سورية

حلب الشرقية التي يسيطر عليها الإرهاب محاصرة إلا من معبر سيرى النور مع شقيقتها الغربية

حلب- الوطن :

بدا أمس، أن القسم الشرقي من حلب الذي يسيطر عليه المسلحون على موعد يصله مع نظيره الغربي حيث يفرض الجيش العربي السوري الأمن فيه، وذلك عبر معبر يشكله الشيخ مقصود بعد يوم واحد من سيطرة وحدات «حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية على الحي الذي ودع سنة ونصف السنة من الوجود المسلح لـ«الجبهة الشامية» وعضويها حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية.
وعلمت «الوطن» من مصدر قيادي في «حماية الشعب»، أن حلم فتح معبر يصل بين شطري المدينة لتخفيف المعاناة عن المدنيين في القسم الشرقي اقترب أكثر مما كان متوقعاً وغدا قاب قوسين أو أدنى إثر فرض الوحدات الحصار على مناطق سيطرة المسلحين وقطع طريق الإمداد الوحيد نحو تركيا عبر طريق الكاستيللو الحد الفاصل مع الريف الشمالي. ولفت المصدر إلى أن المسلحين سيرضخون في النهاية للقرار الذي اتخذته «حماية الشعب» مع السلطات السورية المعنية لفتح معبر الشيخ مقصود لتلبية احتياجات السكان المدنيين في الشطر الشرقي من المدينة الذي يعصف الغلاء به بعد إغلاق معبر بستان القصر الذي يصل بين شطري المدينة قبل عامين.
وأكدت مصادر بين جانبي البوابة التي يفترض أنها ستشكل المعبر بين قسمي المدينة في الشيخ مقصود لـ«الوطن» استمرار أعمال تأهيل البنية التحتية اللازمة والتي تستبق موعد الإعلان عن افتتاح المعبر أمام حركة المدنيين بشكل رسمي والمتوقع خلال ساعات بعد إبعاد خطر المسلحين الرافضين لافتتاحه والذي عبرت عنه ما تسمى «غرفة عمليات فتح حلب» قبل شهر عندما رفضت الفكرة من أساسها بما يتنافى مع تطلعات المحتاجين طبياً وإغاثياً من أحياء سيطرتهم لافتتاحه.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية والمحروقات بشكل جنوني في أحياء شرق حلب، والتي غدت معزولة عن العالم الخارجي، ليصل سعر ليتر البنزين إلى 700 ليرة سورية على حين تخطى ليتر المازوت حاجز الألف ليرة في مقابل 10 آلاف ليرة لاسطوانة الغاز التي يلغمها المسلحون ويستخدمونها كقذائف على الأحياء الغربية الآمنة في المدينة. وكانت الاشتباكات وما زالت بين «حماية الشعب» والمسلحين تقطع طريق الكاستيللو نحو الريف الشمالي لليوم السابع على التوالي، الأمر الذي يحول دون خروج السكان والمسلحين من أحياء حلب الشرقية في حين يتولى الجيش العربي السوري مهمة إغلاق جميع منافذ عبور المسلحين من المدينة. ويقع الشيخ مقصود على هضبة مرتفعة تشرف على أحياء عديدة يسيطر عليها الجيش من جهة الأحياء المطلة على مركز المدينة وحي الميدان وعلى الأحياء التي تقع تحت سيطرة المسلحين خصوصاً السكن الشبابي وبني زيد الذي يعد أهم بؤرة تؤرق سكان الأحياء الآمنة من قذائف الهاون واسطوانات مدفع جهنم التي يطلقها المسلحون المتمركزون فيه.
وكان أيار الماضي شهد توقيع اتفاق بين وحدات «حماية الشعب» وغرفة «لبيك يا أختاه» التي تقود «النصرة» الفصائل الـ13 المشكلة لها، نصت على وضع حد للنزاع الدائر بين الطرفين على خلفية اتهام الغرفة للوحدات بتعديات بحق السكان إلا أن الواقع بخلاف ذلك بدليل المظاهرات التي خرجت في الشيخ مقصود تطالب المسلحين بمغادرته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن