سورية

إدانات عربية ودولية واسعة.. وثلاث دول غربية دعت لانعقاد مجلس الأمن.. والاتحاد الأوروبي: لا أموال بشأن «الآمنة» … سورية: سنتصدى لعدوان النظام التركي.. ونحمل الميليشيات الكردية المسؤولية

| وكالات

أكدت سورية أنها ستتصدى للعدوان التركي بجميع الوسائل المشروعة وشددت بأنها على استعداد لاحتضان أبنائها الضالين إذا عادوا إلى جادة العقل والصواب، في وقت لاقى العدوان استنكاراً وتنديداً واسعين من قبل الكثير من الدول العربية والغربية والمنظمات الدولية.
وقبيل ساعات قليلة من بدء النظام التركي بعدوانه الذي يستهدف منطقة شرق الفرات في شمال شرق سورية، قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في بيان نشرته وكالة «سانا»: «تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات التصريحات الهوجاء والنوايا العدوانية للنظام التركي والحشود العسكرية على الحدود السورية التي تشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وخرقاً سافراً لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تؤكد جميعها على احترام وحدة وسلامة وسيادة سورية».
وأعتبر المصدر أن «السلوك العدواني لنظام أردوغان يُظهر بجلاء الأطماع التوسعية التركية في أراضي الجمهورية العربية السورية ولا يمكن تبريره تحت أي ذريعة وما يدعيه النظام التركي بخصوص أمن الحدود يكذبه إنكار هذا النظام وتجاهله لاتفاق «أضنة» الذي يمكن في حال احترام والتزام حكومة أردوغان به تحقيق هذا الشيء».
وأكد المصدر، أن سورية تحمل بعض التنظيمات الكردية مسؤولية ما يحصل نتيجة ارتهانها للمشروع الأميركي وقد سبق تنبيهها مراراً خلال اللقاءات التي عقدت معها إلى مخاطر هذا المشروع وألا يكونوا أدوات في خدمة السياسة الأميركية ضد وطنهم، إلا أن هذه التنظيمات أبت إلا أن تكون أدوات بيد الغرباء.
وقال المصدر: إن «الجمهورية العربية السورية إذ تعيد التأكيد على حرمة وسيادة وسلامة أراضيها، فإنها تجدد التصميم والإرادة على التصدي للعدوان التركي بكافة الوسائل المشروعة، وتشدد على أنها على استعداد لاحتضان أبنائها الضالين إذا عادوا إلى جادة العقل والصواب بما يضمن الحفاظ على سلامة ووحدة سورية أرضاً وشعباً».
وختم المصدر تصريحه بالقول: «إن سورية تذكر أنه في حال أصر نظام أردوغان على الشروع بعدوانه، فإنه يضع نفسه بمصاف المجموعات الإرهابية والعصابات المسلحة ويفقده بشكل قاطع موقع الضامن في عملية أستانا ويوجه ضربة قاصمة للعملية السياسية برمتها».
وفي وقت لاحق من يوم أمس وعقب إعلان أردوغان بدء عدوانه، أكدت وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي إميلي دو مونشالان، حسب الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا أدانت العدوان ودعت لعقد جلسة بمجلس الأمن لبحث العدوان التركي على شمال سورية.
من جهته، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، ينس ستولتنبيرغ، عن أمله في تكون «العملية التركية في سورية محسوبة بدقة ومتناسبة».
في غضون ذلك، قال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق قوله خلال مؤتمر صحفي: إن «الأمين العام أنطونيو غوتيريس، يشعر بقلق عميق إزاء الأحداث الأخيرة بشمال شرقي سورية».
وأشار إلى أن غوتيريش «يؤكد على أن الحرب في سورية لا يوجد لها حل عسكري».
بدوره، أكد المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة ديميتريس أفراموبولوس أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بوحدة وسيادة وسلامة الأراضي السورية، حسب «سانا»، على حين أشار وزير خارجية لوكسمبورغ المكلف بملف الهجرة جان أسيلبورن، إلى أن نتائج أي عدوان تركي على سورية ستطال أوروبا عبر موجة جديدة من اللاجئين والمهجرين.
ترافق ذلك، مع دعوة رئيس الحكومة التشيكية أندريه بابيش للاتحاد الأوروبي إلى التحرك بشكل سريع لمنع العدوان التركي على الأراضي السورية، ودعوة وجهها وزير خارجيته توماش بيترجيتشيك للنظام التركي إلى احترام التزاماته المتأتية من القانونين الدولي والإنساني، في حين دعت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان السلوفاكي كاتارينا سيفالفايوفا القوى الكبرى للضغط على هذا النظام لمنعه من مواصلة عدوانه.
من جانبه دعا رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، تركيا لوقف عمليتها العسكرية العدوانية، وقال حسب «روسيا اليوم»: «إذا كانت خطط تركيا تتضمن إقامة ما يسمى بمنطقة آمنة عليها ألا تتوقع أن يدفع الاتحاد الأوروبي أي أموال في هذا الشأن».
وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس بدوره، بدوره دان في بيان بشدة العدوان، معتبراً أنه سيؤدي إلى زعزعة استقرار في المنطقة، في حين اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، أنه سيلحق ضرراً بالمدنيين.
بموازاة ذلك، أعرب الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي سفير جنوب إفريقية جيري ماتيوز ماتجيلا، عن أمله في أن يعقد اجتماع لهذه الهيئة بأسرع وقت ممكن (لبحث العدوان)، بحسب وكالة «أ ف ب».
عربياً، أدانت وزارة الخارجية المصرية في بيان بأشد العبارات، العدوان، ودعت لاجتماع طارئ في جامعة الدول العربية، محذرة من تبعات الخطوة التركية على وحدة سورية وسلامتها الإقليمية أو مسار العملية السياسية في سورية، حسب موقع «روسيا اليوم».
وقبل ذلك، أكد مصدر مصري مسؤول أن مصر ترفض العدوان، موضحاً أن أي توغل تركي يمثل تصرفاً خارج نطاق الشرعية الدولية، على حين أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن قلقه وانزعاجه حيال الخطط المعلنة والاستعدادات الجارية من جانب النظام التركي للقيام بالعدوان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن