سورية

مدنيون أتراك يخشون انتقاد عدوان أردوغان على سورية في العلن

| وكالات

وجه سكان أتراك على الحدود مع سورية انتقادات للعدوان الذي يشنه نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مناطق شرق الفرات، وأكدوا أنهم يتوقون لـ«العودة إلى السلام» لكنهم «يخشون» الحديث عن ذلك علانية.
وقالت وكالة «أ ف ب»: إنه «مع تحملهم العبء الأكبر للهجمات المضادة الشرسة للمقاتلين الأكراد، يتوق السكان الأتراك على خط المواجهة في هجوم بلادهم الجديد في سورية إلى عودة السلام، لكنّهم يخشون الحديث عن ذلك علانية».
وذكرت، أنه في أعقاب جنازة «مؤثرة» السبت الماضي في المسجد الكبير في مدينة سوروتش التركية، على بعد عدة كيلو مترات من الحدود السورية، نقلت جثة خليل يغمور وهو عمدة حي في المدينة إلى قريته لدفنها، وأضافت: «جثت امرأة على ركبتيها منتحبة «أبي أبي» على حين كان جثمان يغمور، الأب لعشرة أبناء، يواري الثرى قرب مسجد صغير».
وقال أمام المسجد قبل أن يؤم الصلاة على الجثمان: «كلنا متحدون ولن ننقسم بالتأكيد»، لكنّ الأجواء كانت «محتدمة»، وفق الوكالة التي لفتت إلى أن وجود جنود ورجال أمن في ملابس مدنية زاد من توتر الجميع.
وأشارت الوكالة إلى أن يغمور قتل مع اثنين آخرين من السكان المحليين حين سقطت قذيفة هاون أطلقتها ميليشيا كردية على منزلهم، ولفتت إلى أنه منذ أن شنّت تركيا عدوانها على سورية الأربعاء الماضي، «قتل 18 مدنياً وأربعة جنود أتراك على الأقل».
ووفق «أ ف ب»، فقد شنّ النظام التركي حملة قمع واسعة بلا هوادة على أي إشارة لمعارضة عدوانه، وكشفت أن نظام أردوغان اعتقل 121 شخصاً على الأقل هذا الأسبوع لانتقادهم العملية على مواقع التواصل الاجتماع على حين يخضع مئات آخرون للتحقيق، لافتة إلى أن الأجواء أكثر توتراً في البلدات الحدودية التي يسكن بعضها أغلبية كردية.
وقال أحد السكان المحليين الذي فضّل عدم ذكر اسمه، حسب الوكالة: «نحن خائفون من قول أي شيء ضد العملية»، مشيراً إلى أنه كان يتمنى تجنبها.
ورداً على سؤال إن كان يخشى الحديث عن ذلك قال: «لو كنت مكاني، لشعرت بالرعب أيضاً».
وفي وسط المدينة، أعرب رجل خمسيني رفض ذكر اسمه، عن أسفه لمقتل أطفال في تركيا وقصف المدارس، وقال: «أنا ضد كافة أنواع العمليات العسكرية من أي طرف كانت»، على حين رفض صديقه في شكل قاطع الحديث عن المسألة.
في المقابل، أدى استهداف الميليشيات الكردية لمناطق يقطنها مدنيون عند الحدود من جهة تركيا إلى تشدد سكان هذه المناطق في مواقفهم، حيث ردد السكان الغاضبون خلال تشييع طفل يبلغ تسعة أشهر في أقجة قلعة، هتافات «الشهداء أحياء» و«اللعنة على حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً عنيفاً ضد الدولة التركية منذ 35 عاماً.
وقالت ساريا دوغان واحدة من الذين حضروا جنازة السبت، وفق «أ ف ب»: «نريد السلام»، وتابعت: «ما هذا، حرب ومزيد من الحرب؟ كلنا إخوة وأخوات».
ونزحت مئات من العائلات من البلدات التركية الحدودية التي يقول النظام التركي إنها تعرضت لضربات أكثر من 300 قذيفة هاون منذ بدء العدوان التركي الأربعاء.
وتعرض النظام التركي لانتقادات لأنه لم يفعل أي شيء لحماية السكان قبل أن يبدأ العدوان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن