من دفتر الوطن

اللاعبون يتغيرون.. اللعبة لا تتغير!

| عبد الفتاح العوض

اللاعبون يتغيرون، الوجوه.. الأسماء تتغير لكن اللعبة مع قواعدها ثابتة لا تكاد تتغير مع الزمن.
بدءاً من الحب وصولاً إلى الحرب مروراً بكل قضايا السياسة والاقتصاد والاجتماع، تبقى اللعبة واحدة لا يمكن أن يحدث فيها تغيير إلا بالشكل أو بالوسيلة، لكن الجوهر هو هو ما زال منذ الأزل.
لعل نظرية القوة واحدة من القواعد الأساسية التي بنيت عليها سياسات عامة في كل المناحي.
استخدام عنصر القوة، والقوة هنا قد تتغير، من القوة الجسدية إلى التكنولوجيا.. إلى العقل.. إلى المرأة.. إلى السلطة.. إلى القوة الناعمة.
لكن اسمها «قوة».. وهي من الناحية العملية التي تحكم مصائر الأشياء في نهاياتها، وقدرة الأفراد والدول على استخدام القوة وتوزيعها بالاتجاهات الصحيحة واحدة من قواعد اللعبة التي لم تتغير منذ الأزل وحتى الآن، ولا يوجد ما يوحي بأن ثمة ما قد يغيرها على مدى التاريخ، وفي الحروب مهما كانت أسماؤها، ساخنة- باردة- إلكترونية أو أياً من الأسماء الأخرى الأقل شهرة تبقى صراعاً بين قوى يفوز فيها الأقوى.
في الحب تبقى اللعبة هي هي، تختلف الأسماء من ليلى وقيس إلى روميو وجولييت، لكن الثابت أن هذه المشاعر تزيد وتخفت.. تبدأ وتنتهي.. ويبقى منها تلك الذكريات وقد لا يبقى منها حتى «الذكريات»!
في سنن الكون وفناء الإمبراطوريات منذ البدء كان انتقال مراكز القوى من جانب إلى جانب، تتغير الإمبراطورية من رومانية إلى يونانية- فارسية- عربية- إسلامية- بريطانية- روسية- أميركية.. لكن كلها في لحظة ما ستجد نفسها تتحدث عن الماضي «المجيد»!
في الاقتصاد وفي الأدب أشياء تطفو وأخرى تغرق، وهذه هي القصة الكبرى، حيث يبدو كل شيء يأخذ منحاه ضمن الاتجاهات التي تحفظ قواعد اللعبة لكن لا تغيرها.
لدينا الكثير من الأمثلة حول الفكرة، لكن الشيء المؤكد أن كثيراً من البشر «ينسون» هذه القاعدة الأولى ونبدأ من جديد باختراع أحلام وأوهام بأن شيئاً ما قابل للتغيير في اللعبة.. ما يغرينا بذلك أن اللاعبين قد يتغيرون فنظن أن اللعبة قد تغيرت.
وربما وراء هذه «السذاجة الجميلة» تبقى دوافع البشر نحو الأفضل وإلا كانوا «استسلموا» للعبة ذاتها أو شاركوا فيها «بذكاء» ودهاء من يعرف أصولها، عندها يصبح الكل «لاعباً» ويدخل الجميع إلى الملعب ولا يبقى أحد يصفق للفائز!

أقوال:
– ليست المخلوقات الأقوى هي التي تنجو، ولا تلك الأكثر ذكاءً، ولكن المخلوقات التي تستطيع النجاة والاستمرار هي الأكثر قدرة على التأقلم مع التغيرات.
– التسامح، هو الشك بأن الآخر قد يكون على حق.
– سعيد هو من تكون ظروفه مناسبة لمزاجه، لكن الأسعد من يستطيع أن يجعل مزاجه مناسباً لأي ظرف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن