سورية

بعد إسدال «الموك» الستار تماماً عن «عاصفة الجنوب» في درعا… تنظيمات مسلحة تطلق «بشر الصابرين» بالقنيطرة وقتلاها بالعشرات

الوطن – وكالات :

بعد إخفاق المجموعات المسلحة في درعا في تحقيق ما سمي بـ«معركة عاصفة الجنوب» وإسدال الستار على غرفة «الموك» في عمان والتي كانت تدير المجموعات المسلحة في درعا من خلال ضباط استخبارات أميركيين وسعوديين وقطريين وأردنيين، أطلقت مجموعات مسلحة في ريف محافظة القنيطرة معركة جديدة أطلقت عليها ما سمته «بشر الصابرين» بدعم من سلاح الجو الإسرائيلي، وذلك للتغطية على الفشل الذي منيت به نظيرتها في درعا، وسط أنباء عن أن هذه المعركة سيكون مصيرها كسابقتها في درعا.
وفي ثاني أيام عيد الأضحى المبارك أعلنت مجموعات مسلحة في محافظة القنيطرة بدء معركة «وبشر الصابرين»، للسيطرة على كل من «سرية طرنجة، تلة الحمرية، تلول الحمر، مزارع الأمل، حاجز الأمل، تل un، مشاتي حضر»، وذلك لفتح الطريق بين القنيطرة وغوطة دمشق الغربية من جهة بيت جن وخان الشيح، ومحاصرة قوات الجيش العربي السوري والدفاع الوطني في مركز محافظة القنيطرة. ويشارك في المعركة عدة تنظيمات مسلحة منها: «لواء السبطين، المجلس العسكري، وجيش الإسلام، وجيش اليرموك، وجبهة أنصار الإسلام، وألوية سيف الشام، وفرقة أحرار نوى، وجبهة النصرة(فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية)» وغيرها.
واستمرت يوم أمس الاشتباكات بين وحدات من الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني وتلك المجموعات، حيث أمطر الجيش والدفاع الوطني في بلدات خان أرنبة وحرفا وحضر أوكار تلك المجموعات في حاجز طرنجة وشمالي مزارع الأمل وطرنجة وجباثا والحرية وأوفانية بعشرات الرمايات، وسط أنباء غير مؤكدة تناقلها ناشطون على موقع «فيسبوك» عن سيطرة الجيش والدفاع الوطني على حاجز طرنجة السرية الرابعة في ريف القنيطرة، على حين نعت «النصرة» أربعين قتيلاً.
وخلال اشتباكات أول من أمس قصفت إسرائيل نقاط للجيش في نبع الفوار والكوم بعد إخفاق عملائها على مدى الأيام السابقة رغم الدعم الكبير بحسب نشطاء على «فيسبوك».
الجدير بالذكر أن مجموعات مسلحة، أعلنت في منتصف حزيران الماضي، عن تشكيلها ما يسمى «جيش الحرمون»، وبدأت في الوقت نفسه معاركها للسيطرة على منطقة التلول الحمر شمال شرق محافظة القنيطرة، الفاصلة بين نهاية محافظة ريف دمشق من جهته الغربية ومحافظة القنيطرة، ولكن تلك المعركة فشلت في تحقيق أهدافها. وترافق إطلاق «معركة بشر الصابرين» مع تقارير صحفية تحدثت عن أن أميركا والأردن صوَّتتا لإيقاف الدعم للمجموعات المسلحة في «الجبهة الجنوبية»، وذلك بعد إخفاق الأخيرة من تحقيق تقدم ضمن المعارك التي أطلقتها في مدينة درعا مؤخراً، رغم الدعم المقدم لها من غرفة العمليات الدولية (الموك). وأشار تقرير بحسب موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، إلى أن الداعمين في غرفة العمليات الدولية أغلقوا الملف تماماً عن أي عملية في مدينة درعا، وذلك بسبب التشتت والعجز الذي بدا واضحاً لدى «فصائل المعارضة» مؤخراً في معارك المدينة. وذكر التقرير أن «المعارضة» كانت تحاول السيطرة على مدينة درعا لكونها «رمزية»، وحاولت الإثبات للعالم قدرتها على تسيير عمل المؤسسات في ظل الحكم المدني. كما وأكد التقرير معلومات نسبها لمصدر مسؤول بغرفة العمليات الدولية، أن أميركا والأردن عارضتا بشدة فتح ملف مدينة على الأقل في الأشهر المقبلة. كما ونقلت كاتبة التقرير «سارة اليزابيث وليامز» أخباراً تقول: «طالما ظل النظام حاضراً في مدينة درعا، أي على بعد خمسة كيلو مترات من الحدود الأردنية، فإنه لا يمكن تطبيق فكرة إقامة منطقة آمنة». وأشارت الكاتبة إلى أن غرفة العمليات الدولية تعمل حالياً على أهداف من نوع آخر، مثل منع تنظيم داعش الإرهابي من الوصول إلى الجنوب السوري، لافتة إلى أن التنظيم لم يسجل حضوراً هناك، إلا أن له خلايا نائمة في المنطقة. وقد أوضح التقرير أن الخلاف بات واضحاً، والشق عميق بين «الفصائل الإسلامية وفصائل الجبهة الجنوبية»، حيث اتّهمت الأخيرة «الفصائل الإسلامية» بعرقلة معركة مدينة درعا.
وبالعودة إلى الوضع الميداني في درعا وريفها فقد نقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري أن وحدة من الجيش قضت على كامل أفراد مجموعة مسلحة ودمرت ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة في عملية دقيقة بعد الرصد والمتابعة لتحركاتهم في بلدة النعيمة إلى الشرق من مدينة درعا بنحو 4كم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن