قضايا وآراء

متحدون من أجل ماذا؟

| دینا دخل اللـه

اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول من كل عام فرصة للقاء أغلبية زعماء العالم تحت سقف واحد، بخلافاتهم وتوافقاتهم كلها، وأهم ما في هذه الاجتماعات اللقاءات الهامشية التي تتم بين بعض القادة، وهي لقاءات لا تحمل المشاركين فيها أي وزر سياسي كلقاءات القمة العادية التي تكون منظمة ومخططاً لها مسبقا.
الدورة الحالية تنعقد تحت غيوم داكنة في سماء العلاقات الدولية بعد الضربة التي تلقتها أرامكو السعودية، وهي ضربة مذهلة أربكت مملكة النفط وحلفاءها أي إرباك.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حديثه أمام الجمعية العمومية أعاد إلى الأذهان، من دون أن يقصد، أزمة مماثلة قديمة احتارت واشنطن في حلها وهي الأزمة الكورية عام 1950 بعد أن اجتاح الشيوعيون من الشمال شبه الجزيرة بكاملها ووصلوا إلى عاصمة الجنوب سيئول.
لم يستطع مجلس الأمن عندها حل هذه الأزمة لأن السوفييت سيستخدمون حق الفيتو ضد أي قرار تتخذه الولايات المتحدة الأميركية. استغل الأميركيون غياب مندوب الاتحاد السوفييتي عن اجتماع مجلس الأمن فأوعزوا إلى المجلس ليتخذ قراراً بنقل القضية إلى الجمعية العمومية.
وفعلاً ناقشت الجمعية العمومية المسألة الكورية وكان من السهل على الولايات حشد عدد كبير من الدول في الجمعية لاتخاذ قرار أممي، نيابة عن مجلس الأمن، بالتدخل العسكري في كوريا ضد الشماليين.
صدر القرار بعنوان طنان رنان «متحدون من أجل السلام»، وتحت راية الأمم المتحدة نظم الأميركيون والأستراليون وغيرهم هجوما عنيفا على جيش الشمال وطردوه من الجنوب.
ترامب تحدث أمام الجمعية عن إيران وتهديدها «للسلام العالمي» مستخدما مصطلح «متحدون» نفسه. قال علينا أن نعمل «متحدون في مواجهة إيران»، هذا يعني أنه يسعى لتحييد مجلس الأمن وتعطيله كي يستند في أي عدوان جديد على قرار تتخذه الجمعية العمومية.
لكن ترامب يعلم أن هناك مشكلة تنظيمية صعبة وهي أنه في البداية على مجلس أن يتخذ قراراً بنقل المسألة الإيرانية إلى الجمعية العمومية، وهذا مستحيل لأن المندوب الروسي لن يغيب هذه المرة عن اجتماع مجلس الأمن وسوف يلوح بالفيتو الجاهز كي لا تنتقل المسألة إلى الجمعية العمومية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن