شؤون محلية

زيت الزيتون مكدس بحمص ومعاناة في تصريف الإنتاج … السقا لـ«الوطن»: أسعار تسويق بعض المحاصيل الزراعية لا تتناسب مع تكلفتها المرتفعة

| حمص- نبال إبراهيم

كشف رئيس اتحاد الفلاحين بحمص يحيى السقا لـ«الوطن» عن وجود كميات كبيرة جداً من زيت الزيتون بمواصفات قياسية مكدسة في محافظة حمص وبسعر يتراوح بين 21 و22 ألف ليرة سورية للتنكة الواحدة.
وأشار السقا إلى معاناة الفلاحين من عدم تصريف إنتاجهم من زيت الزيتون وعدم توافر سوق لمنتجاتهم، مبيناً أنهم تقدموا بعشرات المطالبات للاتحاد بضرورة العمل على تصريف منتجاتهم عن طريق التصدير إلى خارج القطر أو استجرارها إلى المحافظات الأخرى باعتبار أن الأوضاع المعيشية للفلاحين صعبة وتكلفة إنتاج زيت الزيتون مرتفعة للغاية، مشددين على أنه في حال لم يتم تصريف منتجاتهم فلن يستطيعوا خلال المواسم الزراعية القادمة الاهتمام ببساتينهم وأشجارهم ورعايتها وبالتالي سينخفض الإنتاج عاماً بعد عام.
وأشار إلى أنه تم الطلب من الاتحاد العام للفلاحين بمذكرة رسمية بضرورة التعميم على الاتحادات الفرعية الأخرى من أجل استجرار مادة الزيت من محافظة حمص، موضحاً أن إنتاج المحافظة من زيت الزيتون وصل إلى ما بين 500 إلى 600 ألف تنكة زيت منها 250 ألف تنكة قابلة للتصدير.
وبيّن السقا أن الفلاحين ومزارعي مادة العنب يعزفون عن تسليم منتجاتهم إلى معمل تصنيع العنب في زيدل لأن التسعيرة التي أقرتها اللجنة الاقتصادية بنحو 125 ليرة سورية للكيلو الغرام الواحد من العنب لا تتناسب مطلقا مع سعر تكلفة إنتاجه التي تعتبر مرتفعة جداً وخاصة مع قلة اليد العاملة وارتفاع أجورها وصعوبة الحصول على مادة المازوت الزراعي وارتفاع أسعار المبيدات الزراعية.
لافتا إلى أن أسعار القطاع الخاص مرتفعة ولا تناسب مزارعي العنب وتزيد على تكلفة الإنتاج بحيث يتراوح سعر الكيلو الغرام الواحد من العنب بين 180 و200 ليرة سورية كحد أدنى ولاسيما أن الفلاح يبيع محصوله من أرض الكرم وبالتالي غير مسؤول عن عملية النقل، هذا كله دفع الفلاحين لإحجامهم عن توريد منتجاتهم إلى معمل تصنيع العنب وبيعها إلى القطاع الخاص، مع العلم أن اتحاد الفلاحين حريص كل الحرص على استمرار عمل المعمل وتمكن خلال هذا العام من إجراء عشرات العقود بين المعمل والجمعيات الفلاحية بكمية إجمالية تقدر بنحو 1200 طن من مادة العنب على الرغم من أن أسعار العام الحالي أقل من العام السابق.
وأوضح السقا أن هذا الحال ينطبق على عدد آخر من المحاصيل الزراعية الأخرى بالمحافظة ومنها البطاطا والتفاح وغيرها، حيث التكلفة العالية بالإنتاج والأسعار في البيع منخفضة في معظم الأحيان ولا تتناسب مع سعر التكلفة، علاوة على أن الفلاحين يواجهون صعوبة في تأمين مستلزمات الإنتاج بشكل عام وخاصة مادة المازوت الزراعي لزوم عملهم.
ولفت إلى أن الكميات المتوقع إنتاجها خلال الموسم الحالي من العنب تصل إلى نحو 89 ألف طن ومن التفاح إلى أكثر من 60 ألف طن ومن البطاطا إلى ما يزيد على 20 ألف طن.
وأشار إلى أنه تم في المحافظة تنفيذ الخطة الزراعية بشكل كامل خلال الموسم الزراعي الحالي لمحصولي القمح والشعير وقد حصلت حمص على المرتبة الأولى في تنفيذ الخطة، وخاصة بعد التسهيلات التي تم تقديمها للفلاحين من الأسرة الزراعية بالمحافظة ودفع ثمن الأقماح المسلمة للمزارعين خلال مدة لا تتعدى 48 ساعة، وهذا ما حقق رضا وقبول الفلاحين على تسـليم محاصيلهـم مـن دون تردد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن