رياضة

البنك الاحتياطي

| محمود قرقورا

علّمتنا التجارب في السنوات القليلة الماضية أن القبض على البطولات يتطلب بنكاً احتياطياً عالي المستوى، أو ترشيد استهلاك الطاقة بالاستغناء عن بطولات أقل أهمية، أو ابتعاد آفة الإصابة عن المفاتيح المهمة عند المدربين.
في إنكلترا حيث التنافس على ثلاث بطولات أعلاها الدوري الممتاز وأدناها كأس الرابطة وأوسطها كأس الاتحاد الإنكليزي وهي المسابقة الأقدم في العالم، نجد أن مدربي الأندية الكبيرة يزجون بالعناصر الاحتياطية في مسابقة كأس الرابطة لدرجة أن الألماني كلوب مدرب ليفربول راهن على أحد عشر لاعباً أمام نادي ميلتون كينز دونز لم يلعبوا أمام تشيلسي في الدوري قبل ثلاثة أيام، خلافاً لفريق مانشستر سيتي الذي يتمتع بفريق آخر على دكة البدلاء، ولذلك نجده لا يتأثر بغياب أي لاعب، فكان الحصاد الهيمنة على كل ألقاب الكرة الإنكليزية المتاحة في الموسم المنصرم.
هناك أندية يقع مدربوها في ورطة إذا غاب عنصر مهم يتمحور حوله الأداء وخطط اللعب ولنا في برشلونة صورة ناصعة حيال هذا الأمر، ولذلك عندما يغيب ميسي يعاني الفريق للتأقلم، والسبب أن فالفيردي لم يكن ليتجرأ على إراحة ميسي زمن الرخاء والنتائج المضمونة.
وكلنا شاهد صورة مغايرة للمدرب زين الدين زيدان عندما رشّد طاقة رونالدو وفرّغه للمباريات المهمة فكان القطاف ثلاثة ألقاب متتالية في الشامبيونزليغ.
ما يحصل مع ليفربول مرده تعنّت كلوب ورفضه التعاقد مع لاعبين جدد خلال الصيف المنصرم، وكأنه مؤمن كل الإيمان بالزاد المتوافر عنده غير آبه لآفة الإصابة التي ابتعدت طوال الموسم الفائت عن مفاتيحه المهمة، أليسون، وفان دايك وصلاح وماني، وها هو هذا الموسم يلعب من دون حارسه أليسون فلم يحافظ الفريق على نظافة شباكه إلا في مباراتين كانتا أمام بيرنلي وشيفلد يونايتد.
وبناء عليه فإن استعادة الريدز لقب الدوري يتطلب التعاقد مع لاعبين جدد في الانتقالات الشتوية ومجافاة الإصابة للاعبيه المهمين، ومن سوء طالعه أنه يتنافس مع السيتي الأجهز والأكمل، فمن كان يتخيل أن 97 نقطة غير كافية للتتويج في الموسم الماضي!؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن