رياضة

للمرة الثانية يتم تأجيل الدوري الممتاز قبل أن ينطلق … أسباب عديدة ظاهرة وخفية والمنتخبات عطلت ركلة البداية

| ناصر النجار

للمرة الثانية يتم تأجيل الدوري الكروي إلى العشرين من الشهر القادم، وبذلك سيتأخر انطلاق الدوري عن موعده الأصلي شهرين بالتمام والكمال، ما يدل أن روزنامة النشاط الكروي ما زالت غير ناضجة وغير مستقرة، وهذا الأمر له مدلولاته السلبية الكثيرة.
لكن ما عذر القائمين على الكرة السورية وقد رأوا أن التأجيل يأتي في المصلحة العامة التي تخص كرة القدم بشكل عام على صعيد الأندية والمنتخبات؟
نستعرض أعذار مسؤولي كرة القدم الخفية والمعلنة، ثم نتحدث عن سلبيات التأجيل وانعكاساتها وسبل تلافيها وإلى التفاصيل..

الفراغ القانوني
قد يكون السبب الرئيس في تأجيل الدوري عدم وجود إدارة تدير شؤون اللعبة وتطلق القرارات وتصدر العقوبات، فاللجنة المسيرة للأمور لم تستلم القيادة إلا منذ فترة قريبة ولابد لها من الاطلاع الكامل على سير عملية الدوري ومراجعة بعض القرارات التي اعترضت عليها الأندية ووجدتها تعارض مصالحها بالمجمل.
ومن أهم القرارات التي يمكن مراجعتها وتعديلها قرار التسعة لاعبين وقد تورطت العديد من الأندية بالتعاقد مع عدد أكثر.
وبعضها بدأ يفسخ عقود لاعبيه، فالنظر بهذا القرار يمنح فسحة للأندية لإصلاح ما يمكن إصلاحه، سواء باستمرار العقود كما هي إن تم تأجيل تطبيق هذا القرار لموسمين أو أكثر، أم بإجراء تعاقدات جديدة في حال تم تطبيق القرار، لأنه في هذه الحالة سنجد فائضاً من اللاعبين ممكن أن ينتقلوا إلى أندية أخرى.
التأجيل من وجهة اللجنة المؤقتة له علاقة بالشغب واللوائح الانضباطية وخصوصاً بعد استشهاد أحد المشجعين في ملعب الباسل نتيجة إطلاق الشهب، وهذا الأمر يحتاج إلى المزيد من الضوابط التي تمنع تكرارها حرصاً على عدم تكرار ما حدث ووصولاً إلى مدرجات ساخنة بعيدة عن الأذى وأي أعمال تنعكس سلباً على الدوري.
في الأسباب غير المباشرة أو الخفية عدم جاهزية العديد من الملاعب التي ستقام عليها المباريات وفترة الشهر قد تكون مناسبة لجاهزية الملاعب الموضوعة في الصيانة، وتقرّب مواعيد تسليم الملاعب الأخرى التي تحتاج وقتاً أطول.
هناك أمر أخير وهو مهم ويتعلق بتفسير بعض الإجراءات المتخذة في اتحاد كرة القدم والتي تحتاج إلى شرح وتوضيح حتى لا يقع أي فريق في الخطأ، وهو ما دعا اتحاد كرة القدم للاجتماع بمندوبي الفرق (أمس الأربعاء) وشرح كل هذه النصوص وتفسيراتها.

المنتخبات الوطنية
العذر الرئيس الذي صدر عن اتحاد كرة القدم أن تأجيل الدوري جاء بسبب استحقاقات المنتخب الوطني والمنتخب الأولمبي، ولا أعتقد أن مباراتي المنتخب الوطني في الجولتين الثالثة والرابعة والتي تقامان منتصف الشهر القادم تصحان لتكونا عذراً، لأن أغلب لاعبي المنتخب الأول هم من المحترفين الذين سيلتحقون وقت المباراة الأولى، أما المنتخب الأولمبي فالعذر فيه مقبول وخصوصاً أن جميع لاعبيه هم من الأساسيين والمؤثرين في أنديتهم المحلية، وكرتنا تتأثر بهذه المنتخبات كثيراً لأنها تلعب خارج أرضها، على حين إن أصحاب الأرض لا يتأثر نشاطهم المحلي لأن لاعبيهم يبقون في أنديتهم وينضمون للمنتخب في معسكر قصير بين المباريات ويمكن أن يلعبوا مباريات ودية دون أن يتأثر نشاطهم بشيء.
وهذا مشكلة كرتنا أنها لا تستضيف أحداً ليس بسبب العقوبات فقط، إنما بسبب عدم قدرتها المالية على استضافة المنتخبات والفرق الزائرة، وهذا ما كنا نلمسه في السنوات التي سبقت العقوبات، ودوماً اعتادت كرتنا أن تكون ضيفة على الآخرين.
من هذا الباب فإن إقامة الدوري بظل غياب لاعبي المنتخب الأولمبي أمر فيه ظلم للأندية، فكان التأجيل الحل الأمثل لمتابعة استعدادات منتخبنا الأولمبي لاستحقاقاته الرسمية المقبلة.
حسنة وسيئات
على صعيد الأندية فإن التأجيل له حسنة واحدة مقاــبل ســيئات عديدة، وقــد تعادل هذه الحسنة مجموع السيئات المنتظرة.
الحسنة تكمن في المزيد من الإعداد والاستعداد، فمن المؤكد أن أغلب الفرق لم تصل إلى الجهوزية المفترضة وهذا ما لمسناه بلقاء كأس السوبر وقد تبين أن الوثبة بحاجة إلى عمل كبير وخصوصاً في خطه الخلفي، والجيش رغم فوزه في المباراة إلا أنه لم يقنع وهو بحاجة إلى بعض الوقت ليصل إلى (الفورمة) والأمر مفيد بالنسبة لأندية عديدة تأخرت في استعدادها كالجزيرة والفتوة وجبلة، وكذلك العديد من الأندية التي تعج بالمشاكل والخلافات ولو كانت خفيفة وخفية لم تظهر إلى العلن بعد.
أما في السلبيات فعلى الصعيد الفني فإن التأجيل يضع المدربين في ورطة وخصوصاً أنه نسف خطة الإعداد، فالفرق من المفترض أن تكون قد وصلت إلى القمة بدنياً وفنياً أو قريبة منها، وهذا سيجعل المدربين مضطرين إلى استحضار خطة بديلة يحافظون بها على جاهزية الفريق ويبعدون الملل الذي سيتسرب إلى نفوس اللاعبين.
إدارات الأندية تحسب هذا التأجيل أيضاً من المنظور المالي الذي يطغى على أي شيء، وخصوصاً أن نفقات الموسم باهظة الثمن، وتأجيل الدوري لمدة شهر، يؤجل المداخيل الناجمة عن المباريات، ومن جهة أخرى يفرض دفع مصاريف شهر إضافي، وهذا ما سيرهق الأندية وخصوصاً التي تعيش على التبرعات والهبات والمساعدات.

لا حلول
في هذا التأجيل لا يوجد حلول مثلى وعلينا تقبل الأمر الواقع بحلوه ومره، والاستفادة من حسناته وتخفيض آثار السلبيات قدر الإمكان، ويمكن أن يعمد اتحاد الكرة إلى ضغط بعض مراحل الدوري، وهذا الضغط قد يؤثر على الفرق فنياً وبدنياً وقد يؤثر على مسابقة الكأس التي لن نجد له مكاناً فيضطر اتحاد كرة القدم لسلقها سلقاً، لكن الضغط سيخفض بعض الأعباء المالية على الفرق إن انتهى الموسم الكروي كما هو مخطط له.
على العموم التأجيل الثاني للدوري لن يكون أخيراً، ومع زحمة نشاطات المنتخبات فإن هناك تأجيلاً آخر سيلوح بالأفق ولو بعد حين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن