سورية

ترامب يأمر بسحب قوات بلاده من الشمال في أسرع وقت.. وسائل إعلام أميركية: مؤشر على انسحاب كامل … الكرملين: العملية التركية لا تتطابق مع مبدأ احترام وحدة الأراضي السورية

| وكالات

شددت روسيا أمس على أن العدوان الذي ينفذه النظام التركي على الأراضي السورية، لا تتطابق بشكل تام مع مبدأ احترام وحدة الأراضي السورية، ودعت أنقرة إلى عدم اتخاذ إجراءات تعرقل تسوية الأزمة، وسط تغريدات جديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قوات بلاده الاحتلالية في سورية، رجحت وسائل إعلام أميركية أنها «مؤشر على انسحاب كامل من سورية».
وقال مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، في تصريح صحفي، رداً على سؤال حول ما إذا كانت «العملية التركية» تتماشى مع احترام وحدة الأراضي السورية وما هي الإجراءات التي ستتخذها روسيا في هذا السياق؟: «ليس تماماً… سنقوم بخطوات ما، سنرى ماذا سيحدث»، وذلك وفق ما ذكر موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني.
وشدد أوشاكوف على أن النقطة الأهم تكمن في «أن يتصرف الأتراك بشكل متكافئ مع الوضع وألا تعرقل الإجراءات التي يتخذونها تطوير التسوية السياسية في سورية».
يأتي الموقف الروسي بعد يوم من الإعلان عن توصل الحكومة السورية إلى اتفاق مع «قوات سورية الديمقراطية- قسد» تحرك بموجبه الجيش العربي السوري نحو مناطق سيطرة «قسد» في منطقة شمال شرق سورية، ودخل إلى العديد من البلدات والقرى هناك.
ويسحب الاتفاق ودخول الجيش العربي السوري إلى تلك المنطقة والانتشار فيها ذريعة النظام التركي بأن «قسد» تشكل خطراً على «الأمن القومي التركي»، وأعطيت كل من موسكو وطهران قوة كبيرة للضغط على النظام التركي لإيقاف عدوانه والانسحاب من المناطق التي يحتلها في شمال وشمال شرق سورية.
موقف موسكو أمس جاء، بعد اتصالين هاتفيين بين وزيري دفاع روسيا سيرغي شويغو، وتركيا خلوصي أكار، ورئيسي هيئتي أركان البلدين، فاليري غيراسيموف، ويشار غولر، بحثوا خلاله الوضع في سورية في ظل العدوان التركي، وفق وكالة «الأناضول».
ونقلت الوكالة عن أكار قوله: «بحثنا الإجراءات الضرورية لتنسيق الأنشطة وتنفيذها بطريقة مناسبة»، ووصف المكالمة بأنها كانت «بناءة».
وبشأن الاتصال الهاتفي بين رئيسي الأركان الروسي والتركي، قالت أنقرة: إنه ركز على «الحالة الأمنية في سورية ومستجدات الوضع» هناك.
وفي وقت سابق من يوم أمس، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف خلال مؤتمر صحفي، وفق وكالة «سانا»: أنتم تعلمون منذ البداية أن الجانب الروسي أشار على مختلف المستويات إلى رفضه القاطع لأي أعمال من شأنها أن تعرقل وتعوق عملية الحل السياسي للأزمة في سورية وتثير التوتر فيها»، مضيفاً: «أكرر.. هذا الموقف لم يتغير.. إنه أمر ثابت ومعروف».
على خط مواز، قال الرئيس الأميركي في سلسلة تغريدات على «تويتر»، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية: «الأكراد ربما يفرجون عن البعض (من مسلحي داعش) لحملنا على التدخل»، وأضاف: «عقوبات كبيرة ضد تركيا تقترب»!
كما قال في تغريدتين أخريين: «لا ننوي خوض أي حرب أخرى بين شعوب تحارب بعضها بعضاً منذ 200 سنة».
الملف السوري كان حاضراً أيضا على جدول محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وقال بوتين خلال اللقاء حسب موقع «العربية نت» السعودي: إن
«التنسيق الروسي والسعودي مهم لتأمين الاستقرار في الشرق الأوسط».
بدوره قال سلمان: «نتطلع للعمل مع روسيا دوماً لتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب».
وقبيل وصول الرئيس الروسي، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير: إن «موسكو والرياض تتطلعان إلى تكثيف العلاقات الثنائية، ولديهما رؤية مشتركة فيما يتعلق بالنظام الدولي، كما تهتمان بمبدأ سيادة الدول، واحترام القوانين الدولية، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، إضافة إلى تطابق وجهتي النظر فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وكذلك الإرادة المشتركة لحل الأزمة السورية سلمياً بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي»!
وتحدث تقرير نشرته وكالة «رويترز» عن أن زيارة بوتين إلى السعودية تسلط الضوء على نفوذ موسكو المتنامي في الشرق الأوسط، بالاستفادة من «المكاسب» العسكرية الروسية في سورية والعلاقات القوية مع إيران خصم الرياض الرئيس في المنطقة والتعاون في سياسات الطاقة.
وعشية زيارة بوتين للسعودية، أعلنت القوات الأميركية بدء انسحابها من شمال سورية، في وقت أبرم فيه الجيش السوري اتفاقاً مع «قوات سورية الديمقراطية– قسد» لمواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية في شمال شرق البلاد.
وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، وفق «الأناضول»: إن ترامب أمر بالبدء في سحب القوات الأميركية في شمال سورية «بأسرع وقت ممكن»، وأضاف: بحسب وكالة «أسوشيتد برس»: «لدينا قوات أميركية ستكون محصورة على الأرجح بين قوتين متعارضتين وهذا وضع لا يمكن الدفاع عنه».
وبينما لم يشر إسبر إلى ما إذا كان ترامب قد أمر بسحب القوات من سورية بشكل كامل، رجحت «أسوشيتد برس»، أن تكون تصريحات إسبر مؤشراً على انسحاب كامل من سورية كخطوة تالية.
في غضون ذلك، رحّب أردوغان بقرار ترامب سحب قواته من الشمال، وقال وفق وكالة «أ ف ب» للأنباء: «إنها خطوة إيجابية».
وبعد أن انتشر الجيش العربي السوري مؤخراً في عدد من المناطق التي تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، شدد أردوغان أمس على أنه يتوقع انسحاب الفصائل الكردية من مدن أخرى رئيسة على غرار منبج.
وقال: «عندما يتم إخلاء منبج، لن ندخل إليها نحن كتركيا. بل سيعود إليها (…) أشقاؤنا العرب»، وتابع: «يبدو أنه (…) لن تكون هناك أي مشاكل في كوباني (عين العرب) نظراً لموقف روسيا الإيجابي».
وبينما جدد أردوغان انتقاده للقوى الغربية التي نددت بالعملية، اعتبر أن الذين أخرجوا سورية من الجامعة العربية، يسعون لإعادتها إليها بعد العدوان التركي، قائلاً: «يا له من تناقض»!
في الأثناء، قالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية فيديريكا موغيريني، وفق «الأناضول»: إن «وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون الخطوات الممكن اتخاذها حيال العملية العسكرية التركية شمال سورية»، وأشارت إلى أنه ستتم مناقشة كيفية حماية العملية السياسية من التوتر العسكري المتزايد.
في أثناء ذلك، قالت فرنسا وفق «رويترز»: إنها تتخذ إجراءات لضمان سلامة أفرادها العسكريين والمدنيين في شمال شرق سورية في حين تسحب الولايات المتحدة قواتها من المنطقة.
من جهته، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ، وفق «سبوتنيك» عن قلقه إزاء العدوان التركي على سورية، ومن احتمال تحرير مسلحي داعش، وظهورهم مجدداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن