سورية

رداً على قرار الاحتلال التركي بافتتاح كليات له في الشمال … إبراهيم: اعتداء سافر ويجب لجمه وقمعه أريسيان: استمرار للعثمانية الجديدة

| سيلفا رزوق

ردت وزارة التعليم العالي على الأنباء التي تحدثت عن عزم الاحتلال التركي افتتاح ثلاث كليات في بلدات إعزاز والباب وعفرين شمال حلب، مؤكدة أنها تمثل اعتداءاً سافراً و«لابد من لجمه وقمعه من قبل المجتمع الدولي»، على حين اعتبرت عضو مجلس الشعب نورا أريسيان أن تركيا مستمرة في طريق العثمانية الجديدة.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، أكد وزير التعليم العالي بسام إبراهيم، أنه ومنذ أن بدأ النظام التركي عدوانه الموصوف على الشعب السوري بدعمه للإرهاب بكل الوسائل، لم يكن خافياً على أحد أن الأطماع العدوانية وراء ذلك كله، لافتاً إلى أنه يوماً تلو الآخر تتكشف هذه الحقيقة من خلال الإجراءات العدوانية التي يمارسها، بدءاً من محاولته إقامة ما يحلم به كـ«منطقة آمنة»، إلى محاولاته استقدام المرتزقة وتوطينهم فيها، وصولاً إلى الخطوات التي تتجاوز كل الحدود، ومنها إعلانه عن افتتاح كليات في المناطق التي يحتلها، والتي لابد من لجمها وقمعها من قبل المجتمع الدولي، لأنها تمثل اعتداءاً سافراً على السيادة السورية، وهي تخالف كل القوانين والشرعية الدولية.
وأشار إبراهيم إلى أن الجيش العربي السوري الذي حرر معظم الأراضي السورية، سيحرر إدلب قريباً من رجس الإرهاب وأدوات النظام التركي هناك، مشدداً على أن الشعب السوري لن يتخلى عن مبادئه في استمرار الصمود والمجابهة والمقاومة، ولن يترك شبراً واحداً بيد العدو التركي أو غيره.
وبعد أن ندد إبراهيم بقرار الاحتلال التركي، أكد أن الوزارة لن تعترف بأي قرار تركي بخصوص الكليات ولا ما سينتج عنها، معتبراً أن كل ما يقوم به ما هي إلا محاولات لتفتيت سورية وهذا ما لن يحصل.
عضو مجلس الشعب نورا أريسيان، بدورها عبرت في تصريح مماثل لـ«الوطن» عن اعتقادها بأن قرار فتح كليات وجامعات تركية مؤشر جديد على أن تركيا مستمرة في طريق العثمانية الجديدة.
وأشارت أريسيان إلى أنه وبعد فتح الاحتلال التركي مدارس في جرابلس، شرع بفتح كليات وجامعات له في بلدات إعزاز وعفرين والباب، وهي خطوة لتنمية الطاقة البشرية من وجهة نظره، وتعزيز وجوده ونشر للقوة الناعمة في سورية، حيث ستكون المناهج تركية تنشر الثقافة العثمانية الجديدة، أما الخريجون فسيحصلون على شهادات مصدقة من تركيا.
ونبهت أريسيان إلى أن اختيار الاختصاصات جاء بناء على أهداف معينة تتماشى مع الأطماع التركية، مثل اختيار كلية الاقتصاد والعلوم الإدارة في الباب، وهو مرتبط بالخطط لجعل البلدة مدينة صناعية.
وحذرت أريسيان من أن هذا القرار المرتبط بالتعليم والثقافة، ستجمع به تركيا بين القوة الصلبة ومشاريع القوة الناعمة من أجل تحقيق أطماعها وتعزيز نفوذها في سورية، لكن هذا العدوان والتدخل من دون إذن الحكومة السورية سيثير الجدل، ويخفض من احتمالات تنفيذ الإجراءات، والسؤال يبقى هل ستنجح تركيا في ذلك؟
بدوره أشار عضو مجلس الشعب ونقيب محامي إدلب جمال مصطو إلى أن رئيس النظام التركي يعتقد أن بإمكانه استعادة سلطنته العثمانية المزعومة وهو يحاول نشر أفكاره العثمانية الإخوانية في الأراضي التي يحتلها، وهو يسعى لإنشاء «إمارة إسلامية» تابعة له في الشمال السوري.
وأكد مصطو، أن الدولة السورية قادرة على حماية أبنائها، من الإرهاب الذي أوجده أردوغان، لافتاً إلى أن النظام التركي لم ينفذ حتى اللحظة أياً من الالتزامات التي تعهد بها في «أستانا» و«سوتشي»، وهو مستمر بدعم الإرهابيين وتنظيم « جبهة النصرة» الإرهابي، ولا يزال يقوم بتقديم السلاح لهؤلاء الإرهابيين، وهو ما يؤكده أبناء المنطقة، مشدداً على أن أي خطوات «تتريكية» يقوم بها هذا النظام مرفوضة.
ولفت مصطو، إلى أن قيام النظام التركي بافتتاح فروع لجامعاته في المناطق التي يحتلها، ستلقى الرفض الشعبي الذي لاقته محاولاته السابقة على مستوى التدريس في المدارس، وقال: «لا ننسى أن طلاب الشهادات الإعدادية والثانوية في المناطق المحتلة شمالاً أصروا على تقديم امتحاناتهم في مناطق الدولة، وهذا الأمر سينعكس أيضاً على المرحلة الجامعية، ولن يقبل أبناء المنطقة بغير جامعات دولتهم»، معتبراً أن مثل هذه الخطوة التركية ما هي إلا محاولة دعائية لا أكثر وهو على يقين أنها لن تلقى غير الخيبة والفشل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن