سورية

«المعارضة» تخالف آليات وإجراءات عمل «الدستورية» وتخطط لإنجاز مسودة خلال شهرين … سوسان: الدستور شأن سيادي وطني لا يحق لأحد التدخل فيه إلا السوريون أنفسهم

| الوطن - وكالات

أكد معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان أن «الدستور شأن سيادي وطني لا يحق لأحد التدخل فيه إلا السوريون أنفسهم»، في وقت أعلنت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة أنها «تخطط لإنجاز مسودة الدستور خلال شهرين»، في مخالفة واضحة لاتفاق تشكيل «اللجنة الدستورية» وإجراءات عملها.
وخلال لقاء حول المستجدات السياسية دعت إليه رابطة العلوم السياسية في دار الأسد للثقافة باللاذقية أكد سوسان، حسب وكالة «سانا» أن «الدستور شأن سيادي وطني لا يحق لأحد التدخل فيه إلا السوريون أنفسهم».
وفي أواخر الشهر الماضي أعلنت الأمم المتحدة ودمشق عن الاتفاق على تشكيل «اللجنة الدستورية» وآليات وإجراءات عملها، وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم في مقابلة تلفزيونية حينها، أن ما ستتم مناقشته من «اللجنة الدستورية» هو دستور عام 2012، لافتاً إلى أن «مناقشة الدستور لا تمنع النظر في وضع دستور جديد لأنه بتعديل مادة واحدة يصبح لدينا دستور جديد».
وأشار المعلم إلى سلسلة القواعد والإجراءات الخاصة باللجنة الدستورية، وهي أن اللجنة بقيادة سورية وملكية سورية، بمعنى لا وجود للتدخل الأجنبي في شأنها، وأعضاء اللجنة هم سادة أنفسهم، والتدخل الأجنبي مرفوض، فلا قبول للإملاءات ولا قبول للأفكار الخارجية أو قبول بجدول زمني لعمل اللجنة، وهو عمل مفتوح حتى تنتهي اللجنة من أعمالها، مؤكداً أن كل الكلام عن وضع دساتير جاهزة مرفوض، فاللجنة هي سيدة نفسها وهي تقرر وتصوت على كل مادة يجري الاتفاق عليها.
ومن المقرر أن تبدأ اللجنة عملها بحسب تصريحات الأمم المتحدة في 30 تشرين الأول الجاري في جنيف.
واعتبر سوسان أن حرب تشرين التحريرية شكلت علامة فارقة في التاريخ العربي الحديث، مشدداً على أن ما تتعرض له سورية والأمة العربية الآن هو ارتدادات لتلك الحرب في محاولة من الأعداء لقتل روح التضامن العربي.
وأشار سوسان إلى أن ما حصل في سورية كان مخططاً له مسبقاً، لافتاً إلى أن السياسة السورية استندت في مواجهة الأزمة إلى ثلاثة محاور هي مكافحة الإرهاب والمصالحات الوطنية والمبادرات الجادة والصادقة للحل.
وقال: «إنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة أن تطفئ أي حريق لأنه ضمانة لاستمرار هيمنتها».
وفي رد على مداخلات الحضور شدد سوسان على أنه لا يوجد شبر واحد من الأراضي السورية لا يستطيع الجيش العربي السوري أن يصل إليه وأن إدلب ستعود إلى حضن الوطن قريبا وأنه لا مشكلة في الحوار مع أي سوري تحت سقف الوطن مشيراً إلى أن «الجامعة العربية» لا يمكن أن تكون عربية من دون سورية وأي عودة ستكون عودة للجامعة إلى سورية وبما يخدم مصالح شعبنا وأمتنا العربية.
ولفت إلى أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان يتخبط بسياساته الخاطئة التي ارتدت عليه في الداخل التركي وأن كل ما يجري الحديث عنه عن إنشاء كيانات تابعة له على الأرض السورية ما هو إلا أوهام.
وفي وقت سابق من يوم أمس قال عضو «العليا للمفاوضات» ياسر الفرحان، وهو عضو «اللجنة الدستورية»، عن قائمة ما تسمى «المعارضة»، حسب وكالة «الأناضول» التركية: إن «المعارضة منذ قرابة عام رشحت أعضاءها للجنة الدستورية، وعملت على إعداد المسودات، ودراسة الأشكال المناسبة لدستور سورية»، وأضاف، «حضّرت هيئة التفاوض من خلال اللجان المشكلة، جميع أوراقها لمضامين الدستور، وسيتم مناقشتها، وكذلك التكتيكات التي يجب أن تتبعها في عمل اللجنة».
وأشار إلى تلقي أعضاء اللجنة من «المعارضة»، دعوة من «العليا للمفاوضات» ليكون هناك اجتماع طويل لمدة أسبوع في الرياض من المقرر أن يبدأ، أمس الإثنين، لمناقشة القضايا، وبحث الإجراءات والنقاط الشكلية، وطريقة عمل اللجنة، وطريقة اختيار لجنة الصياغة، واختيار الرئيس المشترك».
وبما يؤكد مخالفة «المعارضة» الآليات وإجراءات عمل اللجنة، أكد الفرحان أنهم «يخططون لإنجاز مسودة الدستور خلال شهرين».
وأشار إلى أنه سيتم الاتفاق لاحقاً على آلية عمل الرئاسة المشتركة للجنة من الحكومة السورية والمعارضة، بنفس السلطات والصلاحيات وبشكل متواز بالدعوة للاجتماعات وإدارة الجلسات وذلك على أساس «التكافؤ» بين الطرفين، بشكل يوزع السلطات.
وفي عمان أشارت المفوضة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني إلى أنها ناقشت مع الصفدي الأزمة السورية، وقالت: « حيث تمت الموافقة على اللجنة الدستورية، لا بد أن نعطي فرصة لعملية جنيف أن تبدأ من جديد وأن تبدأ مباحثات سورية يقودها السوريون».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن