سورية

«الصليب الأحمر»: أبناء سورية الذين تأثروا بالحرب بحاجة إلى الصحة النفسية

| الوطن

أكدت دراسة أعدتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 87 بالمئة من نحو 1000 مستجيب من أبناء جيل سورية الحالي الذين تأثروا بالحرب الإرهابية على بلادهم، يحتاجون إلى الصحة النفسية التي لا تقل أهميتها عن احتياجاتهم من الماء والغذاء والمأوى.
وأعلنت اللجنة في بيان مشترك بينها وبين شركة «إبسوس» العالمية للأبحاث، تلقت «الوطن» نسخة منه، أن نحو ثلاثة من كل أربعة من أبناء جيل الألفية، ما يمثل 73 بالمئة يرون أن احتياج ضحايا الحروب إلى الصحة النفسية لا يقل أهمية عن احتياجاتهم من الماء والغذاء والمأوى، وذلك وفق دراسة أجريت في 15 بلداً.
واضح البيان، أن البيانات استُقيت من دراسة أجرتها «إبسوس» بتكليف من اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أكثر من 15 ألف شخص ضمن الفئة العمرية 20 إلى 35 عاماً، وتُظهر تنامي الوعي بأهمية الصحة النفسية في حالات النزاع».
ومن بين البلدان الـ15 التي شملتها الدراسة، بحسب البيان، جاء التأييد الأكبر لأهمية الصحة النفسية في أوساط أبناء هذا الجيل من سورية، حيث ذكر 87 بالمئة من نحو 1000 مستجيب، أن احتياج ضحايا الحرب (الحرب الإرهابية التي شنت على سورية) إلى الصحة النفسية يقف على قدم المساواة في الأهمية مع احتياجاتهم إلى الماء والغذاء والمأوى.
وأضاف البيان: إنه في المراتب اللاحقة جاءت إندونيسيا بنسبة 82 بالمئة، تليها أوكرانيا 81 بالمئة، ثم سويسرا 80 بالمئة.
ونقل البيان عن رئيس اللجنة بيتر ماورير قوله: «لطالما كانت خدمات الصحة النفسية تعد مطلباً ثانوياً في حالات النزاع، فالإصابات إذا كانت غير مرئية قد تُغفَل بسهولة أو توضع في ذيل الأولويات»، وأضاف: «غير أن للحروب أثراً مدمراً على الصحة النفسية والسلامة النفسية والاجتماعية يكابده الملايين، إذ قد تسفر عن ظهور مشاكل جديدة في الصحة النفسية، أو طفوّ اضطرابات سابقة إلى السطح، ومن الممكن أن تشكّل هذه الآثار تهديدًا لحياة البعض».
ووفق البيان، فإن أكثر من واحد من بين خمسة أشخاص في مناطق متضررة من الحرب، يعاني بعض أشكال الاضطراب النفسي، وتتراوح تلك الأشكال بين الاكتئاب الخفيف والقلق، واضطراب كرب ما بعد الصدمة.
وقال ماورير: «إن دعم الصحة النفسية من شأنه إنقاذ الأرواح في أوقات الحرب والعنف بالقدر ذاته الذي يحدثه إيقاف نزيف أو توفير مياه نظيفة، فالجراح الخفية لا تقل خطورة».
وختم البيان بالقول: خلال هذا الأسبوع، الذي يحل فيه اليوم العالمي للصحة النفسية، تناشد اللجنة الدولية جميع الدول تزامناً مع هذه المناسبة، إعطاء أولوية للصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في حالات العنف والنزاع المسلح، بوصفه أمراً بالغ الأهمية لنجاح الموجة الأولى للمساعدات الإنسانية، ولكونه جزءاً لا يتجزأ من أنظمة الاستجابة في حالات الطوارئ، المحلية منها والدولية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن