سورية

رسالة من حزب « البعث» إلى «مؤتمر إسطنبول» والعلم السوري يرفرف بين المؤتمرين … قصارجيان: خطوة على الطريق الصحيح … ملص: أصداء المؤتمر كانت أكثر من رائعة

| سيلفا رزوق

طالب مؤتمر «إسطنبول» الذي نظمه «حزب الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة التركية، في ختام أعماله، بإنهاء الحرب في سورية، وتأسيس السلام والاستقرار فيها، وحل «قضية اللاجئين» على أساس القانون الدولي وحقوق الإنسان، وإعادة العلاقات التركية السورية إلى مجراها، وتأسيس منظمة الشرق الأوسط للسلام والتعاون تضم سورية وتركيا والعراق وإيران.
المؤتمر الذي جرى بحضور سوري ومشاركة عدد كبير من الأكاديميين والباحثين من الداخل التركي، والاتحاد الأوروبي ومجموعة العمل الأميركي، شدد على ضرورة التعاون على المستوى الدولي لمكافحة التنظيمات التي أدرجت على قوائم الإرهاب في سورية، وفق قرارات الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن تركيا يمكنها تحقيق أمنها والقضاء على التهديدات المحتملة من سورية، عبر اللجوء إلى دبلوماسية متعددة الاتجاهات مع الحكومة السورية وجميع الأطراف الشرعية في المجتمع السوري».
الصحفي سركيس قصارجيان، أحد المشاركين السوريين وفي اتصال أجرته معه «الوطن»، وصف المؤتمر بـ«الإيجابي جداً»، وبأنه شكل خطوة ممتازة لتعريف الشعب التركي بحقيقة ما يجري في سورية، لافتاً إلى أن البيان الختامي جاء «مؤيداً لنهج وخط الحكومة السورية».
واعتبر قصارجيان، أنه يمكن اعتبار هذا المؤتمر أول خطوة على الطريق الصحيح، حيث أتاح الفرصة لصحفيين وأكاديميين سوريين للإدلاء بآرائهم بما يخص الشأن السوري، لافتاً إلى أن «رأي الداخل السوري كان مغيباً في تركيا، وكل المؤتمرات التي كانت تتناول الملف السوري دائماً كانت تعقد تحت رعاية حزب العدالة والتنمية (الحاكم)، ومن ثم فإن هذا الحزب بتوجهاته للإسلام السياسي والداعم للإخوان المسلمين، كان حريصاً على تغييب رأي الأغلبية في سورية، لذلك هذه تعتبر المرة الأولى التي أتيح فيها سماع صوت الأغلبية هذه».
ولفت قصارجيان إلى المداخلة التي تقدم بها خلال المؤتمر وأشار فيها إلى ما قام به النظام التركي الذي يرأسه طيب رجب أردوغان بحق السوريين، ودعمه للجماعات التكفيرية الموجودة حالياً وتحتل مناطق في الشمال السوري في إدلب.
وأشار إلى أنه بيّن في هذه المداخلة ترحيب السوريين بأي صوت منطقي يدعو إلى السلام وحسن الجوار واحترام سيادة سورية ووحدة أراضيها، بعيداً عن الأصوات النشاز التي كانت تسمع دائماً من تركيا، لافتاً إلى أنه جرت الإشارة أيضاً إلى الإستراتيجية الخاطئة التي يحاول نظام أردوغان الدفع بها بما يخص ملف اللاجئين عبر الدعوة لتشكيل ما يسمى «المنطقة الآمنة».
قصارجيان، بيّن أنه جرى تذكير الحضور بأن التهديد «الكردي» لم يكن قبل 2011، حيث إن حل هذه المشكلة يكون عن طريق الالتزام باتفاقية أضنة والاتفاقات الدولية التي تجمع الحكومتين السورية والتركية، لافتاً إلى الترحيب والتأييد الذي لاقته هذه الأفكار من عدد كبير من الحاضرين وعلى الأخص قادة حزب الشعب الجمهوري.
من جهته كشف الناشط الحقوقي والاجتماعي وائل ملص، أنه وخلال مشاركته، تلا رسالة موجهة من القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي للمؤتمر ولرئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كلشيدار أوغلو.
وأوضح ملص أن حزب «البعث» اعتبر في رسالته «أن العدوان المستمر على سورية، واحتلال جزء من أراضيها ودعم الإرهاب، وكل ما تقوم به حكومة حزب العدالة والتنمية من انتهاك فظ للقانون الدولي ولسيادة سورية، وللروابط التاريخية والثقافية المتينة بين الشعبين السوري والتركي، يتطلب من الجميع عملاً جاداً لإيقافه، ولإعادة العلاقات بين الشعبين إلى طبيعتها».
وأشار حزب البعث في رسالته حسب ملص إلى أن وقف العدوان، يأتي في مصلحة الشعب التركي، تماماً كما هو في مصلحة الشعب السوري، ومصلحة السلام والأمن الإقليميين والدوليين، وهو بالتالي «إنقاذ لمنطقتنا ولمصيرنا المشترك، من كارثة كبيرة سوف تأكل نيرانها الجميع بمن فيهم الذين أشعلوها».
ملص أشار إلى أن أصداء المؤتمر كانت أكثر من رائعة، رغم وجود عدد من الآراء التي أيدت طروحات الجماعات الإرهابية في سورية، لكن تلك الآراء لم يكن لها أي صدى يذكر، مبيناً أنه قام برفع العلم السوري خلال المؤتمر، وتم عرض صور للرئيس بشار الأسد تجمعه مع مواطنين من الشعب السوري في جميع أطيافه، ولافتاً إلى أن هذه الصور أحدثت صدى إيجابياً كبيراً جداً، في أوساط الحضور وحتى لدى وسائل الإعلام التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن