رياضة

في المؤتمر السنوي لاتحاد كرة السلة … مصالح شخصية تقود سلتنا المنسية

| مهند الحسني

انتهى المؤتمر السنوي لاتحاد كرة السلة الأخير، وظهرت معه الكثير من القرارات المهمة، والتي تصب في مصلحة السلة السورية، لكن ثمة مأخذ كثيرة بدت واضحة للجميع أثناء سير المؤتمر تركت الكثير من التساؤلات والاستفسارات لدى كوادر اللعبة، بأن التوصيات والمطالبات التي تم طرحها كانت مملة وهزيلة، ولا تتناسب مع المصلحة العليا لسلة السورية بشكل عام، فممثلو الأندية الأربعة الكبيرة التي كان يعول عليهم الجميع الكثير، لم ينبس أحد منهم بأي كلمة، تاركين الأحاديث لأندية الدرجتين الثانية والثالثة التي راح بعضها يتحدث عن الاحتراف، وعن أمور لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، لتأتي كلمة رئيس الاتحاد جلال نقرش كالبلسم الشافي لجميع أوجاع وآلام سلتنا دون أي مناقشة أو استفسار فني مستحق.

«شكلين ما بحكي»
استغرب الكثيرون من أهل اللعبة ذلك الصمت المطبق الذي ألمَّ بألسنة كوادر الأندية الكبيرة الأربعة، الذين كانوا لا يتركون جلسة من جلساتهم الخاصة قبل عقد المؤتمر، إلا وخصصوها للحديث عما سيفعلونه بالمؤتمر، وما سيقولونه من مطالبات، وبأنهم سيسألون وسيناقشون، وسيقترحون، حتى وصل الأمر بأحدهم «بالدق» على صدره مؤكداً وحالفاً بأغلظ الأيمان، وعلى «قولة» عكيد حارة الضبع ( شكلين ما بحكي)، بأنه سيحرج الاتحاد بأسئلته ومقترحاته، وبأنه وبأنه إلى ما شاء الله، لكن وما إن دخلوا قاعة المؤتمر، حصل ما لم يكن متوقعاً، فلجمت ألسنتهم، ولم يتمكن أحدهم من أن يسأل، أو يتساءل، أو حتى يستفسر عما تم إقراره والاتفاق عليه، والشيء الأكثر إيلاماً وإضحاكاً في آن واحد هو أن بعضهم بعد نهاية المؤتمر أكد بأنه لم يتحدث ويطالب لأنه على يقين بأنه لن يسمع صوته أحد، ولا يمكن أن يأخذوا بكلامه أو مقترحاته، وبدأ يكيل موجة من الانتقادات حيال ما جرى أثناء المؤتمر، متوعداً بأنه سيكون في المؤتمر القادم من أكثر المنتقدين والمطالبين بأمور جديدة وواقعية.
اليوم أيها السادة، بدأنا نسمع همساً من خارج قاعات المؤتمرات، ويعم الصمت في أروقتها، اليوم فقط مصلحة كرة السلة والأندية هي آخر هموم من أسند إليهم الأمر، فمصالحهم الضيقة والتجارية وإرضاء أولي الأمر، بات همهم، وبات دور منافسة لطاولة النرد أكثر أهمية من منافسات البلاي أوف، ومنافسات ورق الشدة أكثر أهمية من المنافسات المحلية والخارجية.
وصدقوا بأن كرة السلة السورية لن تعرف التطور، ما دامت عقليات مفاصل اللعبة بعيدة عن المصلحة العامة للعبة، في يوم من الأيام كنّا نعيّب على البعض التفاتهم للمطالبة بحقوق أنديتهم والتفكير بمصالحها قبل التفكير بمصلحة كرة السلة السورية، لكننا اليوم سنترحم على أولئك الرجال الذين كانت تعلو أصواتهم عندما تناقش قرارات، أو لوائح قد تمس مصالح أنديتهم، أما اليوم فقد تحوّلت إدارات الأندية إلى منصات لتحقيق مصالح ضيقة وشخصية ليست على حساب لعبة كرة السلة وحسب وإنما على حساب النادي الذي يمثله رئيسه أو عضو مجلس إدارته.

تصفيق
هذا الحال الذي وصلت إليه سلتنا، بسبب ظلال قيادات شاءت الظروف أن يتحكموا بمفاصل القرار بعد أن كان أقصى طموحهم التصفيق على المدرجات.
كرة السلة السورية اليوم بأمس الحاجة لخبراء ومخلصين يضعون مصلحتها نصب أعينهم، ولو كانت هذه المصلحة على حساب إرضاء هذا الوصي أو ذاك، ومن لا يملك القدرة على ذلك، فليتنح جانباً، وليترك لمن يملك الجرأة والخبرة مهمة انتشال السلة السورية من واقعها الصعب المرير.
خلاصة
نحن في انتظار ما ستفرزه انتخابات الأندية القادمة، وما ستقدمه لنا من وجوه سنحكم من خلالها على ما هو قادم، وآت، وربما سنكتب ورقة النعي لرياضتنا وسلتنا إذا استمرت بعض الوجوه في مفاصل عملنا الرياضي على هذه الشاكلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن