اقتصاد

تجاوب خجول للدولار مع جلسات التدخل

محمد راكان مصطفى :

شهدت الليرة السورية تحسناً معقولاً يوم أمس أمام الدولار الأميركي، بعد أن انخفض سعر صرف الدولار في السوق السوداء دون مستوى 330 ل.س، بعد ظهر أمس، علماً بأن سعر مبيع الدولار في الشركات المرخصة سجل للمواطنين صباح يوم أمس 318.15 ل.س، بينما تم البيع للتجار بقصد تمويل المستوردات والمواد الأولية ومستلزمات الإنتاج للصناعيين بسعر 318 ل.س.
وقامت الجهات المعنية أمس بطرح كميات من القطع الأجنبي في السوق. حيث نقلت وكالة الأنباء الرسمية سانا عن مصدر خاص إن الجهات المعنية تقوم بطرح القطع الأجنبي في السوق بسعر 318 ليرة للدولار الواحد مؤكداً أن عملية الضخ ستتواصل يومياً.
وأضاف المصدر إن الجهات المعنية ألقت القبض على عدد من تجار العملة في السوق السوداء علماً بأن الجهات المعنية قامت يوم أمس الأول بطرح كميات من القطع الأجنبي في السوق بسعر 322 ليرة سورية للدولار الواحد، وذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن عملية الضخ مستمرة بشكل يومي، وأضاف المصدر إن الجهات المعنية تهيب بالأخوة المواطنين استلام وإرسال حوالاتهم المالية بالطرق القانونية تجنباً للمساءلة.
وكان من الملاحظ يوم أمس أن إقبال المواطنين على شراء القطع الأجنبي انخفض بشكل ملحوظ، لترقب حالة السوق بعد انخفاض السعر ليومين متتاليين ولو على نحو طفيف، مع توقعات باستمرار انخفاض سعر صرف الدولار أمام الليرة، ويبدو أن انخفاض سعر الذهب عالمياً وانخفاضه محلياً بدأ يجذب اهتمام المتعاملين في السوق، فبعد أن سعرت جمعية الصاغة والمجوهرات بدمشق غرام الـ21 قيراطاً بـ10250 ليرة سورية أمس الأول، انخفض السعر المتداول بين الصاغة مساءً إلى حدود 10100 ليرة سورية، واستمر انخفاضه إلى 10000 ليرة يوم أمس، مع تحسن في حركة الشراء من المواطنين مقارنة بالأيام السابقة، ريثما يستقر سوق القطع الأجنبي على سعر محدد، وخاصة مع تضارب التوقعات في السوق، جراء تدخل المصرف المركزي اليومي بضخ الدولار عبر عدد محدود فقط من شركات الصرافة، فالدائرة لم تسع حتى اليوم لأكثر من خمس شركات، وذلك حسب مصادر في شركات الصرافة المرخصة، مع العلم بأن بعض مؤسسات الصرافة المشاركة في عملية التدخل تعرضت للمساءلة في وقت سابق لوجود مخالفات لديها.
علماً بأننا عندما حضرنا جلسة تدخل في وقت سابق طلب حاكم مصرف سورية المركزي أديب ميالة من جميع الشركات الراغبة بشراء الدولار أن تقوم بتسجيل طلباتها وإحضار الكاش معها لاختصار الوقت وتأمين القطع الأجنبي اللازم لتغطية متطلبات السوق، بما يضمن استقرار السعر وتخفيضه.
ومن الملاحظ خلال الأيام الماضية انتشار إعلانات لأشخاص يقومون بتحويل الأموال من خارج القطر، وخاصة قطر والسعودية وتركيا والامارات العربية المتحدة والأردن، إلى الداخل السوري، باستثناء دمشق، وذلك عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» التي تنشر أسعار الصرف، وهذا مخالف للأنظمة والقوانين وفيه مخاطر كبيرة ويعزز الشكوك بتبعية هذه المواقع المشبوهة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن