 و1978 و1990 و1998 و2002)، وكان للسوفييت صولات وجولات فقد توجوا باللقب 3 مرات (1967 و1974 و1982) مقابل مرتين للبرازيليين (1959 و1963).
أي إن سبعة منتخبات سبق لها التتويج باللقب ولم يكتف الأميركيون بالزعامة المشتركة مع الصرب على الذهب فقد استحقا زعامة البطولة بمجملها، حيث سبق لأبناء العم سام أن احتلوا إحدى المراتب الثلاث الأولى 12 مرة مقابل 11 للصرب، ويأتي السوفييت (الروس) ثالثاً بـ8 مرات ثم البرازيليون بـ6 مرات، وبالمقابل يعد منتخبا اليونان وتركيا الوحيدين اللذين لعبا النهائي عدا المتوجين باللقب.
نظام وتوقيت متغيران
بدأت البطولة بـ10 منتخبات ثم ارتفع العدد إلى 12 ثم إلى 13 في البطولة الرابعة وحتى بطولة 1970 وكان نظام البطولة بتقسيم المنتخبات إلى مجموعات في الدور الأول ثم تجمع نهائي ويتوج باللقب صاحب النقاط الأعلى (الفوز وليس التسجيل) حتى نسخة 1986 التي شهدت مشاركة واسعة (24 منتخباً) وأقيمت بنظام المجموعات خلال الدورين الأول والثاني وأقيم نصف نهائي ثم مباراة تتويجية على أن تقام مباريات بلاي أوف بين المنتخبات الأقل ترتيباً لتحديد الترتيب من 5 إلى 12 وهو النظام الذي سيتبع في بطولات كرة السلة، ولم تستمر تجربة مشاركة 24 فريقاً فعاد العدد إلى 16 حتى نسخة 2006 عندما ارتفع مجدداً إلى 24 وشهدت نسخة الصين 2019 ارتفاع المشاركين إلى 32 منتخباً، وبالطبع لم تستقر البطولة على تسلسل زمني فأقيمت كل أربع سنوات في السنوات الزوجية ترافقاً مع مونديال القدم ثم أقيمت في الأعوام الفردية التي تلي كأس الفيفا قبل أن تعود إلى العام ذاته منذ عام 1970 وبقيت كذلك حتى المونديال الحالي فأقيم في العام التالي لمونديال كرة القدم.

علامة كاملة
جاء تأهل منتخبي إسبانيا والأرجنتين مستحقاً بعد نجاح كل منهما بالفوز في مبارياته الثماني، فاللاروخا الإسباني تصدر مجموعته الثالثة بالدور الأول بسهولة على حساب كل من تونس (101/62) وبورتوريكو (73/63) وإيران (73/65) وكذلك في الدور الثاني على حساب إيطاليا (67/60) ثم صربيا (81/69) وفي ربع النهائي كان المنافس البولندي والفوز (90/78)، وواجه المهمة الأصعب أمام أستراليا في نصف النهائي فانتهى الوقت الأصلي بالتعادل 71/71 ليلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي (للمرة الأولى في تاريخ مباريات الإقصاء في المونديال) وهناك أثبت الإسبان تفوقهم بواقع 24/17.
وبالمقابل لم يواجه المنتخب الأرجنتيني صعوبة تذكر فبدأ بالفوز على كوريا الجنوبية (95/69) ثم نيجيريا (94/81) وروسيا (69/61) وفي الدور الثاني فنزويلا (87/67) ثم بولندا (91/65)، قبل أن يتجاوز صربيا (97/87) في ربع النهائي وأطاح بفرنسا من نصف النهائي بسهولة (80/66).

الخبرة والشباب
النهائي سيكون مواجهة بين مدربين يحملان اسم سيرجيو، الأول شاروليو الذي يقود إسبانيا وهو إيطالي والثاني هيرنانديز وبالطبع هو أرجنتيني وكلاهما يفتقد الألقاب الكبيرة على مستوى المونديال أو الألعاب الأولمبية.
ويمكننا القول إن الإسبان يحظون بتشكيلة جلها من المخضرمين فهناك 9 لاعبين فوق الثلاثين من العمر من أصل 12 لاعباً ويقودهم مارك غاسول لاعب تورنتو ريبتورز الكندي (34 عاماً) وهو من أفضل لاعبي بلاده عبر تاريخها وتضم التشكيلة 8 لاعبين يلعبون في الأندية المحلية منهم باو ريباس وفيكتور كلافير (برشلونة) وسيرجيو لول ورودي فيرنانديرز (الريال)، اما أصغر لاعبيه فهو ويلي هرنان غوميز (25 عاماً) وهو محترف بشارلوت هورنتس الأميركي.
وبالمقابل يعتمد الأرجنتينيون على القائد المخضرم لويس سكولا (39 عاماً) المحترف في برشلونة الإسباني وهو الوحيد فوق الثلاثين وإلى جانبه 6 لاعبين في الدوري الإسباني نصفهم في ريال مدريد وهم فاكوندو كامبازو وغابرييل ديك ونيكولاس لابورفيتولا، ويضم الفريق ثلاثة لاعبين محليين (مكسيمو فياروب وتايفيك غاليزي وأوغستين كافارو).
التقى المنتخبان 7 مرات في البطولة من قبل، ففازت إسبانيا خمس مرات وأهمها في نصف نهائي 2006 بواقع 75/74 مقابل فوزين للأرجنتين وفازت إسبانيا كذلك مرتين أولمبياً (أثينا 2004 وريو 2014)، يذكر أن الفريقين تواجها ودياً قبل انطلاق النسخة الحالية ففازت إسبانيا 84/76.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن