شؤون محلية

دمشق تغسل بردى … الخشي: الغرامات غير رادعة لأصحاب المنشآت السياحية وتسببت بتحويل النهر لمصب للصرف الصحي

| محمود الصالح

كشف رئيس دائرة الأنهار في محافظة دمشق غياث الخشي عن تعزيل ما يزيد على 15 ألف م3 من النفايات والأوساخ من نهر بردى وفروعه داخل وخارج مدينة دمشق، حيث تقوم ورشات الأنهار التابعة لمديرية الصيانة في محافظة دمشق بتنفيذ برامج الصيانة الدورية، وعلى مدار العام لنهر بردى وجميع فروعه الكبيرة والصغيرة.
وبين الخشي لــ«الوطن» أن طول مجرى النهر وتفرعاته يصل إلى 55 كم وهي تشمل نهر بردى من الربوة حتى جوبر إضافة إلى تفرعاته على اليمين واليسار، مشيراً إلى وجود معاناة كبيرة لعمال دائرة الأنهر البالغ عددهم 67 عاملاً نتيجة حجم العمل الكبير الذي لا يتناسب مع هذا العدد، ونظرا للطبيعة الخاصة لأعمال تنظيف مجرى الأنهر.
ولفت الخشي إلى أنه تم العمل هذا العام على إعادة فتح نهر تورا بعد أن أغلق لمدة عامين بسبب إغلاقه من قبل المجموعات الإرهابية في منطقة جوبر، وأجريت له الصيانة اللازمة بطول 6 كم في جوبر وما قبلها، وتم تنظيفه من الربوة حتى جوبر وعادت المياه إلى الجريان في هذا النهر، وكذلك الحال تم تأهيل نهر الديراني بالكامل، من الربوة حتى كفرسوسة مرورا بمشفى المواساة. مشيراً إلى قيام ورشات الدائرة بأعمالها اليومية في جميع الأنهر، حيث هناك ورشات ثابتة في مناطق الهامة ومقابل وزارة السياحة والمرجة وخلف القلعة وساحة شمدين وافران ابن العميد وباب توما، تتولى هذه الورشات أعمال التنظيف اليوم كل حسب قطاعه، إضافة إلى وجود ورشات متنقلة تتحرك وفق الحاجة إلى عملها واستجابة لطلبات المواطنين، وتقوم بأعمال التنظيف للمناطق التي لا توجد فيها ورشات ثابتة، منوها ًبإجراء أعمال التنظيف لنهر يزيد ابتداء من منطقة دمر حارة الجمعية، وكذلك أعمال التنظيف خلف مشفى المنار في برزة، وهناك كميات كبيرة من الأوساخ التي تنتج عن عمليات التنظيف لهذه الفروع في مختلف أنحاء دمشق.
وأوضح أنه ومنذ بداية الشهر الحالي كانت هناك حملة لتنظيف مجرى بردى الأساسي ابتداء من الربوة وصولا إلى المرجة، مشيراً إلى أن المشكلة الأساسية التي يعاني منها أغلب سكان دمشق هي الروائح الكريهة التي تنتشر على مسار أغلب فروع بردى بسبب صب مياه الصرف الصحي في أغلب هذه الفروع، مبيناً أن المطلوب العمل على رفع مصبات الصرف الصحي عن مجاري الأنهار لأنها تسبب تلوثاً لهذه الأنهار، وتزداد المشكلة عندما تكون كمية المياه الجارية في هذه الأنهار قليلة، ما يؤدي إلى ركود المياه في مجاري الأنهار، وانتشار الروائح الكريهة والحشرات، التي تزيد من معاناة المواطنين في تلك المناطق.
وطالب رئيس دائرة الأنهار بالعمل على رفع مستوى الوعي لدى المواطنين وخاصة أصحاب المنشآت السياحية الواقعة على محيط بردى وفروعه، وكذلك المواطنون ممن يرتادون ضفاف بردى بعدم رمي الأوساخ والنفايات في مجرى النهر، حتى يعود بردى وروافده شريان الحياة لدمشق وأهلها.
واشتكى من عدم ردع الغرامات المحددة بمبلغ خمسة آلاف ليرة للمنشآت التي ترمي الأوساخ في النهر، وطلب أن تكون هناك عقوبات رادعة للمنشآت السياحة والمواطنين الذين يتسببون في تلوث بردى وروافده. إضافة إلى ضرورة رفد الدائرة بالعدد الكافي من العمال، لأن العدد الحالي لا يكفي، وخصوصاً أن لأعمال التنظيف في مجرى بردى وروافده خصوصية كبيرة حيث يضطر العمال إلى النزول في مجرى النهر حيث المياه الآسنة والقاذورات والحشرات، والزجاج المكسر وجميع أنواع الأوساخ، ما يتطلب أن يتم منحهم الألبسة اللازمة ووسائل الوقاية من لقاحات، وكذلك منحهم تعويض طبيعة العمل بنسبة 100% أسوة بعمال شركة الصرف الصحي، وتشميل المهندسين بهذا التعويض.
وبين أن دائرة الأنهار تحتاج إلى آليات هندسية من بواكر وتركسات وقلابات وغيرها لترحيل الأوساخ، حيث أصبحت الآليات المتوافرة قديمة جداً ولا تكفي للقيام بالأعمال المطلوبة لتنظيف بردى وروافده بالشكل المطلوب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن