ثقافة وفن

معرض «سورية بتجمعنا»… في الإرادة والتصميم على النصر … لغة الفنّ حاضرة على الرغم من كل الظروف

عامر فؤاد عامر – تصوير طارق السعدوني :

«سورية بتجمعنا» معرض جماعي اشتركت فيه مجموعة من الفنانين الشباب الذين التفوا واجتمعوا حول فكرة حبّ الوطن، وتقديسه، وحملوا صوتهم عاليّاً ليعبروا عن ثقتهم فيه؛ بأنّهم موجودون في البلد، ومقاومون لكلّ فكرة تسعى لتشويه هويّته، ورافضين لكلّ محاولة في إفراغه من أبنائه، فكان معرضاً مشتركاً لعدد كبير من التشكيليين السوريين مع لوحات تصرخ بأسمى الأفكار، والمعاني، وقد جاء العمل برعاية الدكتور «إحسان العر» رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين؛ وأقيم هذا المعرض في المركز الثقافي العربي «أبو رمانة».

بين سورية اليوم وغداً
الأعمال تتحدث عن الوطن، وعن كلّ شيء يخصّ سورية، فكان هناك التشكيل، والتجريد، ولوحات زيتية، وأخرى بالأكريليك، ومنحوتات خشبيّة، ونحاسيّة، وحجريّة، وجميعها ترمز بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى سورية، وترمي إلى دلالات في حبّ الأرض، والتطلع لمستقبل أجمل، وبعض اللوحات حملت حالة من تصوير البيئة، فكان منها ما وثّق البيئة الدمشقيّة القديمة، وشكل العمارة فيها، وصورة الحارة التقليديّة، كرمز للمشهد السوري على وجه العموم، ومنها ما حمل صورةً للوجوه، والعيون، وحركات جسديّة، إضافة للصورة التشكيليّة التي جمعت بين قوّة وحدّة اللون، وبين شكل الخط المتعرّج والعريض، والألوان القاتمة والعاتمة، التي تعكس واقعاً يحمل صور الألم والتعب، وفي المعرض نجد ألواناً زرقاء سماويّة، وحالة من الترقب، والانتظار، وفسحة من الأمل يمنحها اللون، وبصورةٍ عامّة جاء العنوان «سورية بتجمعنا» ليعبّر ويوحي برغبة هؤلاء الفنانين المشاركين في حبّهم للوطن، ودعمهم لصمودها، وحملهم لمعاناة شعبيّة، وتأكيد لغة الأمل، والترقب لمستقبل، وأيام قادمة تحمل السلام، والانتصار، والتفوّق على كلّ آلام مرحلة ماضية عانى منها الجميع.
الالتحام

التقينا أحد المشاركين في معرض «سورية بتجمعنا» الفنان «أكرم العمري» وهو طالب في كلية الفنون الجميلة، في اختصاص هندسة الديكور، وقد حدّثنا عن مشاركته في لوحة اسمها «الالتحام» وعنها يقول: «أسميتها «الالتحام»، وهي باختصار عبارة عن كرة فيها 23 وجهاً، تعبّر عن عدد سكان سورية، وكلّ وجه منها يحمل تعبيراً وشعوراً، فنجد فيها تعابير الفرح، والحزن، والشموخ، والألم، وغيرها المزيد من المشاعر، والكتلة هذه يحملها جندي على ظهره، والألوان التي استخدمتها تدل على حالة الحرب التي نعيشها، لكن على الرغم من كلّ الظروف التي تحيط بنا؛ إلا أن هناك حالة من الالتحام بوجود هذا الجندي، فهذه هي سورية».

في لغة الأمل
أيضاً التقينا الفنان «فهد الرحبي» أحد المشاركين في المعرض، وهو طالب في كليّة الفنون الجميلة، في اختصاص التصميم الداخلي، ويقول عن مشاركته: «أحببت مشاركتي في المعرض، والتطرق لموضوع جديد في الفنّ التركيبي؛ الذي ندمج فيه بين عناصر التصوير العادي، والعناصر الطبيعيّة التي نستخدمها في يومياتنا، وفي لوحتي التي قدّمتها للمعرض استخدمت الكرسي، وأجزاء من الجريدة، وصحناً زجاجياً إضافة إلى الكولاج، والخزف، وجمعتهم في فكرة واحدة، تمثّل شيئاً من الواقع السوري، وبأنّه دائماً لدينا فسحة من الأمل، ولدينا التجدّد، والتطلع لبناء جديد في المستقبل».

بطاقة
شارك في المعرض 17 فناناً تشكيلياً في قسم الرسم، هم: «أحمد الخطيب، وإسماعيل الشيخوني، وأكرم العمري، وراية الشهابي، ورجاء ميقري، وصبا رزوق، وعمار الشوا، وغطفان حبيب، وفداء منصور، وفهد الرحبي، ولينا نبهاني، ومجد شامية، ومحي الدين الحمصي، ومعتز العمري، ونور عماد الكوا، وهناء العقلة». إضافة إلى 5 فنانين في قسم النحت، وهم: «سكينة نذير عاجي، وعلي سليمان، ونجود الشومري، وهشام المليح، ووائل هلال».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن