رياضة

الدوري السوري بنسخته التاسعة والأربعين ينطلق الأحد القادم … الأبطال عشرة والجيش زعيم تاريخي بكل المقاييس

| محمود قرقورا

تستعد جماهير الكرة السورية لاستقبال النسخة التاسعة والأربعين من الدوري السوري، و«الوطن» تستغل هذه الفرصة لتنفرد بملف يلخص المواسم الثمانية والأربعين التي اكتملت بشيء من العجالة، وبإمكان المهتمين اقتناء نسخة من كتاب «الدوري السوري ومضات وأبطال» الذي أبصر النور اليوم لكاتب هذه السطور.

الدوري السوري انطلق رسمياً موسم 1966/1967 بمشاركة تسعة أندية هي (الأهلي والسوري من حلب ودمشق الأهلي وقاسيون من دمشق والساحل من اللاذقية والفداء من حمص وغازي من دير الزور والحسكة من الحسكة وأمية الذي انسحب بعد مباراتين من حماة)، ودان اللقب في أول نسختين لأهلي حلب وقلّده في النسختين التاليتين بردى وكل ذلك بغياب الجيش والشرطة، ومع عودتهما شاهدنا هيمنة ملحوظة لدرجة أن الجيش فاز بكل النسخ التي حضر بها قبل قرار حله في منتصف موسم 1986/1987.
الجيش هو الأكثر تتويجاً بـ17 مرة ثم الكرامة بثماني مرات فالاتحاد بست وجبلة بأربع والشرطة بثلاث مقابل لقبين لكل من بردى وتشرين والفتوة والحرية والوحدة، ويحسب للاتحاد والجيش التتويج في المحاولة الأولى على حين أحرز بردى اللقب في المحاولة الثانية وآخر الأبطال العشرة الوحدة وبلغ مرامه في المحاولة الثلاثين، ويحسب للشرطة أنه أول نادٍ حقق ثنائية الدوري والكأس 1980 بينما الكرامة هو الأكثر حيازة للثنائية بخمس مرات أعوام 1983 و1996 و2007 و2008 و2009.
فردياً دخل رجا رافع تاريخ الدوري من أوسع أبوابه في النسخة الفائتة بريادته قائمة الهدافين التاريخيين بـ166 هدفاً منها ثلاثة مصادرة على هامش شطب نتائج تشرين والجهاد موسم 2001/2002 مقابل 161 هدفاً لعارف الآغا، واستحق المدرب زكي الناطور الانفراد بميزة كونه المدرب الوحيد الذي حقق اللقب مع ناديين مختلفين.
عشرة أبطال لا نعتقد أن هذه القائمة ستخترق ما لم يكن لحامل كأس الجمهورية الوثبة رأي مغاير لكونه الأجهز بين الأندية غير المتوجة.
الملف التالي يضعكم بصورة أبطال أهم البطولات المحلية بكرة القدم، وفي عدد لاحق سنضعكم بأهم الأرقام القياسية على مدار النسخ الـ 48.

الاتحاد البطل الأول
فاز بلقب الدوري ست مرات 1967 و1968 و1977 و1993 و1995 و2005، وإذا كان الجيش زعيم أندية سورية لكونه الأكثر تتويجاً باللقب وصاحب البصمة والحضور عربياً وقارياً، فإن الاتحاد يستحق أن يكون الركن الثاني المكمل والأكثر أهمية رغم فوز الكرامة ببطولة الدوري أكثر منه لاعتبارات عديدة منها:
هو النادي الوحيد الذي لم تغب شمسه عن بطولة الدوري السوري منذ النسخة الأولى 1966/1967، فهو أحد الأطباق الشهية التي لا غنى عنها على مائدة الدوري، وهو النادي الأكثر شعبية وجماهيرية في بلدنا تاريخياً، وهو البطل الأول للدوري السوري، كما أنه أول ناد احتفظ باللقب في الموسم التالي، وهو صاحب النتيجة الأعلى بتاريخ الدوري السوري على حساب النصر في ذهاب موسم 1976/1977 بـ14/صفر.
أفرز ثلاثة فازوا بلقب الدوري لاعباً ومدرباً وهم: فاتح زكي وياسر السباعي وأمين آلاتي، وقارياً هو أحد ناديين سوريين فازا بلقب كأس الاتحاد الآسيوي إضافة لفريق الجيش وكان ذلك عام 2010، وخرّج ستة لاعبين فازوا بلقب هداف الدوري سبع مرات بداية من محمد هواش 1968 بعشرة أهداف مروراً بمحمود سلطان 1977 بخمسة وعشرين هدفاً ومحمود السيد 1988 بأحد عشر هدفاً ومحمد عفش 1992 بتسعة عشر هدفاً، ومهند البوشي 1993 بأحد عشر هدفاً بالتشارك مع عساف خليفة لاعب الوحدة والبوشي نفسه 1995 بواحد وعشرين هدفاً، وانتهاءً برضوان الأبرش 2002 بأربعة عشر هدفاً.

بردى لقبان منصفان لشيخ الأندية
بردى شيخ الأندية السورية، ولاعبوه ومحبوه وأعضاؤه القدامى عندهم من الوفاء ما يمكن اعتباره دروساً وعبراً، وهو من الأندية التي أصابها الدمج بالموت السريري، فبقي طريح الفراش أكثر من عقدين وتوزع لاعبوه على الأندية وأغلبهم اتجه للشرطة، وعندما بدأ بالعودة خلال التسعينيات توفي داعمه وليد الصباغ فعاد أدراجه إلى فراش الموت يلفظ أنفاسه الأخيرة دون بوادر أمل للشفاء، لدرجة أن كرة القدم أساس شهرة النادي اندثرت ولم تعد متوافرة رغم إمكانيات البنية التحتية، من حيث المنشأة والملاعب والاستثمارات، ولولا لقبا نادي بردى في ثالث ورابع نسخ الدوري 1969 و1970 لكان اسماً بلا جسم، ولذلك هما لقبان مستحقان منصفان لركن من أركان الكرة السورية في الماضي.
خرّج لاعبين لا يطولهم النسيان كأحمد عليان ومحمد خير ضاهر وأيقونة المدافعين في بلدنا إبراهيم محلمي، والهداف يوسف تميم أفضل لاعب سوري عام 1965 والحارس أحمد عقاد، وهؤلاء الأعمدة ساهموا بحصد لقبي الدوري، وأحمد عليان أضحى مع نهاية دوري 1969/1970 أول من يفوز باللقب لاعباً ومدرباً بآن معاً ولم يقلده إلا جميل جرو مع الكرامة وأنور عبد القادر مع الفتوة.
أتحفنا بالكثير من القامات الرياضية القيادية والإدارية والإعلامية والتحكيمية أمثال خير الدين البكري أول رئيس لاتحاد كرة القدم السوري، وفيصل شيخ الأرض الإعلامي الألمعي، وعدنان وفاروق بوظو اللذين دخلا إلى كل بيت في الوطن العربي وليس سورية، وجمال الشريف أول عربي يحضر في ثلاثة مونديالات من بين أصحاب الزي الأسود.
هدافه اللامع يوسف تميم تربع على عرش الهدافين موسمي 1968/1969 بعشرة أهداف، و1969/1970 باثني عشر هدفاً.

الجيش غيابه لم يؤثر في زعامته
الجيش هو الرقم الأصعب في رحاب كرتنا والرافد الأساسي للمنتخب تاريخياً والأكثر استقراراً وحصداً للألقاب بـ17 مرة: 1973 و1976 و1979 و1985 و1986 و1998 و1999 و2001 و2002 و2003 و2010 و2013 و2015 و2016 و2017 و2018 و2019.
وصحيح أنه البطل الثالث للدوري بعد الاتحاد وبردى إلا أنه حاز اللقب في مشاركاته الخمس الأولى واستحق الزعامة قبل قرار حله وبعده.
غاب عن مسرح الدوري لأسباب مختلفة 19 مرة ولكنه خلال 29 مشاركة حقق اللقب 17 مرة كرقم ترفع له القبعات، ويؤكد الهوة بينه وبين منافسيه.
خرّج العديد من الأسماء اللامعة كما رفد كرتنا بعديد المدربين كمحمد خلف وطارق جبان وهما الوحيدان اللذان فازا باللقب لاعباً ومدرباً بين كل مدربي الزعيم، وينفرد الزعيم بجملة أرقام قياسية، فهو النادي الأكثر تتويجاً بـ17 لقباً، هو النادي الوحيد الذي توّج بعلامة كاملة وكان ذلك في لقبه الأول 1973، وهو النادي الأكثر تهديفاً خلال موسم واحد بثمانين هدفاً في تتويجه الثالث 1979، وهو الوحيد الذي حقق اللقب خمس مرات متتالية بداية من 2014/2015.
46 عاماً تفصل بين لقبيه الأول والأخير وهذا رقم قياسي أيضاً، ولاعبه محمد الواكد صاحب الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد بـ29 هدفاً في الدوري الفائت، وخرّج خمسة هدافين للدوري بداية من سمير سعيد 1973 بـ17 هدفاً ثم مروان قسطلي 1976 بـ21 هدفاً وكيفورك مردكيان 1979 بـ25 هدفاً وزياد شعبو 2003 بـ22 هدفاً ومحمد الواكد 2019 بـ29 هدفاً.
لاعبوه طارق جبان وعز الدين عوض ومحمد شريفة الأكثر تتويجاً مع ناد واحد بستة ألقاب، ومدربه أحمد الشعار الأكثر تتويجاً بست مرات أعوام 2001 و2002 و2003 و2013 و2016 و2019 سواء في بداية الموسم أم وسطه أم نهايته، وهو أول ناديين سوريين فازا بلقب قاري وحدث ذلك في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي زمن ولادتها 2004 والحديث عن فخر الكرة السورية لا ينضب ويمكن للمهتمين اقتناء كتابي الصادر عنه عام 2018 بعنوان: الزعيم فخر الكرة السورية.

الكرامة ألقابه توقفت فجأة

سفير حمص الكرامة يعد من كبار المسابقة وهو ركن من أركان اللعبة في بلدنا رغم تأخر مشاركته حتى النسخة الثالثة موسم 1968/1969 فهو ثاني أكثر المتوجين بثمانية ألقاب أعوام 1975 و1983 و1984 و1996 و2006 و2007 و2008 و2009 ولكنه احتفظ بمكانه بين الكبار منذ حضوره الأول.
تأخر فوزه باللقب حتى النسخة السادسة موسم 1974/1975 بعدما سبقته أندية الاتحاد وبردى والجيش، ولكنه من الأرقام الصعبة في كرة القدم السورية، فهو النادي الأول الذي يفوز بالدوري أربع مرات متتالية، وحدث ذلك بداية من مواسم 2005/2006 ولم يكن أحد يراهن على أن لقب 2009 سيكون الأخير، لكنها الحقيقة الواقعة، ولا جدال فيها أن الأزمة السورية أثّرت سلباً في نادي الكرامة أكثر من غيره.
ويحسب له أنه النادي السوري الوحيد الذي لعب في نهائي دوري أبطال آسيا وحدث ذلك عام 2006 وبحق كان الكرامة يستحق التتويج ذاك العام وكان قوة ضاربة من جوانب عدة، ومن منا ينسى الفوز الكبير على الاتحاد السعودي بشحمه ولحمه 4/صفر؟ ومن سوء طالع الكرامة أنه خسر نهائي كأس الاتحاد الآسيوي 2009 فبقيت ألقابه على الصعيد المحلي.
لم تجتمع جماهير أنديتنا على حبّ ناد وتشجيعه والوقوف خلفه كما حدث مع الكرامة يوم خوضه نهائي الشامبيونز الآسيوي 2006.
مدربه محمد قويض هو المدرب الوحيد الذي فاز باللقب أربع مرات متتالية أعوام 2006 و2007 و2008 و2009، ولاعبه حسان عباس عانق اللقب خمس مرات، والأهم أن الكرامة جمع ثنائية الدوري والكأس خمس مرات كرقم قياسي ومدربه محمد قويض هو الوحيد الذي حقق الثنائية ثلاث مرات متتالية.
خرّج ثلاثة لاعبين فازوا بلقب هداف الدوري وهم: فواز شاهرلي 1975 بـ11 هدفاً ونبيل السباعي 1983 بـ10 أهداف، وماكيتي ديوب مشاركة مع علي صلاح لاعب الوحدة 2011 بـ10 أهداف، ولكن الذاكرة تحفظ الكثير ممن تألق، وهناك عائلات كالسباعي واليبرودي والحموية وغرير، وخرّج الكثير من الحراس الذين مثّلوا المنتخب كأحمد عيد وماهر بيرقدار وسالم بيطار ومصعب بلحوس.

الشرطة ماض تليد برقم خرافي
فريق الشرطة حقق اللقب ثلاث مرات أعوام 1980 و2011 و2012 وله ذكريات لا تنسى مع بطولة الدوري، فكان الركن الثاني المكمل لكرة القدم عموماً في بلدنا على مدار سنوات قبل انطلاق الدوري والكأس، وخلال الستينيات حقق لقب الكأس مرتين والوصافة مرة خلال ثلاث مشاركات، ومع مشاركته في الدوري تفوق على الجيش أداء بشهادة كثيرين من نقاد اللعبة.
وبدا متخصصاً في الفوز بمسابقة الكأس، فعندما وصل إلى اللقب الرابع لم يكن أحد قد حاز أكثر من لقبين، إذ تأهل للنهائي في أول خمس مشاركات، وهذا استثناء محققاً اللقب أربع مرات.
الشرطة هو البطل الخامس للدوري بعد الاتحاد وبردى والجيش والكرامة، لكنه في اتجاه آخر أول ناد عاش نعيم الثنائية وحدث ذلك عام 1980 بفريق أقل ما يقال عنه إنه استثنائي ولم يتكرر، وعُدّ فوزه على الجيش في إياب دوري 1978/1979 بثلاثة أهداف حالة خاصة ظلت حديث الإعلام الرياضي السوري سنوات كثيرة.
خرّج العديد من اللاعبين أصحاب الباع الطويل في الكرة السورية وتكفي الإشارة إلى جيل نهاية سبعينيات القرن المنصرم ومطلع الثمانينيات ويحتفظ الشرطة مع ذاك الجيل بميزة لم يحققها غيره فهو النادي الأول الذي لم يخسر في دوري لم يفز بلقبه وحدث ذلك موسم 1978/1979، وجاء بعده الوحدة 2015/2016 مع ميزة أن الشرطة لعب 28 مباراة مقابل 24 للوحدة.
مع نهاية ذلك الجيل عاش على الطفرات وهبط غير مرة للدرجة الثانية، وعاد ليستفيد من الاستقرار الذي عاشه زمن الأزمة، فجدد ذكريات الفوز بلقب الدوري سواء بالفاصلة المصطنعة عام 2011 أم بشكل جدير 2012.
أفرز لاعباً واحداً تربع على عرش الهدافين وهو أحمد وتد 1980 برصيد تسعة أهداف، ومراجع تقول إنه تساوى مع زميله أنور عبد القادر.
والميزة الأهم أنه صاحب السلسلة الأطول من دون خسارة سواء في بطولة الدوري وحدها بـ66 مباراة، وكذلك في الدوري والكأس معاً بـ77 مباراة.

تشرين النجمة الثالثة ترفضه ويرفضها
جمهور تشرين بات بين ليلة وضحاها الأهم والأكثر صخباً في ملاعبنا ومع هذا الجمهور استعصت عليه النجمة الثالثة في الدوري منذ 1997 رغم اقترابها مرتين خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، الأمر الذي جعل نقاد الكرة في بلدنا منقسمين بين رفضه الوصول إلى اللقب الثالث على خلفية مناحرات وشجارات أهل البيت، وبين رفض الكرة وتمنعها في وصول البحارة إلى لقب ثالث بدا وشيكاً، والأمر لا يتعلق بالدوري وحده، فقد أخفق في الوصول لنهائي الكأس منذ عام 2006!
تشرين هو البطل السادس للدوري ولكنه لم يفز بالكأس وللإنصاف أقول: إذا كان من ناد يستحق أن يكون بطلاً من غير الفائزين بكأس الجمهورية فلا خلاف أنه نادي تشرين الذي خاض مباراة اللقب خمس مرات، وينفرد عن الخاسرين في النهائي بأنه واجه صاحب الأرض والجمهور ثلاث مرات.
أتحفنا نادي البحارة بلاعبين محفورين في الذاكرة أشهرهم ملك الكرة السورية وقيثارتها عبد القادر كردغلي هداف الدوري 1984 بتسعة أهداف، وموفق كنعان هداف الدوري مرتين متتاليتين 1985 برصيد 14 هدفاً و1986 برصيد 16 هدفاً، ونضال قضيماتي هداف الدوري 1989 برصيد 15 هدفاً رغم التحاقه متأخراً حينها، وحازم حرباً هداف دوري 1996 بـ18 هدفاً، وبعيداً عن الهدافين هناك سيف الدين إسكية ومحمد البدي وعلي الجندي ووهيب عنيزة والثنائي عمار حبيب ويوسف هولا الفائزان بذهبية المتوسط 1987، ولا نغفل الفنان عبد اللـه مندو، والثنائي المتوّج 1997 أحمد كردغلي وعلي الشيخ ديب.
من المفردات التي يتغنى بها جمهور تشرين أنه صاحب الفوز الأعلى على الجيش بين كل أنديتنا، فهو الوحيد الذي سجل عليه خمسة أهداف وحدث ذلك مرتين، الأولى 1995/1996 بخمسة أهداف لهدف، والثانية أكثر وقعاً عند جماهير أنديتنا موسم 2003/2004 بسبعة أهداف لثلاثة وهكذا هو صاحب الفوز الأعلى على الجيش في العاصمة وخارجها.

جبلة شارك متأخراً وساد سريعاً
جبلة من الأندية التي ساهمت في انطلاق مسابقة كأس سورية 1961 بيد أنه عانق اللقب مرة واحدة بعد عناء، وعلى عكس مسابقة الكأس فقد تأخر حضوره في الدوري حتى النسخة الحادية عشرة موسم 1981/1982، ولكنه ساد بسرعة قياسية وعانق اللقب في المحاولة السادسة 1987 وزادها ثلاثة ألقاب أخرى 1988 و1989 و2000، وتحوّل إلى رقم صعب وقوة ضاربة دون أدنى مقدمات، فنافس الكرامة على لقب موسم 1983/1984 وزاحم الجيش قبل حلّه على لقب موسم 1985/1986 ثم استأثر باللقب عندما غاب الزعيم لثلاثة مواسم متتالية وبقي مهاب الجانب في ملعبه على الأقل قرابة عقدين.
هو البطل السابع للدوري بعد الاتحاد وبردى والجيش والكرامة والشرطة وتشرين، لكنه أول من حازه ثلاث مرات متتالية بداية من موسم 1986/1987، وهو أول ناد محلي يفوز على الجيش في مسابقتي الدوري والكأس خلال موسم واحد وحدث ذلك موسم 1984/1985.
خرّج الكثير من القامات كمكوك الوسط أحمد شلبي والمدافع الصلب هيثم شحادة وقائد الفريق عبد الحميد الخطيب وملك التسديدات الحرة المحفور في الذاكرة علي موسى وعديد المهاجمين المهمين كروميو إسكندر ومناف رمضان ومحمد قيصر وآخرين، وفي العهد الحديث ليس هناك أهم من عمار الشمالي وأكرم علي، لكن يبقى الحارس مالك شكوحي الأشهر فهو أحد فرسان تتويج جبلة بلقب الدوري للمرة الأخيرة عام 2000 ليكون الوحيد الحاضر في الألقاب الأربعة، ومادمنا نتحدث عن الشكوحي نذكر أنه أحد ستة لاعبين فازوا بلقب الدوري ست مرات، إضافة لطارق جبان وعز الدين عوض ومحمد شريفة، وراغد خليل وفراس إسماعيل، مع فارق أن الجبان والعوض وشريفة حازوا الألقاب الستة مع الجيش في حين الشكوحي حقق لقبين مع الجيش وأربعة مع النوارس وراغد مناصفة بين الجيش وجبلة، وفراس إسماعيل مناصفة بين الجيش والكرامة.
مدربه رفعت الشمالي يعد رمزاً لأنه عرّاب الألقاب الأربعة التي وضعت النادي على خريطة المتوّجين وهذا يكفيه كي ينام قرير العين.

الفتوة أجيال كثيرة والبصمة لواحد
الفتوة من الأندية صاحبة الباع الطويل في الكرة السورية وأحد مرتكزاتها التي لاغنى عنها، وعندما كان يغيب عن مسرح الأحداث نشعر أن طبختنا الكروية ينقصها مادة أساسية، وتاريخياً اعتاد الفتوة أن يقدم نجوماً يشار إليهم بالبنان، فأيام تسميته غازي برزت لآلئ تغنى بها جمهور المدينة أمثال: الباي وفاكوش وعبد المسيح جان وشميط، وفي السبعينيات تألق أنور ووليد مهيدي وزياد الصالح، وفي الثمانينيات تجلّى وليد عواد ونزار ياسين وهشام خلف ومحمود حبش وأحمد عسكر، وفي التسعينيات واصل الأزرق تقديم النجوم كمؤمن الخلف وماهر حقي وخالد الهمشري وهمام حمزاوي، وفي الألفية الثالثة أبدع عمر السومة وعدي جفال ومحمد العبادي وورد السلامة.
الأزرق هو البطل الثامن للدوري وحدث ذلك موسمي 1989/1990 و1990/1991 وإذا كان الأول مطعوناً فيه فإن الثاني جدير، لكن يحسب له أنه أول ناد يفوز بالثنائية المحلية مرتين متتاليتين، كما أنه أول ناد يفوز بالكأس أربع مرات متتالية بداية من 1988، ورمزه أنور عبد القادر أول مدربين فازا بلقب الكأس أربع مرات حيث جاء بعده محمد قويض، ويبقى أنور الأكثر حضوراً في النهائي بين لاعب ومدرب بسبع مرات فاز بست منها.
نجزم أن لاعبي الفتوة المحترفين محلياً وخارجياً هذه الأيام لو اجتمعوا لاحتكر فارس الفرات بطولة الدوري وتكفي الإشارة إلى عمر السومة أشهر لاعب سوري احترف في الدوري السعودي.

الحرية ثنائيته الفريدة خالدة
الحرية مفرخة للنجوم المتلألئة في ملاعبنا، وشكّل تحوّل اسمه من العربي إلى الحرية مطلع السبعينيات بداية لتخريج أجيال وأجيال نثرت السحر في ملاعبنا وفرضت نفسها على أجوائنا الكروية، والعديد من هؤلاء ارتقوا لتمثيل المنتخب بعد انتقالهم من الحرية إلى الجيش والشرطة ومنهم من حاز شارة قيادة المنتخب كحوا ودهمان، وهناك عديدون كانوا متميزين مع النادي والمنتخب كرضوان الشيخ حسن ومدراتي وشيخ ديب والحلو والناصر وقادير والظاهر وآخرين.
خرّج لاعباً فازا بلقب هداف الدوري، علي الشيخ ديب موسم 1993/1994 بثلاثة عشر هدفاً.
تأخر ظهور العربي على مسرح أحداث دوري النخبة السوري حتى النسخة الرابعة موسم 1969/1970 وفي الثمانينيات والتسعينيات كانت جماهيرنا تترنم على أداء فريقين ينثران المتعة في ملاعبنا أينما حلّا وهما حطين والحرية، وكلاهما لم يكن يعرف طريق حصد الألقاب رغم وجود لاعبين قادرين على صنع الحدث، علماً أن الحرية أظهر منافسة جادة للشرطة زمن زهوته خلال أطول موسم كروي بتاريخ دورينا ووقتها كان الوحيد الذي تعادل مع الشرطة، ومطلع التسعينيات نجح المدرب الرمز للأخضر ديبو شيخو في خلق توليفة متناغمة منسجمة قادها إلى المجد مع أسماء محفورة في الذاكرة، فحققت لقب الدوري للمرة الأولى موسم 1991/1992 بعد منافسة شرسة من جبلة ليصبح البطل التاسع للدوري، وفي الموسم ذاته أضحى البطل العاشر للكأس بفوز صعب على غريمه الأزلي الاتحاد في مباراة مشهودة على أرضية ملعب الحمدانية، وجدد أخضر الشهباء العهد مع التتويج بالدوري بعد عامين تأكيداً على قوة ذاك الجيل ومن بعدها بقي مهاب الجانب حتى السنوات الأولى للألفية الثالثة ولكن الألقاب غابت، بل بات غيابه عن مسرح الدوري شبه اعتيادي خلال الألفية الثالثة وتحديداً منذ هبوطه للمرة الأولى مع نهاية موسم 2007/2008.

الوحدة لقبان لا يتناسبان مع سمعته
الوحدة أحد أقطاب العاصمة وأكثرها جماهيرية في العصر الراهن ولا خلاف أن جمهوره تنامى عندما كان الجيش غائباً ولكنه بعد عودة الجيش احتفظ بجمهوره وهذا شيء مهم، انتظر طويلاً حتى حاز أول ألقابه في الكرة السورية فكان البطل الحادي عشر للكأس عام 1993، ثم أضحى البطل العاشر للدوري عام 2004 مع المدرب الصربي نيناد، وهو بذلك آخر ناد جديد يفوز بالدوري.
وتحقق لقبه الثاني 2014 بشق الأنفس بعد مباراة فاصلة مع الزعيم الجيشاوي، ولكنه لم يحقق الثنائية حتى الآن وهذا ما بحث عنه القائمون على الفريق مراراً دون بلوغ مأربهم.
لقبان خلال 48 نسخة اكتمل فيها الدوري يعد ضئيلاً لناد بحجم الهالة المحيطة بالفريق وحجم استثماراته والنجوم الذين خرجوا من مدرسته، ومن هذا المنطلق سمعته أكبر من تاريخه، مع الإشارة إلى أن الفريق صرفت عليه أموال زمن بعض الداعمين أكثر مما صرف على أندية الهيئات.
قدم نجوماً كثراً للكرة السورية وتكفي الإشارة إلى الشقيقين حسام وماهر السيد والأيقونة نزار محروس والهداف عساف خليفة وماهر ما زال صاحب السعر الأعلى في سوق الانتقالات المحلية حتى وقتنا الراهن، وما دمنا نتحدث عن النجوم لا نتجاهل الدوليين الحاليين عساف وخريبين وأومري.
خرّج سبعة هدافين للدوري وهو رقم قياسي، بداية من عثمان بوارشي 1991 بأحد عشر هدفاً وعساف خليفة 1993 بـ13 هدفاً مشاركة مع مهند البوشي لاعب الاتحاد، وعلي صلاح 2011 بـ10 أهداف مشاركة مع لاعب الكرامة ماكيتي ديوب، وماجد الحاج 2014 باثني عشر هدفاً، ورجا رافع 2016 باثنين وعشرين هدفاً، وأسامة أومري 2017 بسبعة عشر هدفاً، وباسل مصطفى 2018 بخمسة عشر هدفاً.
خاض نهائي كأس الاتحاد الآسيوي 2004 وأفضلية التسجيل بأرض الخصم حرمته من لقب كان ممكناً أن يضع النادي بمكانة أفضل بين أنديتنا.

الولادة
سيبقى يوم الجمعة السابع من تشرين الأول عام 1966 خالداً في مسيرة الكرة السورية، ففي ذاك اليوم انطلقت شرارة الدوري السوري رسمياً بكرة القدم، والغريب أننا لا نلتفت لهذا التاريخ، واتحاد كرتنا لم يفكر جدياً ولو مرة واحدة بالاحتفال بهذه المناسبة، ولم يدر في خلد المعنيين أن يفكّروا بإطلاق الدوري تزامناً مع هذا التاريخ كي تكون الفرحة فرحتين.
في ذاك اليوم جرت أربع مباريات وفق التالي:
على أرضية الملعب البلدي في دمشق التقى دمشق الأهلي (المجد) مع ضيفه السوري (اليرموك) وقادها عدنان بوظو وانتهت 3/1 للفريق الزائر، وسجل للسوري انترانيك ماليان هدفين وهو صاحب أول هدف في الدوري السوري، والتقى الفداء (الوثبة) مع قاسيون (الوحدة) بصافرة قيس رويحة وتعادلا بثلاثة أهداف لكل منهما، والمباراة الثالثة حسمها الحسكة (الجزيرة) بفوزه على مضيفه غازي (الفتوة) بهدفين لهدف والصافرة لعبد القادر مجوّز، والمباراة الرابعة جمعت أمية الحموي مع ضيفه الساحل اللاذقي الذي فاز بسداسية دون رد، ويوم 9 تشرين الأول استهل حلب الأهلي مبارياته مع ضيفه الحسكة بصافرة رشاد حواصلي وفاز بهدف مقابل لا شيء.

الأبطال العشرة
عشرة أندية فقط أحرزت اللقب والنادي الأخير الذي انضم لقافلة المتوجين يستحق ذلك وهو الوحدة موسم 2003/2004، وفي الدوري القادم ثمانية أبطال حاضرون وهم: الاتحاد والجيش والكرامة والشرطة وتشرين وجبلة والفتوة العائد لمصاف الكبار والوحدة، ويستمر غياب بردى، إضافة للحرية الذي لم تسعفه المباراة الفاصلة مع الجزيرة، وللعلم فإن الدوري لم يقم أو يستكمل لأسباب مختلفة مواسم 1970/1971 و1971/1972و1973/1974و1977/1978 و1980/1981.
تاريخياً ثلاثة أندية لم تدافع عن لقبها أو لم تكمل موسم الدفاع عن اللقب وهي: بردى 1972/1973 والجيش 1974/1975 و1976/1977 و1979/1980، والشرطة 1981/1982.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن